أطلق مسرح "لو مونو" بقيادة مديرة المسرح جوزيان بولس مشروع "الوصول والشمولية"، ليكون الأول من نوعه في لبنان، الذي يراعي ذوي الإحتياجات الخاصة كالصمّ والبكم والمكفوفين. عبر تمكينهم من الاستمتاع بالعروض المسرحية من خلال توفير تسهيلات خاصة مثل الترجمة بلغة الإشارة والوصف الصوتي المباشر، ما يضمن لهم تجربة مسرحية غنية.

أخذت فكرة المشروع شكلها النهائي بعد أن كانت بولس قد شاركت في برنامج "القيادة للزوار الدوليين" في 2023، الذي تنظمه وزارة الخارجية الأميركية، حيث استلهمت فكرة دمج تقنيتي "الوصف الصوتي" و"الترجمة بلغة الإشارة" من عروض مسرحية حضرتها في الولايات المتحدة.

و"الوصف الصوتي" هو تقنية يتم من خلالها مراقبة العناصر البصرية للعروض (مثل الديكور وحركات الممثلين) من قبل تقنيين مختصين، وتنقل عبر ميكروفونات إلى سماعات رأس يرتديها المكفوفون، بالإضافة إلى جولات اللمس التي تتيح للمكفوفين استكشاف المسرح قبل العرض، ما يسهم في تعزيز تجربتهم المسرحية.

من جانب آخر، تتم "الترجمة بلغة الإشارة" في الوقت الفعلي من خلال نشر مترجمين مختصين في مختلف أنحاء المسرح، ما يتيح للصمّ والبكم متابعة الحوارات والمحتوى البصري للمسرحية.

هذا المشروع يدعم كذلك التطوير المهني لمترجمي لغة الإشارة وتقنيي الوصف الصوتي، إذ يتم تدريبهم بالتعاون مع معاهد متخصصة ومع خبراء دوليين مثل ماديسون زالوباني، التي قدمت تدريبًا متخصصًا لمجموعة مختارة من المتدربين اللبنانيين.

وسيبدأ تقديم هذه التسهيلات بشكل منتظم في عروض مسرحية شهريًا ابتداءً من يناير 2025، ومن المتوقع أن يستفيد أكثر من 100 شخص من المجتمعات المهمشة. ويأمل مشروع "الوصول والشمولية" في فتح أبواب المسرح لجميع فئات المجتمع، مما يجعل الثقافة والفن في متناول الجميع من دون استثناء.