يعتقد الجميع أن الكرواسون التي تحظى بشهرة عالمية هي فرنسية، لكن الأمر ليس حقيقياً، وسنعرف قصص الكرواسون الشيّقة في السطور أدناه، وما قصة ارتباطها بالنمسا ورومانيا والعثمانيين؟
كيف نشأت فكرة الكرواسون وهل هي نمساوية أم رومانية ؟
هناك ثلاث حكايات شعبية حول الكرواسون، الأولى مرتبطة بفيينا وهي :
خلال فترة حصار العثمانيين العاصمة النمساوية فيينا، قرر العثمانيون من أجل دخول المدينة من تحت الأسوار أن يحفروا نفقاً، وعندما بدأ الحفر سمع الخبازون النمساويون صوت فؤوس تحفر، مع الإشارة أن الخبازين كانوا يعملون في مخازن تحت الأرض، وعندما سمعوا الأصوت سرعان ما أخبروا الجيش النمساوي ونجح الأخير في إفشال محاولة دخول المدينة من تحت الأسوار.
واحتفالاً بالأمر قرر الخبازون صنع الكرواسون على شكل هلال وهو بين الرموز المرسومة على علم الدولة العثمانية حينها.
ولا بد من الإشارة أن فيينا حوصرت من قبل العثمانيين مرتين المرة الاولى عام 1529 والمرة الثانية عام 1683، وبما أن في الحصار الثاني كان الجيش العثماني ضعيف تنسب هذه الحكاية إلى الحصار الأول.
والثانية مرتبطة برومانيا وهي :
في رومانيا السائد هو أن الكرواسون مخبوزة رومانية، حيث أنه الخبازين كانوا كلما يبدؤوا بالعجين ليصنعوا خبزهم يتم ابلاغهم بحضور العثمانيين فيهربوا وحدث ذلك مرات عدة، وعندما رحلوا العثمانيين كلياً صنعوا الكراوسون.
والثالثة مرتبطة بالنمسا ورومانيا معاً وهي :
وفي عام 1683، حاصر الجيش العثماني المدينة، وكان ينتظر اللحظة المناسبة لغزوها. يخبرنا التقليد أنه في إحدى الليالي، تمكن الشاب البولندي فرانز جورج كولشيتسكي من عبور الخطوط العثمانية واستعادة معلومات مهمة عن العدو.
وبفضل هذه المعلومات والتعزيزات التي أرسلها ملك بولندا، هاجم النمساويون. فهرب العثمانيون المهزومون تاركين وراءهم المدافع والمؤن.
تم تقديم خمسمائة كيس من القهوة التي تم انتشالها من ساحة المعركة إلى كولشيتسكي كمكافأة. هكذا قرر الأخير افتتاح مقهى في فيينا وطلب من خبازه أن يصنع معجنات جديدة. وأعطاها شكل الهلال، مثل ذلك المرسوم على العلم التركي، حتى يتذكر الجميع النصر.
فما علاقة فرنسا بالكرواسون؟
حين أتت ماري أنطوانيت من النمسا إلى فرنسا لتتزوج الامير الذي أصبح ملكاً لويس السادس عشر، أحضرت معها فكرة الكرواسون وباتت مخصصة للطبقة الأرستقراطية فقط، وانتهت مع إعدام ماري أنطوانيت، إلا أن في القرن التاسع عشر قدم من النمسا أحد الخبازين، الذي فتح مخبزاً في باريس وأصبحت فكرة الكراوسون رائجة في فرنسا، وطوروها بشكل كبير وعبر التاريخ باتت فكرة الكرواسون تُنسب لفرنسا.
ونشير أن الكرواسون قبل قدومه إلى فرنسا كان إسمه الكيبفيرل وبالفعل اذا بحثنا عن الكيبفيرل نرى أنها عجيبة تشبه كثيراً الكرواسون وما زالت موجودة في أوروبا.
وأيضاً نشير أن القصة الأكثر تداولاً هي أول قصة أوردناها لكم، كما لا بد أن نذكر أن مصطلح فينوازيري المنتشر في فرنسا عن بعض المعجبنات التي تشمل الكرواسون مستوحى من إسم مدينة فيينا.