إحترف العديد من المجالات وبرع فيها وتألق أيضاً، هو علامة فارقة في عالم الفن، مغنٍ وراقص وشاعر وملحن ومخرج لبناني، تفرد في أعماله فجعلها مختلفة في النمط، شاملة، ومتميزة، عمل مع العديد من النجوم والنجمات، وكان له بصمته الخاصة معهم، جاد شويري كشف لموقع "الفن" سبب إبتعاده عن لبنان خلال الفترة الأخيرة، عمله برفقة الفنان جورج وسوف، والعديد من التفاصيل.
أولاً ، الحمد لله على سلامتك، بعد الغـ ارة الأخيرة قرب منزلك، ما السبب الذي دفعك لمغادرة لبنان، أخبرنا عن صعوبة هذه الخطوة بالنسبة لك؟
أنا أعاني من Post-traumatic stress disorder بعد إنفجار المرفأ في بيروت، حيث كنت حين حصل الإنفجار في منطقة مار مخايل المجاورة له، لا أريد أن أخذ دور البطل، وأعصابي لا تتحمل، فقد شعرت بالـ"النقزة" بعد الضربة الأخيرة على منطقة الطيونة والتي تعد قريبة من منطقة الأشرفية، إضافة إلى أنني عاطفي، ومن يتابعني كثيراً يعرف أنني مندفع إجتماعياً وإنسانياً، لذلك غادرت لبنان، أنا حالياً بمصر، ولدي منزلي هنا، وقبل الحرب دائماً كنت أتنقل بين بيروت ومصر.
من ناحية أخرى، إستقريت هنا لفترة، وذلك لأن أهلي برفقتي، والدي بسبب "النقزات" أصبح لديه عارض أيضاً، ولا أريد الحديث أكثر، فأنا أفضل بكثير من آخرين حالتهم أسوأ.
طرحت في الآونة الأخيرة ديو جمعك مع الفنان المصري مصطفى حجاج، سبقه ديو برفقة الفنانة المصرية سهيلة، ما سبب وراء الديو الغنائي برفقة حجاج وسهيلة؟
الديو مع مصطفى حجاج إسمه "الناس غدارة"، وفي اليوم نفسه تعرضنا للغدر من قبل إسـ رائيل بعد عملية "البيجر"، لا أعتبر نفسي أنني طرحت هذه الأغنية لأنني لم أروج لها أبداً، ولم أقبل أن أقوم بأي أمر خاص بالحملة التسويقية المحضرة لهذه الأغنية، بسبب الوضع، ولم أكن في حالة نفسية جيدة، أما بالنسبة للديو برفقة سهيلة، لاقى نجاحاً كبيراً، خاصة في مصر، وقد أحدث بلبلة لأنها "محجبة"، والديو يعتبر نجح، وأنا أحب الديو لأنني أعتبر نفسي منتج ومؤدي، أكثر من فنان بالطريقة الكلاسيكية، لذلك أحب إنتاج الأغاني ويكون معي ضيف عليها، إن كان جديد مثل سهيلة، أو أحد مخضرم، مثل الأستاذ وليد توفيق، أحب فكرة الدمج، والتنويع الجديد، والآن معظم الناس تقدم على هذه الخطوة لتقريب الألوان من بعضها البعض.
هل تعمدت أن يجمعك الديو بفتاة محجبة بأغنية "الصيت"؟
لم أتعمد أن تكون برفقتي فتاة محجبة في كليب "الصيت"، ولكن الأمر شعرت أنه متماشي مع موضوع الأغنية الذي يتمحور حول وجوب عدم الإكتراث إلى الإختلافات بين الأشخاص سواء بالشكل أو الوشوم أو الملابس بل الإكتراث إلى قلوبهم البيضاء.
فليس لأنني شخص منفتح لا أتقبل غيري، وليس لأنها ملتزمة يجب عليها أن لا تتقبل غيرها، تلك كانت الرسالة الأساسية والأجواء التي كنت أحاول أن أظهرها في العمل.
أغنية الفنانة إليانا "جنني" لاقت أصداءً إيجابية، وحققت أرقاماً عالية، أخبرنا أكثر عن هذه الأغنية التي كتبتها برفقة كريم ياسين وشاركت في توزيعها أيضاً، وأين تجد نفسك اليوم أكثر بين الغناء والتلحين والكتابة والإخراج؟
أغنية إليانا بكل صراحة لم نكن نتوقع أن "تكسر الدني"، وتصبح ترند عالمي، الفيفا رفعت الأغنية ووصلت إلى الـ 100 مليون مستمع، وحازت على المرتبة الرابعة عالمياً. (نشير أن شركة EA Sports أعلنت عن قائمة الأغاني المشاركة في لعبة "فيفا" FC نسخة 2025، وجاءت بينهم أغنية عربية لأول مرة في التاريخ) سعيد بهذا النجاح، لأن إليانا تستحق هذا الأمر، وأشير أنها قدمت أغنية برفقة الفرقة العالمية كولد بلاي.
وفي الفترة الأخيرة إنهالات علي الطلبات لكتابة أغنيات، ولكن للأسف الوضع لا يسمح أن نطرح عملاً جديداً.
