لم تتخلَ يوماً عن إسمها الحقيقي، تباهت به دائماً بين محبيها، حملت بين طياتها رصيداً فنياً لا يستهان به، خلال مسيرة تكللت بالتألق والنجاح، 16 ألبوماً أصبحت إرثاً في عالم الفن.

هي ذكرى التي حملت فنها من تونس إلى سوريا، المغرب، مصر والخليج، وجعلت الفن أولى رسائلها وأخرها، وكان أخر الأعمال التي لن تنسى "وتبقى ذكرى"، في قلوب محبيها، فنها، عشقها، ومماتها، وكما قال الشاعر الفرنسي "يرحل الشاعر و تبقى قصائده".

تحدث ذكرى عائلتها وكانت تعلم في قرارة نفسها أنها ستتمكن من النجاح حيث كان والدها يشجعها على الغناء على عكس والدتها التي لم تتقبل فكرة أن تكون مغنية، تمسكت بحلمها وتمكنت من تحقيقه، وبقيت أجمل "ذكرى" في حياتنا جميعاً.

موضوع ممات ذكرى عاد اليوم إلى الواجهة بعد تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي بعض الأخبار التي عن رحيلها، حول أسباب وفاتها الغامضة والطريقة التي رحلت فيها عن عالمنا، ليبدأ بعدها تراشق الإتهامات، ولكن حقيقةً هذه المواضيع ليس مقبولاً بأن تكون موضعاً للجدل بعد 21 سنة على رحيلها.

ذكرى يحمل إسمها ذكراها، ويجب أن تذكر بتاريخها الفني الحافل، وبحضورها على معظم المسارح العربية، بأغنياتها، بصوتها الذي حمل بين طياته ألحاناً موسيقية خالدة.

أتركوا الأموات، وأتركوا روح ذكرى تستريح، ولا تنبشوا في القبور قضايا طواها الزمان للحصول على بعض الإعجابات والمشاركات التي لا نفع منها.