خطفت شيرين أحمد، ملكة جمال البحرين، الأنظار خلال مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون ليس فقط بجمالها بل أيضاً بالقضية التي حملتها والتي جعلتها تبرز ضمن مسابقة Voice of change .. شيرين تحدثت لموقع الفن عن هذه التجربة، وعن قضية الأمهات العازبات التي تولت مسؤوليتها قبل حتى حصولها على اللقب الجمالي اضافة الى مسيرتها ومشايعها المستقبلية:
شاركتي في مسابقة ملكة جمال الكون ومثلت البحرين أجمل تمثيل.. أخبرينا عن هذه التجربة وماذا أفادت شيرين أحمد على الصعيد الشخصي؟
شكرا لانك قلتي أنني مثلت البحرين أجمل تمثيل فهذا الأمر شرف لي خصوصا ان هذا ما سعيت له منذ عام 2022 حين اشتركت في مسابقة ملكة جمال البحرين وحصلت وقتها على لقب الوصيفة الثانية.
التجربة كانت مليئة بالأحاسيس والمشاعر وفيها نوع من المكافأة في نفس الوقت. يجب على الشخص ان يكون صادق مع نفسه حين يشترك في هذا النوع من المسابقات وان يعرف انه بغض النظر عن ما سيحصل يجب ان يكون بخير وان يدرك لماذا فعل ما فعله.
وبالنسبة لي شعرت انني حققت كل ما اريده في حياتي وهو ان أرد الجميل لأمي وأصبحت المعيلة وهذا كان حلمي منذ صغري لذا ادركت أن علي ان اخدم مجتمعي أكثر وأردت ان اخطو خطوة أكبر تجاه ما أريده وهو أن أساعد الأمهات العازبات ليس فقط أمي وأحدث فرقاً من هذه الناحية اضافة الى خدمات اخرى مهمة بالنسبة لي.
وكان علي ان اتخطى الكثير من المخاوف لاقوم بهذه الخطوة، خصوصا ما يتعلق بالشك بالذات اذ اننا كلنا نتمتع بالثقة من نواحي معينة ونفقدها بنواح اخرى والان نمّيت الكثير اذ انا متأكدة ان الثقة تأتي من التأكيد والتأكيد يأتي من تكرار الأفعال، وهذا ما تعلمته خلال التحضير للمسابقة اذ يُطلب من المشتركة ان تتمرن ليس فقط على المشي بل على الكلام وعلى الهالة وان تفهم نفسها، فالتطور الذي حصلت عليه بنفسي يستحق كل التضحيات التي قمت بها للوصول الى هذه المرحلة.
ولكل من يريد ان يطور نفسه من خلال كل ما ذكرته سابقاً اشجعه على الاشتراك في مسابقة جمالية مهما ستكون النتيجة وأنا راضية جدا عن أدائي في ملكة جمال الكون وفخورة انني استطعت ان احقق هدفي وهي استخدام صوتي لاخدم شعبي وحصولي على أول جائزة من المسابقة للبحرين أمر مشجع للغاية لهذا البلد ولكل النساء العربيات.
استطعت ان تكوني ضمن الأوائل في Voice of Change في المسابقة.. ماذا يعني لك هذا الأمر وكيف استطعتي ان تقنعي الجمهور بالقضية التي حملتيها؟
صحيح، وهذا الانجاز يعني لي الكثير لانه كان السبب الاساسي لمشاركتي في المسابقة واردت التحدث عن أمي التي ربتني لوحدها ورأيتها تعاني حين كنت أكبر. هذا الموضوع يعني لي وأتمنى ان كل أم شعرت انها لوحدها وان العالم كله على كتفيها فان طفلها يقدر كل ما تقوم به.
اقناع الجمهور بهذه القضية يأتي من الصدق والشفافية وإختيار القضية من القلب، وسبق ان كنت سفيرة لجمعية " Hope الأمل" في الـ 2021 وقدرت كثيرا جهودهم خصوصا بعدما عرفتني صديقتي وهي ام عزباء عليها، وعندما تعرفت على مؤسسة الجمعية وهي ايضاً ام عزباء ورأيت كم من المهم ان يكون هناك من يدعم تلك النساء لذلك كان من السهل علي ان اكون شفافة لانني عايشت هذا الامر ولكل من يعرفني يعرف ان والدتي هي بطلتي واقدر تعب كل الامهات لذلك قضيتي وصلت لانها من القلب واتمنى ان تكون فكرتي قد وصلت مثلما اريد حول الام العزباء وتضحياتها.
