في هذا الجزء نرصد معلومات مهمة عن مسيرة والت ديزني بينها تأسيس ديزني لاند ودخول شركته كتاب غينيس، كما نرصد معلومات عن حياته العائلية.
والمقاطع الأهم في هذا الجزء هي التي تتناول الكثير من المعلومات المشوقة عن أفكار والت ديزني وأيديولوجياته، فما علاقته بالماسونية؟ وما قصة تدخل الحكومة الأميركية في أفلامه وماذا عن كونه كان عميلاً للـFBI؟ أسئلة تجدون الأجوبة عليها في السطور أدناه:
زواج والت ديزني
عام 1925 تعاقد والت مع شابة تدعى ليليان بوندز من أجل تحبير وتلوين شريط الأفلام، ثم أعلنا خطبتهما بعد وقت قصير، وتزوجا في 25 تموز/يوليو عام 1925، لكن عانيا من صعوبة الإنجاب ثم رزقا بطفلة هي ديان ماري ديزني في 18 كانون الأول/ديسمبر عام 1933 وتوفيت عام 2013، كما تبنيا شارون ماي ديزني عام 1936 وتوفيت عام 1993.
وبعد وفاة والت ديزني تزوجت ليليان من جون إل. تروينز (مطور عقارات في جنوب كاليفورنيا) منذ عام 1969 حتى وفاته في عام 1981 وتوفيت ليليان في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 1997.
والت ديزني كان يقول "أحب ميكي ماوس أكثر من أية امرأة عرفتها"، وصرحت زوجته ليليان لمجلة تايم بعد وفاته "أعتبر نفسي أرملة الفأر".
دخوله كتاب غينيس
فازت شركة ديزني حتى الآن بإجمالي 150 جائزة أوسكار، 32 منها فاز بها والت ديزني شخصيًا، ومن بين جوائز الأوسكار عن فيلم Flowers and Trees عام 1932، الذي يعد أول فيلم كارتوني ملون في تاريخ صناعة الرسوم المتحركة.
ودخل والت ديزني كتاب غينيس بهذا الرقم من جوائز الأوسكار.
ونالت العديد من أفلام ديزني الكثير من الجوائز بينها جوائز غرامي كان أول فيلم لشركة ديزني يفوز بجائزة غرامي عن أفضل موسيقى تصويرية هو فيلم ماري بوبينز 1965.
ديزني لاند
أراد والت ديزني أن يحول عالم الخيال الذي يبدعه إلى حقيقة، وأراد أن يكون هذا العالم موجوداً في الواقع، فأسس أول ديزني لاند في كاليفورنيا وافتتحها في 17 تموز/يوليو عام 1955، ثم بات لدى ديزني لاند فروع أخرى هي في فلوريدا وباريس وطوكيو وهونغ كونغ وشانغهاي.
التعاون مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية
لطالما تعاون والت ديزني مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية وذلك من خلال إنتاج أفلام تعليمية وتدريبات عسكرية تهدف إلى رفع الروح المعنوية للقوات الحربية ومن بين هذه الأفلام دير فرهوس فيس والتعليم من أجل الموت والعاطفة والمنطق، وكان ذلك خلال الحرب العالمية الثانية.
والت ديزني عميلاً للـFBI
أثبتت وثائق انتشرت في أوائل التسعينات أن والت ديزني كان عميلاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI منذ عام 1940 وحتى وفاته، وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي له يد في كتابة نصوص ديزني. وفي إحدى المرات حقق المكتب مع والت ديزني بقضية الإشتباه بإنتمائه للشيوعية.
علاقته بالماسونية
في فترة شبابه، كان والت ديزني عضواً في منظمة ماسونية تدعى "دي مولاي أوردين"، ووفقاً لشهادته الخاصة، فإن انتماءه لتلك المنظمة لعب دوراً كبيراً في تشكيل شخصية ديزني وتكوينه.
