شهدت مواقع التواصل الإجتماعي، ضجة واسعة بسبب جلسة تصوير خضعت لها البلوغر المصرية جهاد البنا وزوجها رمزي، أمام الكعبة في مكة المكرمة خلال أدائهما العمرة، وذلك للإعلان عن حملها.

هذه الخطوة أثارت استياء الكثيرين الذين وصفوها بأنها غير لائقة، ومسيئة لقدسية المكان، وخارجة عن الهدف الأساسي من أداء العمرة.

فمن المتعارف عليه، أن الكعبة المشرفة وغيرها من الأماكن الدينية، ليست أماكن لإستغلالها للتصوير، أو تحويلها لخلفية لجلسات تصويرية، ولو كان الهدف منها الإعلان عن لحظات سعيدة، لأن ذلك يعتبر تجاوزا للحدود التي تفرضها قدسية المكان، وخاصة الكعبة المشرفة، إذ أنها ليست فقط معلم ديني بل هي قلب الشعائر الإسلامية ومكان مقدس للمسلمين.

ومن الطبيعي أن تحصد هكذا أفعال، ردود سلبية وغاصبة، وأن تدفع الكثير لاستنكار هذا التصرف غير اللائق، والذي يمس أماكن دينية فقط لمحاولات جذب الانتباه، دون الالتفات إلى أن هذه الأماكن يجب أن تبقى بمنأى عن الأهداف الشخصية والإعلانات، وأن تبقى مصانة بعيداً عن الاستغلال للفت الأنظار.

وبالرغم من أن جهاد أوضحت موقفها بأنها كانت ترغب بمشاركة لحظة سعيدة مع متابعيها، إلا أن تبريرها غير مقبول للكثيرين، باعتبار أن هناك طرقا أخرى للإعلان عن الحمل دون المساس بقدسية الحرم.

وفي الخلاصة، يحق لكل شخص مشاركة فرحته مع الآخرين، إلا أن اختيار السياق والمكان يبقى أمرا حساسا، ويتطلب احترام مشاعر الآخرين وعدم تجاوز الحدود، وحرمة المكان، خاصة إذا كان مكانا مقدسا والذي يعتبر ملكا للجميع، وأي تصرف يُشعر الآخرين باستغلال لهذه الأمكان يعتبر إساءة مباشرة للمكان وأهله، ويدعو لإعادة النظر بالسلوكيات التي تمارس داخلها.