كيف كانت العلاقة مع المشتركات في المسابقة خصوصا العربيات اي ملكات جمال مصر لوجين صلاح ولبنان ندى كوسا والإمارات إيميليا دوبريفا؟
عند وصولي التقيت بملكة جمال مصر لوجين صلاح في الفيليبين حيث تلقينا التمرينات لاننا نحن الاثنتين تحت ادارة نفس المدير الوطني للمسابقة اي الذي يمتلك حقوق مشاركة مصر والبحرين وباكستان في مسابقة ملكة جمال الكون، ولطالما قدرت كل ما فعلته لوجين خصوصا انها معروفة في الشرق الاوسط واحترمها كثيرا وتعرفت عليها عن قرب وهي ايضا ام عزباء وكل ما حققته ينطبق على قضيتي ان الام تستطيع ان تحقق اهدافها ان كانت تتلقى الدعم، لقد احببت ملكة جمال مصر واعتقد انها امراة مؤثرة للغاية وليست بحاجة للتاج لانها اصلاً ملكة.
وقد تواصلت مع ملكة جمال لبنان ندى كوسا قبل المسابقة لانني اردت ان اكون على تواصل مع المشتركات العربيات خصوصا انه ليس بالامر المتكرر ان تشترك 4 متسابقات من الوطن العربي في مسابقة كهذه كما تعرفت على ملكة جمال الامارات وهي انسانة طيبة ولقد قمت بالعديد من الصداقات لانه من المهم ان نكون متحدات لنظهر جمال أمّتنا العربية خصوصا في هذه الفترة.
لم ترتدي البيكيني أو المايوه في عرض ملابس البحر في المسابقة وهذا ما أشاد به عدد كبير من الجمهور.. لماذا قمت بهذا الأمر وكيف كانت الأصداء؟
حصلت على أصداء ايجابية على هذه الخطوة، والبعض قالوا لي انه كان لدي خيار ارتداء البيـ كيني لانني نصف فيليبينية، لكنني اخترت ان أمثل البحرين بطريقة محتشمة وهذا الامر أوافق عليه لكنني اؤمن ان النساء البحرينيات يتمتعن بحرية الاختيار وصحيح ان قراري كان عربون احترام لشعبي لكنه كان ايضا نظرا لرأيي الشخصي حول الاحتشام.
فأنا ارتدي ما اريده بعيدا عن المسرح، لكن لا ارتاح في ارتداء البيكيني على المسرح او في العلن بهذه الطريقة لذا كان قرارا شخصياً ووطنياً لانني احترم النساء اللواتي يحبن الاحتشام ومع ذلك هن انيقات ورائعات.
ما رأيك بملكة جمال الدنمارك فيكتوريا كجير ثيلفيغ التي فازت بالمسابقة وهل كنت تتوقعين فوز متسابقة أخرى؟
ملكة جمال الدنمارك فيكتوريا شخص طيب للغاية وكل شخص كان له توقع مغاير حول الفائزة وكان ذلك يتغير في كل ثانية وفي كل مرحلة من المسابقة. فوزها كان مفاجأة بالنسبة لي لكنني كنت اعلم انها تحظى بتفاعل وسائل الاعلام والجمهور في المكسيك. وهي كانت أول مشتركة اقابلها خلال سفري الى المكسيك في مطار اسطنبول وكان لنا حديث قصير واكتشفنا اننا ولدنا بفارق يوم واحد عن بعضنا واننا سنكون في المسابقة في عيد ميلادنا واتذكر انني قلت لها انها صغيرة جدا وهي قالت لي انها سبق وشاركت في مسابقات عالمية.
انا سعيدة من اجلها وكنت اود ان اتعرف عليها اكثر وادرك انها وضعت مجهودا كبيرا لكي تصل لما هي عليه.
انت بحرينية وفيليبينية .. كيف صنعت هذه الخلطة الجميلة بين هذين البلدين على الصعيد الخارجي وعلى الصعيد الداخلي والانساني؟
لقد تربيت على يدي أمي لذلك تأثرت اكثر بالثقافة الفيليبينة لكن حين اصبحت في سن المراهقة ساعدني الكثير من الاشخاص لكي اتعلم اللغة العربية وانا ايضا علمت نفسي ان اقرأ اللغة العربية من خلال الانترنت.
اردت ان استكشف الناحية البحرينية من شخصيتي لان الناحية الفيليبينية كانت موجودة عندي منذ ولادتي واستطعت ان ادمج الثقافتين وانا ممتنة للغاية انني امتلك ثقافتين مختلفتين لكنهما تتفقان على الكرم والطيبة والتواضع وانا لا استطيع ان اتخلى عن الجانب البحريني مني خصوصا عندما اكون في البحرين.
يمكنني ان اقول انني اشعر انني مئة بالمئة بحرينية ومئة بالمئة فيليبينية وفكرة انني لا اتحدث العربية بطلاقة لا يعني انني بحرينية اقل لانني بحرينية بطريقة كلامي وبتصرفاتي وعاداتي، اعتقد انني اخذت اجمل ما في هذين العالمين.
