في بعض الاحيان يكون النقد بهدف التحسين والتطوير وفي بعض الاحيان يأتي في سياق مؤذ لا هدف له سوى تحطيم الاخر وهذا هو فعلياً ما فعلته الاعلامية نوال بري في انتقادها الغريب لملكة جمال لبنان ندى كوسا التي تمثل بلدها أجمل تمثيل في مسابقة ملكة جمال الكون 2024.


في التفاصيل، شاركت نوال صورة لملكة جمال لبنان بالزي التقليدي الذي صممه لها المصمم اللبناني جو شليطا المستوحى من أميرات لبنان في القرن التاسع عشر وكتبت بطريقة ساخرة : "ما بيكفي ما كان وقتها تمثلنا ونحن بالهوضع.. كمان سمّتلنا بدنا بهالـ outfit الكارثة".
أقل ما يقال عن هذا الكلام انه ليس احترافي خصوصاً من اعلامية تدرك جيدا ان اللبنانيين متمسكين بأصغر أمل للاستمرار في حياتهم.. فلماذا سنمنع ملكة جمال لبنان من المشاركة في حدث عالمي قد يذكر البعض بصورة بلدنا الجميل في ظل الاحداث الصعبة التي نمر بها؟
فأولا من مهمات ملكة جمال لبنان ان تمثل بلدها في المسابقات العالمية ورغم الظروف الصعبة عدد كبير من اللبنانيين ومن بينهم الاعلاميين استمروا بعملهم وندى كوسا فعلت الشيء نفسه لا بل استغلت لمركزها ولقبها ومشاركتها في ملكة جمال الكون تساهم في تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية في ظل ما يحدث في بلدها.
ثانياً، ان ما ارتدت ندى في الصورة ليس مجرد outfit وصفتيه بالكارثة بل هو زي تقليدي ضمن متطلبات المسابقة صممه الشخص الاكثر كفاءة لهذا الامر، فما قد لا يعرفه البعض ان المصمم اللبناني جو شليطا هو مؤسس صفحات "تاريخ موضة لبنان" الذي قدم فيها معلومات وأبحاث عديدة حول هذا الموضوع كما انه ملقب بحارس تاريخ الموضة اللبنانية لحرصه على نقل هذا الارث لجيلنا الحالي ومن خلال خبرته صمم اطلالة مستوحاة من "أناقة وقوة أميرة لبنانية من القرن التاسع عشر" واختار اللون الارجواني الذي استخرجوه الفينيقيين من صدفة الموريكس النادرة وكان يقدم للملوك فقط ولا ننسى الكاب المخملي الذي طرزه بأجمل تطريز مع علامة الارزة اللبنانية من الخلف والطنطور الذي وضعته ندى على رأسها والذي كانت ترتديه النساء في تلك الحقبة والذي يدل على الفخر.
هذا الـ "outfit الكارثي" كما سميتيه هو تراث بلدنا الذي لطالما اعتبر بلد الأناقة وان لم يعجبك لا يجب التجريح والانتقاد بهذه الطريقة خصوصا ان كنت غير مطلعة على خلفيات ما تنتقديه.