أما بالنسبة للمكان الذي أرى نفسي فيه، فأنا فنان يمتلك رؤية، أحب أن يكون هناك أشخاص برفقتي يساعدونني في كل عمل أقدم عليه، أن كنت أكتب أو ألحن، في الإخراج طبعاً هناك أشخاص من الفريق الخاص بي برفقتي، ولكن لدي رؤية فنية تتجسد بكل هذه الأمور.
وبالطبع هناك بعض الأغنيات التي قدمتها أحبها أكثر من كليب أخرجته والعكس صحيح، لحن أغنية مثلاً، هذا الأمر يعتمد على المشروع نفسه.
أخبرنا عن تعاملك مع الفنان جورج وسوف، ما المسؤوليات التي ترافقت خلال العمل معه؟
مع أبو وديع دائماً العمل مختلف، ودائماً هناك تحديات ولكن أنا أفتخر بثقته بي، وبثقة مديرة أعماله وأولاده ومحيطه بشكل خاص أيضاً بي، وأنا علاقتي معه الشخصية جميلة جداً، نضحك سوياً، رغم إختلافنا، يضحك برفقتي وعلي، إضافة إلى أنني أكون دائماً على طبيعتي برفقته، أنا أفرح كثيراً، أي شخص يفرح بالعمل مع أبو وديع، كيف إذا شعر الإنسان بالمحبة من خلاله.
العمل كان " حلو وفريش"، جلست حوالي أسبوع في المكان الذي قمنا بالتصوير فيه على البحر، لم نشعر بتعب العمل على قدر ما شعرنا بأننا في إجازة، خصوصاً أن الأغنية فيها جو إسباني وبحر.
كيف وجدت جمهورك السوري بعد حفلك الأخير؟
صراحة كنت سعيداً جداً بالجمهور السوري، خاصة أنهم قدروا أنني دافعت عن السوريين بشكل عام عندما أجد أشخاص يتكلمون بحقد أو بسلبية عنهم، الحقيقة أن المشكلة التي نعانيها ليست بالشخص الآخر إنما بالسيستم والدول التي تفضل أن يحدث هذا الأمر، وبعض السياسيين الذين يستفيدون بطريقة أو بأخرى من هذا الوضع، ولكن لا علاقة لأي مواطن، والسوري الموجود هو شقيقنا وضيفاً على أراضينا، وهذا الأمر كنت دائماً أقوله، وشعرت بهذا الأمر بسبب الإقبال في سوريا على حفلي، إضافة إلى الإقبال على صفحاتي على السوشال ميديا، قد لا يكون الأمر مرتبط بما تكلمت عنه، ولكن أنا أتكلم من كل قلبي، لذلك كان هناك ترحيب كبير بي، وكنت فرح جداً، وأرفض أن يتم التقليل من شأن أي إنسان، كيف إذا كان جارنا وشقيقنا مثل الفلسطيني أو السوري.
دعمت الممثلة منة شلبي بعد أن تم إلقاء القبض عليها بسبب حيازتها مادة "الماريوانا"، هل أنت مع تشريعها كما في بعض البلاد التي ذكرتها؟
منذ زمن قلت هذا الموضوع ولن أغيره، نعم أنا مع تشريعها ولكن بطريقة منظمة تحد من ضررها، خصوصاً أنه علمياً أصبح هناك أمراً مؤكداً أنها أقل ضرر من الكحول، والكحول منتشرة ومسموحة، رغم أنها لديها ضرر كبير على الصحة وأكثر بكثير من "الماريوانا"، وأرى أن تشريعها مفيد إجتماعياً للناس التي تستخدمها، وإقتصادياً أيضاً بالنسبة للبلد، الآن تم حرق معظم الحقول.
تستعد لطرح أغنية "بالهوا سوا"، ما اللون الذي ستحمله هذه الأغنية، وماذا ستخبرنا عنها؟
هناك أكثر من أغنية أستعد لطرحها بينها "بالهوا سوا" و"أرضي"، خلال هذه الفترة عدت إلى كتابة وتلحين الأغنيات، ولم أتمكن سوى من كتابة أغانٍ وطنية أو عن الوضع بشكل عام أو صرخة عن غضب، و"بالهوا سوا" واحدة منها، ولدي أغانٍ مصورة، كما لدي ألبوم كامل يتضمن أغنيتي مع مصطفى حجاج، وأغنيتي مع سهيلة، وهناك أغنيتين "بلبلة" وديو مع الفنان جو أشقر، وكنت أستعد للقيام بعودة قوية موسيقياً، على كافة الأصعدة، ولكن الأوضاع لا تساعد، فقط الأغنية التي تحاكي الوضع الحالي هي التي من الممكن طرحها اليوم، لا زلنا ننتظر بحذر فرج قريب، ما أراه جعلني "ما إلي نفس" أن أصور أو أطرح عمل جديد، حتى عندما أريد الكتابة أو التلحين، أول ما يخطر في بالي هو الظروف الحالية، صحيح أنني في مصر اليوم وأهلي إلى جانبي إلا أنني أتابع المحطات اللبنانية للإطلاع على الأوضاع، عندما يكون الشخص خارج بلده يصبح متابع ومعني أكثر، خاصة أن أصدقائي في لبنان، ولست قادر على تحمل الظلم والعنف، لا يوجد إلا الأمل قادراً على إسعافنا.