أثبت الممثل والمخرج والكاتب سامر حنا، حرفيته ونجاحه في لبنان، من خلال العروض المسرحية التي قدمها، ويسجل اليوم نجاحاً جديداً، يشكل إضافة مهمة إلى مسيرته الفنية، وذلك مع عرض مسرحية "اتنين بالليل" في مهرجان قرطاج الدولي، والتي أدهشت الجمهور التونسي.

كرّس سامر حنا معادلة المقاومة عبر الفن والثقافة، بالرغم من صعوبة الرحلة ومشقاتها، وقدم صورة لبنان الثقافة والإبداع في وجه صورة الحرب.

قصة المسرحية

تدور قصة مسرحية "اتنين بالليل"، حول وائل الذي يقرر الإنتحار، وأثناء تحضير أجواء الليلة الأخيرة من حياته، تدق بابه جارته ليزا، التي طردت من منزلها، بعد شكوى تقدم بها وائل، بسبب الضجيج الذي تحدثه. وتكتشف ليزا أن وائل متشائم، وقرر إنهاء حياته، لكن شخصية ليزا الصريحة والعفوية، أبعدته عن الأفكار القاتمة، وأقنعته بتبديل نظرته إلى الحياة. العمل يسلط الضوء على قدرة الحب على الإنفتاح، وتبديل الواقع.

شارك في التمثيل بالمسرحية جوزيان بولس، يارا أنطون وجوليان شعيا.

موقع الفن إلتقى المخرج والكاتب سامر حنا، وكان لنا معه هذا الحوار.

كيف تأهلت مسرحية "اتنين بالليل" للعرض في مهرجان قرطاج؟

حققت مسرحية "اتنين بالليل" نجاحاً كبيراً وملفتاً في مسرح مونو، ما أثبت لي أنني قادر على معالجة أي موضوع بطريقة كوميدية. الإنتحار موضوع مهم وحساس، ومعالجته بطريقة كوميدية كانت إنجازاً.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم، في ظل الوضع الأمني الأخير في لبنان؟

حين قدّمنا المسرحية إلى لجنة مهرجان قرطاج، كان هناك أكثر من عشر مسرحيات لبنانية قُدمت أيضاً إلى لجنة المهرجان، وحين علمنا أنه تم إختيارنا، كان ذلك شرف كبير وصدمة، لأن الكوميديا لا تحظى عادة بالإهتمام، وكانت الفرحة كبيرة، وترافقت مع الشعور بالفخر، وهي تجربة لن ننساها.

الموسيقى في مسرح مونو كانت حية، ماذا عن ذلك عند عرضها في مهرجان قرطاج؟

الوصول إلى قرطاج كان صعباً جداً، لأن الحرب كانت مشتعلة في لبنان، ووصلتنا الإجابة من المهرجان متأخرة. فريق العمل كبير، ولم يستطع الجميع مرافقتنا، وأرغمنا على الذهاب من دون فرقة موسيقية، فإعتمدنا هناك البلاي باك، ما إنعكس على الكوريغراف والممثلين. مساعدة المخرج لين بوابي، هي التي إهتمت بالإضاءة، وإهتم الكوريغراف بالصوت، كنا فريقاً من خمسة أشخاص عوضاً عن 15 شخصاً.

كيف تفاعل التونسيون مع المسرحية؟

عرض مسرحية "اتنين بالليل" في قرطاج كان مجازفة، لأننا لم نكن واثقين من ردة فعل الجمهور عليها. خلال العرض الأول كنت متوتراً، وكذلك فريق العمل، والجمهور في البداية لم يتفاعل، وحين إنتهى العرض، وقف الجمهور وصفق لمدة خمس دقائق، وبعد العرض الثاني، وقف وصفق لأكثر من خمس دقائق. كان اللقاء مع الجمهور فيه ترحيب وحوار وإلتقاط صور، وكذلك مع الصحافيين، وتلقينا دعوة من إذاعة موزاييك، التي تعتبر أهم إذاعة في تونس، والتي لديها أكثر من 8 ملايين متابع، وحاورونا في نفس الليلة، وكانوا مندهشين من الأداء ونوع العمل، وشبهوه بالفودفيل وأعمال موليير، لأنه نوع نادر. وتلقيت إتصالاً من مديرة المهرجان السيدة مروة، التي أثنت على المسرحية، وعلى تفاعل الجمهور الكبير مع العمل. كانت تجربة جميلة، والشعب التونسي رائع ولطيف ومحب.

عرض المسرحية في تونس مقابل مشهد الحرب في لبنان، ما تعليقك؟

بعد كل ما عانينا منه في لبنان، تعذب الشعب اللبناني، وتشوهت صورته أمام كل الدول، إنتقلنا من سويسرا الشرق إلى بلد ميليشيات وحروب، إلى بلد "فاتح ع حسابو"، وعدم الحصول على فيز إلى بعض البلدان، هو ظلم كبير، ومقاومتنا هي عبر الثقافة والفن.

ماذا أضافت مسرحية "اتنين بالليل" إلى مسيرتك الفنية؟

كنت أكتب عملين سنوياً والحماس كبير، لكن بعد مهرجان قرطاج في تونس، شعرت أن مسرحية "اتنين بالليل" نالت جزءاً من حقها، وأفكر حالياً بعرض العمل على مهرجانات أخرى، لتنال ما تستحقه، ولنظهر صورة لبنان الحقيقية، وصورة الفن والثقافة.

ماذا عن العمل الجديد "باراديسكو"؟

"باراديسكو" كان من المفترض أن تكون مسرحيتنا الجديدة، وبعد تحضير لمدة ستة أشهر، والبدء ببيع التذاكر، تطور الوضع الأمني، فأرغمنا على إعادة الأموال إلى الجمهور، على أمل أن نتمكن من عرضها في شهر مارس/آذار المقبل، لأن العمل جميل، وتطلب منا جهداً كبيراً. قصة المسرحية تدور حول الأغاني التي كانت رائجة في الثمانينيات لـ مادونا ومايكل جاكسون وداليدا وغيرهم، وإذا لم تسمح الفرصة بعرضها في لبنان، قد تعرض في الخارج.