لمناسبة عيد الميلاد المجيد، أقامت جامعة سيّدة اللويزة، الريسيتال الميلادي السنوي، الذي أحيته جوقة الجامعة بقيادة الأب خليل رحمة وذلك يوم الأحد 22 كانون الأول/ديسمبر 2024 الساعة السابعة مساء، في قاعة بشارة الراعي، حرم الجامعة – ذوق مصبح.
تقدّم الحفل قدس الأباتي إدمون رزق، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، إلى جانب الأب بشارة الخوري، رئيس جامعة سيدة اللويزة مُحاطاً بنوّابه، والآباء المدبّرين العامّين، الأم ماري أنطوانيت سعادة، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيّات، بالإضافة إلى حضور شخصيات سياسيّة، حزبيّة، روحية، أكاديمية، اجتماعية، ديبلوماسيّة، قضائيّة، عسكريّة، نقابيّة، إعلاميّة، وأفراد الهيئة التعليمية وأسرة الجامعة.
افتُتحت الأمسية الموسيقية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ ماجد بو هدير، مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة، حيث قال: " الشَهاب المضيء الذيّ يمرّ في سماء النجوم أو Etoile Filante هو لحظة سريعة، نفرح بها رمزيّاً ،لكنّ نجم الميلاد الذي يأتي في كلّ عام يرشدنا إلى حيث الحقيقة قائلاً لنا لا تنغشّوا بأنوار الأرض الزائفة".
وأكمل: " نعم، نريد أن نكون من أهل الميلاد المتجدّد، وبالأكثر أن نتمولد بإستدامة الإصرار، في معترك مسار هذه الحياة وتحدياتها. ولأننا من أبناء وطن الرسالة لبنان، عشاق التحديات، نقف على الدوام أمام أعين بصيرتنا لكيما نقول إن الله معنا فمن علينا".
وأنهى بو هدير:" حـ روبٌ متناسلة حاولت وأد الرجاء فينا، فلم تفلح. لكن من أفلحت هي العذراء مريم التي أنهت كلّ الحـ روب التي عاصرناها حديثاً. مريم، سيدة اللويزة، وشفيعة رهبانية عمرها 330 سنة، وهي إم لجامعة تخوض رسالة التعليم العالي بفخر وإعتزاز بأسمى فعل وهو بناء الإنسان. نعم ما أسمى ذلك، أن يخرج من رحم معجنها الفكري، الثقافي، العلمي، الاجتماعي، والوطني رجالات للمستقبل".
ثم ألقى الأب الرئيس بشارة الخوري كلمة معبّرة، قال فيها: " مسا عمانويل، وأهلا بكم في مذودِ جامعة سيدة اللويزة، في بيتِ مريم الذي لا يَبعُدُ كثيرا من بيتَ لحم. مختلفٌ الميلادُ هذا العام لأنه في الحقيقةِ ميلادُ شعبٍ بل شعوبٍ، ميلادُ وطنٍ بل أوطانٍ، ميلادُ شرقٍ جديدٍ تاق إلى لملمةِ جراحِهِ وكفكفَةِ دموعِهِ."
إنه ميلادُ الحِيادِ عن صُنّاع الحـ روبِ والمآسي، ميلادُ الحِيَادِ عمّا ورّطنا به بعضُ محيطِنا... كفى... دَعونا نولدُ من جديد... تعبنا وتعبنا كثيراً.
ميلادُ هذا العام طعمُهُ مختلفٌ، هلمّوا نتذوَّقُ نكهتَهُ الجديدة، نكهةَ النّهوضِ من تحت ركامٍ غطّانا أكثرَ من خمسينَ من الأعوامِ. هلمّوا نشتَمُّ عطرَ الرجاء، ونُطلقُ الأملَ من عيونِنا نحوَ آفاقٍ برّاقةٍ…
كفى…هلمّوا نمزّقُ عباءاتِ القساوةِ التي غطَّتنا سنينَ طويلةً، وتعالوا نفـ جّرُ نبضَ الحياةِ الذي ما زال حيّاً في قلوبنا.
هلمّوا نشتَمُّ عطرَ الرجاء، ونُطلقُ الأملَ من عيونِنا نحوَ آفاقٍ برّاقةٍ. وها هو الطفلُ الإلهيُّ يبشرُنا بفجرٍ جديدٍ واشراقةِ شمسٍ جديدةٍ ملؤها الأملُ والرجاءُ والإصرارُ على النهوضِ. وها هو لقاؤُنا في هذه الأمسيةِ الساحرةِ المليئةِ بالدفءِ والتآخي، تجسّدُ اصرارَنا على النهوضِ عبرَ الموسيقى والغناءِ والإنشاِد.
وختم الأب الرئيس قائلاً: " بإيمانٍ وأملٍ ورجاءٍ، نحنُ مُصرُّونَ على الحياة. وميلادُ هذا العام يحملُ معه فرصةً لولادةٍ جديدةٍ وقيامةٍ جديدةٍ ومرحلةٍ جديدةٍ. كل التحيَّة لأصحابِ الأصواتِ الملائكيَّةِ والألحانِ الشجيَّةِ، التي تحملُ في تَردُّدَاتِها رسالةً ميلاديةً سامية. فهلمّوا نُشرِّعُ قلوبَنا وأذهانَنا للموسيقى وللشعر، ولنسافر مَعَ هذه العذوبةِ إلى عوالِمِ البهجَةِ والأملِ."