أحيى مهرجان "دهوك" السينمائي الدولي ذكرى المخرج الكوردي الشهير "يولماز غوناي" Yılmaz Güney الحائز على جائزة "السعفة الذهبية" Palme d'Or في مهرجان "كان" السينمائي الدولي بفرنسا (1982)، بهدف بناء جسر بين السينمائيين العالميين والأكراد في جميع أنحاء العالم وأقيمت تبادلات ثقافية بين دول العالم.
وقال "أمیر علي محمد طاهر" رئیس مهرجان "دهوك" السينمائي الدولي: إنه لشرف كبير لنا أن نرحب بكم جميعاً، أيها الضيوف الأعزاء والمحترمين، في الدورة الحادية عشرة لمهرجان "دهوك" السينمائي الدولي؛ تجمع هذه المدينة الفنانين وصانعي الأفلام من مختلف دول العالم كل عام. واليوم، نعلن مرة أخرى عن استعدادنا لتوفير الأساس لهذا العمل المهم وفتح أبواب الثقافة والفن في هذا المهرجان حتى تتمكن السينما من إيصال رسالتها بطريقة مباشرة وحقيقية وتوفير أساس لإقامة الحوار والخطاب بين المصورين السينمائيين في العالم. وبرامج المهرجان لهذا العام مفصلة، حيث سيتم الترحيب بالأفلام الكردية في القسم الدولي بالإضافة إلى لقاءات وورش عمل متخصصة حول موضوع السينما.
کما أضاف قائلاً: "بعد عقد اجتماعات مختلفة مع القنصلية الهندية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن تكون الهند حاضرة "كدولة ضيفة" في هذه الفترة من المهرجان. وهذا في حد ذاته إنجاز عظيم؛ لأن مكانة المهرجان حظيت بالثقة والثقة من قبل الدول الأجنبية. وتحل الهند ضيفا خاصا على مهرجان "دهوك" السينمائي الدولي، ليس فقط بأفلامها، بل أيضا بالعديد من الأنشطة الفنية الأخرى. السينما الهندية تتناول مختلف القضايا الاجتماعية بما في ذلك؛ ويتركز الفقر والظلم والعنف وما إلى ذلك. الصور التي تعكس المجتمع الهندي في السينما؛ له تأثير كبير على الجمهور ويحفز عواطفهم. ولهذا السبب نجحت السينما الهندية في هذه المجالات".
قال رئیس مهرجان "دهوك" السينمائي: "لقد كان للسينما الهندية الفضل في جذب انتباه المشاهد وجلب المستثمرين السينمائيين معها. ولا يعتمد هذا الاحتمال على ثقافتهم فقط؛ لكنهم قدموا أيضاً هذا التوازن الجيد بين خصائص مجتمعهم والعصر الحالي. ومعيارنا في هذا الادعاء هو بوليوود، التي تنافس الأسماء المشهورة في عالم السينما، وقد وصلت إلى مكانة مهمة في مجال صناعة السينما اليوم".
وأضاف "أمیر علي محمد طاهر": مهرجان "دهوك" السينمائي الدولي ليس مسؤولا عن عرض الأفلام فحسب، بل نجح في مجالات أخرى مثل ترسيخ الفكر الفكري وتعزيز مكانة الثقافة والفن في هذه المنطقة. في كل عام، يحمل هذا المهرجان رسالة؛ ومن خلال هذه الرسالة تسلط الضوء على عدد من القضايا الدولية وتجعلها بارزة ومدعومة. وفي هذه الفترة يحمل المهرجان رسالة رياضية. تحظى الرياضة بتقدير جميع مجتمعات العالم؛ "السينما" و"الرياضة" أداتان مؤثرتان في حياة الناس اليوم، ويلتقيان بطرق مختلفة. وفي هذا العصر الحالي تقام أحداث رياضية مهمة وتعكسها السينما ويشاهدها الجمهور وستظل خالدة إلى الأبد. وفي هذا العصر الحالي لا بد من القول إن السينما في خدمة الرياضة وكلاهما سند لسعادة المجتمع وتأثيره وكل منهما أمل ومخلص للآخر.