ثورة موظفيه عليه
قام المئات من رسامي الكاريكاتور في استوديوهات والت ديزني عام 1941 بإضراب استمر 9 أسابيع وكانت المطالب فيه معرفة إيرادات الأفلام التي شاركوا في نجاحها، من أجل زيادة رواتبهم بعد نجاح فيلم سنو وايت، واعترضوا على رفض والت ديزني انضمامهم إلى نقابة رسامي الكاريكاتور.
تعاطف مع الإضراب عدداً من أصدقاء والت ديزني المقربين، وكبار المسؤولين، وكانت نتيجة الإضراب الذي انتهى في 29 يوليو/تموز مرتبات أفضل للموظفين، وتم الإتفاق على نظام للإعتراف بعملهم في الاعتمادات، ووافق والت ديزني على الإعتراف بالنقابة، لكن لم تعد المياه إلى مجاريها بين والت ديزني والموظفين الذين أضربوا بل كان لهم بالمرصاد فطرد بعضهم قانوناً والبعض الآخر غادروا بسبب العدائية في العمل.
قصة الإضراب جعلت من والت ديزني معادياً للشيوعية حتى أنه أدلى بشهادته في لجنة أون للأنشطة الأميركية ضد النقابيين وقال عنهم أنهم متآمرين لبسط نفوذ الشيوعية في هوليوود.
عن أفكار والت ديزني
ركز والت ديزني في أفلامه على الدفاع عن قيم أسلوب الحياة الأميركية حتى أنه كان أحد مؤسسي التحالف السينمائي للدفاع عن المُثل الأميركية، وكان هذا التحالف يعادي السامية، مما غذى فكرة معاداة والت للسامية بالرغم من أنه غادر التحالف في الخمسينات.
واتهم والت ديزني بمعاداة السامية، بسبب ظهور اليهود في أعماله بطريقة تكرس الوجه الحاقد لهم، في العديد من الأفلام بينهم فيلم الخنازير الثلاثة (1933).
في المقابل كان ديزني يتبرع للمنظمات اليهودية، وعمل الكثير من اليهود في شركته حتى أن بعضهم استلم مراكز قيادية، ونفى الكثير من اليهود الاتهامات الموجهة لوالت ديزني خاصةً أصدقائه وحتى الذين باتوا أعداء له أن يكون والت معادٍ لهم.
وقيل عن ديزني مناصرته للأنظمة الفاشية الأوروبية، ومن الأمور التي غذت هذه الأخبار لقاءات بين والت ديزني والزعيم الإيطالي موسوليني ومشاركته في مسيرات للنازيين (ولا يمكن التعويل على هذه المعلومة كون من قالها فهو آرت باببيت الذي أقاله ديزني من عام 1941 قبل الإضراب الذي تحدثنا عنه) وترحيب والت ديزني بالمخرجة الألمانية ليني ريفنستال، الشهيرة بقربها من أدولف هتلر، عندما قدمت إلى هوليوود.
ومن الملفت أن والت ديزني أثناء الحرب العالمية الثانية وظف أفلامه للترويج للديمقراطية الاميركية ومن أبرز أفلام هذه المرحلة الفيلم القصير دير فورهور فيس، والذي ظهر فيه كل من هيتلر وموسوليني وهيروهيتو برسوم كاريكاتورية وانتهى العمل بقصيدة عن فضائل الديمقراطية.
وخلال عام 1950 وجه والت ديزني الدعم المالي للحزب الجمهوري.
توجهاته الدينية
يبقى هذا الجانب في حياة والت ديزني قليل المعلومات، ففي الأساس حصلت عمادته في الكنيسة الأبرشانية وقد سُمي والتر تكريماً لقسيس تلك الكنيسة، والتر بار، وهو لم يكن رجلاً متديناً، ولكنه يحترم الدين كثيراً حتى أنه كتب في إحدى المرات نصاً حول أهمية القيم الدينية في المجتمع وفي حياته الخاصة ونشر هذا في كتاب عن الصلاة نُشِرَ لرولان جامون عام 1963.
تابعونا في جزء رابع عن قصة والت ديزني المشوّقة، حيث يتمحور حول مرحلة مرضه ووفاته، وفتح أبواباً على العديد من النظريات والتكهنات التي لا تنتهي وكيف أن شهادة وفاته كشفت المستور.