جنيد زين الدين، ممثل لبناني شاب، استطاع أن يلفت الأنظار بموهبته الفريدة، وحضوره المميز على الشاشة.

حقق نجاحات متعددة في مجالات فنية مختلفة، سواء في التمثيل من خلال أدواره الكوميدية أو التراجيدية، أو من خلال تقديم الستاند أب كوميدي، ما جعله قريباً من الجمهور اللبناني خصوصاً والجمهور العربي عموماً.

حقق جنيد زين الدين مؤخراً نجاحاً كبيراً، بمشاركته في فيلم "أرزة"، الذي نال إعجاب الجمهور، وحصد جوائز عديدة.

وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع جنيد زين الدين، التي تحدث فيها عن فيلم "أرزة"، وعن عمله في التمثيل بمسلسل "العائدون".

لعبت دور الشاب الدرزي" في فيلم "أرزة"، أخبرنا أكثر عن هذا الدور، وعن الفيلم عموماً.

فيلم "أرزة" جميل جداً، أحببته كثيراً بعد أن شاهدته، ولم أكن أعرف أن النتيجة ستكون بهذه الروعة. الممثلون قدموا أداءً مميزاً، وهذا ليس أول تعاون لي مع الممثلة دياموند أبو عبود، فقد عملت معها سابقاً في مسلسل "فكسر"، وهي ممثلة رائعة، وحساسيتها جداً جميلة. الممثلة بيتي توتل هي صديقتي المقربة، وكل فريق العمل كان من أصدقائي. أما المخرجة ميرا شعيب، فهي تمنح الممثلين حرية كبيرة، وفي نفس الوقت تمتلك رؤية واضحة لما تريده، وهي آتية من خلفية ثقافية أجنبية، لكنها في ذات الوقت لبنانية جداً، وقد تمكنت من التعامل مع قضايا "أرزة". جسدت دور الشاب الدرزي، الذي يعيش بين الطوائف المتنوعة في لبنان، ومر عبر "أرزة" التي تمثل لبنان بأسره. المشروع رائع والفكرة ذكية، وقد تم تنفيذها بطريقة جميلة. الفيلم حقق نتائج جيدة، وحصد جوائز، وأحبه الجمهور. آمل أن يكون هذا الفيلم بداية لمرحلة جديدة في السينما والمسرح في لبنان، وأن يكون بمثابة إحياء للفن بعد الأيام الصعبة التي مررنا بها، وأن يعيد الأمل للناس ليشاهدوا أعمالاً أفضل وأكثر إبداعاً.

كيف تقيّم عملك مع ميرا شعيب التي تمتلك في رصيدها فيلمين سينمائيين؟

ميرا شخص لطيف للغاية، والعمل معها رائع، وأتمنى لها كل الخير. لا تزال في بداية مسيرتها الفنية، ولكن مع مرور الوقت، والخبرة التي ستكتسبها، ستنجح في تقديم أعمال رائعة أكثر. إن انطلاقتها وتحقيقها جوائز بهذا المستوى، تُعتبر بداية واعدة للغاية، وأدعو الله أن يوفقها في مسيرتها.

أما بالنسبة لشركة الإنتاج "سامو لايف"، فالعمل معهم كان مميزاً وعلى مستوى عالٍ من المهنية، ما يُشعر الممثل بالراحة عند التعاون مع فريق يعرف تمامًا ما يريد، ويدرك احتياجات الممثل.

هل قيمة الدور مرتبطة بمساحته؟

لا أعتقد أن القيمة تكمن في عدد الأدوار التي أؤديها، بل في مدى تأثير الدور. أحب العمل الذي يترك بصمة، ويُحدث فرقًا، لذلك، لا يهمني إن كان الدور كبيراً أو الإسم لامعاً، ما يهمني هو أن أستمتع بعملي، وأقدّم شيئاً أحبه وأؤمن به.

كما أنني أقدّر فرصة التعرف على أشخاص مميزين يضيفون لي، ويساعدوني في تحسين مهاراتي، وتطوير مسيرتي المهنية، ولذلك أركز على فعالية الدور وتأثيره. الحمد لله، نال هذا الدور إعجاب الناس، وترك صدى إيجابياً بينهم.

