رنا الفقيه كاتبة لبنانية، تتميز بموهبتها وشغفها بالكتابة، لكي تظهر إسمها بأروع أعمال، نذكر منها "لعبة بنات"، الذي حقق نسب مشاهدة عالية.
تتحضر رنا الفقيه للعديد من الأعمال الجديدة، كما أنها تولّت مؤخراً كتابة مسلسل "حين نحب"، من بطولة الممثلين يوسف الخال ورشا بلال وكندة حنا، وأيمن عبد السلام ويامن الحجلي.
موقع "الفن" أجرى مقابلة شيّقة مع رنا الفقيه، تناولنا فيها الكثير من المواضيع.
أخبرينا عن مسلسلكِ الجديد "حين نحب"، الذي يمكن أن يتغير إسمه.
إذا أردت أن أعطيه صفة، هو مسلسل جدلي بإمتياز، هناك من سيحبه وهناك من سينتقده، إذ نعرض "تابوهات" قليلون من الجمهور يتكلمون بها على التلفاز. يتضمن المسلسل ثلاث قصص حب جميلة، لا تشبه بعضها البعض. عندما كتبت المسلسل، لم يخطر في بالي ممثل معين، ما عدا شخصية الطبيب، التي يجسدها الممثل يوسف الخال، وذلك لأن شكله وطبيعة هذا الدور، شبيهان بـ يوسف الخال في أماكن معينة، وكنت أتخيل أن هذا الدور يليق به، والحمد لله توفقنا، وهو قرأ النص وأحبه، وباقي فريق العمل بالتأكيد فرحت بهم كثيراً، وهم رائعون، منهم كندة حنا، فهي ممثلة جميلة ومجتهدة ووجهها حقيقي، فمن الجميل أنه ما زالت هناك ممثلات وجوههن طبيعية، نصدق تعابيرهن إذا فرحنَ أو حزنَّ.
فلتحدث عن مسلسل "حريم الجراح"، بماذا تعدين الجمهور؟
إنه ثاني تعاون لي مع المخرج بودي صفير بعد "لعبة بنات"، الذي كنت فيه كاتبة الحوار، هناك توأمة مع بودي، فلم أكن أتخيل أن أكتب نصاً ليس لي، وفي هذين العملين كان التحدي صعباً، في ترجمة ما يفكر به شخص آخر.
تتضمن قصص بودي صفير الجـريمة والعقاب والتحقيق، وملعبي هو قصص الحب والمشاكل النفسية والسيكولوجية عند البشر، أي الحياة الإجتماعية ومشاكل الناس، فقمت بإدخال قصص الحب على العمل.
"حريم الجراح" ضم أسماء كبيرة، عندما قالوا لي إن الممثل سلوم حداد سيكون البطل، فرحت لأنه ممثل مخضرم وكبير. القصة جميلة، وهي قصة جـريمة وشكوك وتحقيق، وفي كل لحظة خلال الأحداث تشك بشخصية معينة، ويضم المسلسل فريق عمل رائع، أذكر منه الممثلتين ندى أبو فرحات وستيفاني عطالله.
"لعبة بنات" مسلسل جميل جداً، إلى أي مدى كانت مسؤوليتكِ فيه صعبة؟
القصة للمخرج بودي صفير، وكانت مسؤوليتي ترجمة القصة على الورق، ولم يكن الأمر سهلاً.
ما هي تحضيراتكِ المقبلة؟
هناك فيلم كتبته يحمل قصة طريفة، يتحدث عن شخصية دخلت سن اليأس وشاب عشريني، هي ليست قصة حب، ولكنها قصة غريبة وجميلة، وإن شاء الله سأحضر في الربيع المقبل إلى لبنان لتصويره، كنت سأصوره سابقاً، لكن الحـ رب الأخيرة تسببت في تأجيله. أظن أن المنتج الذي سيقرأ الورق، لن يجعل العمل يمر مرور الكرام. كما أكتب حالياً فيلماً آخر، هو قصة كانت تُحضر على شكل سيت كوم، وهي لفرقة موسيقية من مجموعة شباب وصبية، وهناك صبية صاعدة و"مهضومة" إسمها يلمع أكثر وأكثر، أحبّت أن يتم تحويل العمل إلى فيلم، ونعمل حالياً على تحويله من سيت كوم إلى فيلم، وسيضم ممثلين من عدة جنسيات. وهناك مسلسل أصبحت في نهايته، يمكن أن يكون لبنانياً بحت، وعندما سأزور لبنان، سأتكلم بشأنه بشكل رسمي مع شركة إنتاج.
أي كاتب تلفتكِ كتاباته؟ ومن يمكن أن تخلقي معه توأمة في الكتابة؟
من الصعب أن أختار كاتباً معيناً، كل الأعمال التي نجحت ووصلت إلى الناس، كان كتّابها مميزين وناجحين، فإذا كان لديك أهم إنتاج وأهم ممثلين وأهم إخراج وأموالاً من دون نص جميل، فمن المستحيل أن ينجح العمل، كل الأعمال التي نجحت مؤخراً هي لكتّاب كبار.
بالنسبة إلى التوأمة، أستطيع أن أقوم بها مع مؤلف أو أديب أو صاحب فكرة، لكني لا أستطيع أن أقوم بتوأمة مع كاتب، وذلك لأنه لا توجد والدتان تنجبان نفس الولد، فلكل منهما ولد. ورشة الكتاب لا أراها نجحت، لأنها خالية من الروح.
هل تقبلين بتعديل الممثل لنص كتبتِه؟
النص ليس كتاباً سماوياً غير قابل للتعديل، فإذا كان هناك أي تعديل بسيط من شأنه أن يقدّم الممثل بطريقة أجمل، فلمَ لا؟ ولكن من دون أن نُغيّر في الشخصية، لأنها تُكتب على أساس معيّن وليس عشوائياً، فالتعديل يمكن أن يكون في طريقة الحوار، من خلال تفصيل صغير يساهم في راحة الممثل.
من هو الممثل الذي أوصل ما كتبتِه بطريقة مميزة؟
لم أشاهد بعد "حين نحب" و"حريم الجراح"، وأنا متشوقة لمشاهدتهما، بالنتيجة الكاتب كتب القصة من خياله، وعندما يقرأ الممثل النص، يمكن أن يترجمه بشكل مختلف عن ما تخيله الكاتب، هناك فكرة ستصل، لكن أحياناً ليس مئة بالمئة. أنتظر مشاهدة العملين، وإن شاء الله تكون إجابتي عن كل الأسماء مثلما تخيلت، كما حصل معي في "لعبة بنات"، كل الممثلين فيه ترجموا ما كتبته على الورق بشكل صحيح ورائع.
ولا شخصية خيّبت ظني، وبالنسبة لـ ستيفاني عطالله كبر قلبي بها، وهي زادت من قيمة العمل، وأعطت كاريزما للدور، أُقبّلها على خدها، وأقول لها شكراً على أدائك الذي قدمته في المسلسل، وأتمنى التوفيق لكل الممثلين فيه، والذين رأيت فيهم مشروع ممثلين كبار.