کما أکّد رئيس مهرجان "دهوك" السينمائي الدولي بالقول: الفن هو مصدر التطوير وإعادة خلق الأفكار والآراء؛ كما تعتبر ممارسة الرياضة مصدراً لقوة وصحة الجسم. كل ما يفعله الرياضيون هو فن، وكل ما يفعله الفن هو رياضة. لذلك، من الضروري أن يتمتع كل فنان بحياة رياضية، وأن يتمتع كل رياضي بعقل فني ومنفتح.
قال الدكتور "علي تتر" محافظ دهوك: "إلى السيدة "إلهام شاهين" الممثلة المصرية الشهيرة، وجميع الضيوف الحاضرين. أرحب بكم من جميع أنحاء العالم في المهرجان، ويشرفني استضافتكم. ونظراً للمشاكل الكثيرة التي نواجهها، لم نتوقف عن دعم الثقافة والفن والرياضة، وفي المستقبل سندعم أيضاً الثقافة والفن، وخاصة فن السينما. إن قبول ودعم أهالي مدينة دهوك للفن السابع والفنون الأخرى يخلق فينا دوافع كثيرة، نظراً للأزمات الاقتصادية التي نعاني منها؛ لكن دعونا نستمر في دعم فن السينما".
ثمّ أضاف قائلاً: "أتمنى من خلال لغة السينما العالمية الاستمرار؛ فلننقل رسالة المصالحة والسلمية والإيثار والحياة السلمية والحب والاهتمام بمكانة الإنسانية والفنون إلى العالم ونثبتها في أمتنا. ليس للعنف مستقبل ولا يؤدي إلا إلى الدمار الذي سيستغرق إعادة بنائه عقودًا. كيف يمكن أن نقف أمام الأفكار المظلمة والتطرف والكراهية بين الناس؟ وصدقوني، في كثير من الأحيان من خلال صناعة فيلم قصير أو فيلم طويل، يمكننا أن ننقل هذه الرسالة ونقف أمام مثل هذه الأفكار. ما يتم من خلال لغة الفن لا يتم من خلال لغات أخرى. إن نقل رسالة أو التركيز على قضية ما من خلال صناعة فيلم أو مسلسل هو أمر فعال للغاية لدرجة أن مائة تصريح لشخصيات أو أحزاب سياسية لا يمكن أن يكون لها هذا التأثير".
ذکر هذا الاستاذ الجامعي الآتي: لهذا السبب من واجبنا دعمها. ولهذا السبب يجب أن نستعين بالدور المهم الذي تلعبه السينما العالمية من أجل السلام والإيثار والحياة السلمية والاستقرار في المجتمع؛ لأنه في عالم اليوم، في كل زاوية يقع فيها حدث أو حادثة، فإنه يؤثر على جميع الناس. فإذا كان هناك نجاح وإنجاز فهو نجاح الناس جميعاً، وإذا حدث لا سمح الله فشل أو مصيبة؛ الفشل والحزن كلهم بشر. رسالتنا كشعب كوردستان هي دائما رسالة محبة واهتمام لشعوب العالم، رسالة سلام ومصالحة، ورسالة حوار لحل المشاكل.
قال "آريان صلاح الدين" نائب وزير الثقافة والفنون والشباب في حكومة إقليم كوردستان: "أتمنى أن يكون إقليم كوردستان، كأرض؛ يجب أن يكون الموقع الذي سيكون محور كاميرات مخرجي السينما العالمية وحيث سيتقدم فن السينما خطوة إلى الأمام. ونشهد النمو الكبير للسينما من بلدان أخرى هنا. لأن ما لدينا هنا قد يقدم خدمات كبيرة لفن السينما في العالم ونأمل أن يرحب القطاع الخاص بسينما كوردستان بشكل أكبر".
وفي نهاية حديثه أكد: "كما أنتم أكثر وعياً منا فإن القطاع الخاص تجاوز الكثير من الحدود في السينما العالمية ونأمل في مناخ كردستان أن يقترب المستثمرون من أذواقهم وفي مجال السينما. السينما أكثر من هذا للاستثمار من أجل رؤية النمو والتطور في هذا المجال وإتاحة المزيد من الفرص للمصورين السينمائيين. في المستقبل القريب، سنرى تقدم السينما الكوردستانية إلى جانب سينما دول العالم الأخرى".