دورك في مسلسل "العائدون" نال أصداء إيجابية كبيرة، كيف تقيّم عملك في هوليوود العرب مع الممثلين المصريين؟

كان عملي في مصر مميزاً للغاية، وكانت المرة الأولى التي أعمل فيها هناك. لفتني مستوى الإحتراف العالي ونوعية العمل، بالإضافة إلى حبهم الكبير للممثلين اللبنانيين، وهو شعور لمسته بوضوح. خلال هذا العمل، كونت العديد من الصداقات المميزة.

أما شركة الإنتاج "سعدي جوهر"، فكانت رائعة للغاية، وإنتاجها منظم ومحترف. العمل مع المخرج أحمد نادر جلال، كان تجربة إستثنائية، فهو من أفضل المخرجين الذين عملت معهم. يتميز بمعرفته الواضحة بما يريده، وبسرعته في إنجاز العمل، وإهتمامه براحة الممثل، ومنحه الحرية في موقع التصوير.

أما بالنسبة للممثلين، فكان العمل معهم جميلاً، خصوصاً أحمد الأحمد والراحل فادي إبراهيم. الحمد لله، كان عملي ناجحاً جداً في مصر، وأتمنى أن أكرر العمل هناك قريباً.

أسست هوية خاصة في تمثيل الدراما، هل هذا سيبعدك عن الـ"ستاند آب كوميدي" بعد نجاحك فيها؟

توقفت عن تقديم عروض الـ"ستاند أب" لحوالى الأربع سنوات، لكني عدت إليها الآن بقوة. في الحقيقة، الـ"ستاند أب" هو شغف كبير بالنسبة لي، وأشعر أني أريد أن أمارسه طوال حياتي. يمنحني هذا الفن شعوراً بالمتعة والحرية، كما يسعدني أن أتمكن من إضحاك الناس، وإدخال الفرح إلى قلوبهم.

الـ"ستاند أب" ليس مجرد هواية، بل هو جزء لا يتجزأ من عملي، لذلك، لا أرى نفسي أتوقف عن تقديمه، بل على العكس، سأستمر طبعاً في عالم الكوميديا، لأنه جزء أساسي من هويتي المهنية والشخصية.

عمل الممثل والفنان مرتبط بالتأثير على الناس، فهل يجب عليهما التوقف عن العمل خلال الظروف القاهرة، رغم إلتزاماتهم في الحياة؟

ما حدث في لبنان كان مفاجئاً، ولكنه ليس وليد اللحظة، بل بدأ منذ عام 2015 وما زال مستمراً. الوضع صعب جداً على الجميع، فكيف هو الحال بالنسبة إلى الممثل، الذي لا يجد دعماً من نقابة أو شركات تقف إلى جانبه؟ في ظل هذه الظروف، يضطر الممثل إلى الإستمرار في العمل، لتأمين حياته وحياة عائلته، فالناس لا يدركون حجم المسؤوليات التي يتحملها الفنان تجاه عائلته وأولاده وأحبائه.

بالطبع، كل شخص يتصرف وفق ظروفه الخاصة، ولكن بشكل عام، الأوضاع صعبة على الجميع، ولا أحد يستطيع أن يوقف حياته بالكامل. ورغم ذلك، كان علينا جميعاً أن نتوقف عن العمل في هذا الوقت الصعب، وذلك حداداً على الأرواح التي فقدناها وإحتراماً لها. ندعو الله أن يرحم الشهداء، ويعين الناس على تجاوز هذه المحنة، فالإنسان يجب أن يشعر بمعاناة الآخرين، حتى وإن اختلفت آراؤه عن آرائهم.

هذه الظروف، مهما كانت قاسية، ليست بجديدة على لبنان. مررنا سابقاً بأزمات كثيرة، ولكن البلد كان دائماً يتعافى ويتحسن. طالما هناك أشخاص لديهم الإرادة والرغبة في التغيير، يبقى الأمل موجوداً في مستقبل أفضل.