تحدثت في السابق عن غياب والدك من حياتك وكيف لعبت والدتك دور الأب والأم.. كم أثر هذا الأمر على شخصيتك وما الرسالة التي تودين توجيهها الى والدتك والى كل أم تربي اولادها لوحدها؟
عندما كنت اصغر كنت اشعر بهذا الغياب وحملت هذا الشعور معي حتى عندما كبرت واعتقد انه اثر على ثقتي بنفسي مما جعلني اتمتع بنشاط مفرط لتحقيق احلامي وانني اريد ان أكبر بشكل اسرع وكنت في سباق لوحدي لكنني ممتنة لهذه المرحلة لانها جعلتني احقق كل ما كنت اريده، ومع ذلك كان من المحزن انني وضعت نفسي في مواقف مؤذية ولم اكن ادرك قيمتي في ذلك الوقت، لكنني أؤمن ان الله لا يضعك في مواقف لا تستطيع ان تتحملها وتحملت الكثير بغياب والدي، تحملت امور لم يكن يجب ان تتحملها طفلة صغيرة لكنني جاهدت لكي اصبح شخصاً افضلاً وان لا يؤثر ما مررت به على علاقتي مع الناس ومعاملتي لهم.
احترم والدي واعلم انهما يعيشان هذه الحياة لاول مرة وفهمت اخيرا ان هذه الحياة لن تكون مثالية وانه في اللامثالية نستطيع الخروج بامور مثالية.
اما رسالتي للامهات اريد ان اكون المثال على ان كل ما عليكن فعله هو ان تظهرن لاطفالكن انكن تحبونهم حتى لو ان هناك صعوبات عديدة اذ ان الاطفال يعرفون ويقدرون ما تقمن به اكثر مما تظنن. اعلم انه في بعض الاحيان تشعر الامهات انهن لوحدهن لكن سيأتي اليوم الذي ستحصدن فيه ما زرعتن وسيكون الأمر نجاحاً لهن، وأنتن لستن وحدكن مع أنكن لستن وحيدات لديكن نحن، لديكن مجتمع خصوصا مع جمعية "Hope الأمل" الموجودة في البحرين وفي الامارات.
والى امي كل يوم اقول لها:"انا احبك كثيرا وما افعله لك هو هدفي بهذه الحياة لكنه الان توسع ليكون هدفي مع امهات اخريات وهن بطلات مثلك."
انت لست غريبة عن شاشة التلفزيون ومعروفة قبل انتخابك ملكة جمال البحرين.. فما كان الهدف من الاشتراك في المسابقة وهل وصلتي اليه؟
كل ما فعلته كان حلمي منذ الصغر كما كنت احلم بان اصبح كاتبة او ان اعمل في عالم الميديا وان اكون المعيلة لوالدتي وبعد ان حققت ذلك وبعد ان اصبحت مقدمة برامج لـ 3 سنوات وهذا امر لم اكن اتخيله شعرت انني مقيدة لانني لم اكن احقق اهدافاً جديدة، مع انني كنت ممتنة لكنني شخص يحب التحديات لذلك قررت ان ادخل في هذه المسابقة الجمالية بعدما اطلعت على مسيرة ملكة جمال الفيليبين العام الماضي وكان امر رائع لي كيف تستطيع المشتركات ان تحققن العديد من الامور من خلال هذه التجربة، فاحببت ان اعيشها وان أؤثر على العديد من الاشخاص لتحقيق اهداف جديدة واخدم مجتمعي لانني حققت اهدافي الشخصية واردت توسيع هذا النطاق ليشمل مجتمعي وتلقيت العديد من الرسائل من اشخاص بحرينيين وفيليبينيين الذين تحدثوا عن الاحكام ونظرة المجتمع لهم ورؤوا في تمثيلي لهم امراً مهماً، وكنت في المسابقة لاقول لكل شخص بحريني ومن جنسية اخرى انك بحريني بالدم ولا يستطيع احد ان يحكم عليك بسبب اختلاف ثقافتك وانت اضافة جميلة لهذا المجتمع.
ما هي خططك المستقبلية، هل ستتقدمين برامج تلفزيونية او قد تدخلي عالم التمثيل مثلا؟
هناك العديد من المشاريع واتطلع الى ريادة الأعمال او الدخول في مشروع مستقل لكي اكون مستقلة مالياً كما انني اود ان اقدم برنامجاً خاصاً بي اقابل فيه ملكات جمال عربيات او اي امراة مؤثرة في اي مجال واعمل على سلسلة لقاءات قصيرة اقدم فيها ماضي ومستقبل البحرين باللغة الانكليزية لكي اعرّف الجمهور اكثر على حضارة وتاريخ هذا البلد وما هي مشاريعه.
كما انني احب التمثيل، وأيضاً طموحي المسقبلي ان استطيع ان اطرح كتاباً خاصا بي لان حلمي منذ الصغر ان اكون كاتبة قد يكون كتابة سيرة ذاتية او كتب شعرية.
كما انني اطمح ان اكون في اربعينياتي عالمة اثار وهو حلم ايضا بالنسبة لي. فما هو جميل في الحياة انك تستطيع دائما تغيير مسار حياتك وان تحلم حلم جديد واريد ان اقول انك طالما تستمتع بالحياة وما تقوم به وانك لا تتعدى على اشخاص اخرين يمكن ان تفعل ما يسعد قلبك.