من الكوميديا إلى التشويق، تألق في معظم الأعمال التي قدمها، سجل في رصيده أكثر من 70 عملاً، وعمل فيها برفقة العديد من نجوم الفن، فإحترف عمله وأتقنه، وتمكن من إعادة النجم العالمي غسان مسعود إلى الدراما.

الكاتب والمخرج فادي سليم، كشف لنا أبرز نقاط عمله، والسبب الذي دفعه للبقاء في بلده سوريا، إضـ افة إلى تحويل فكرة فيلمه "مقابلة مع السيد آدم" إلى مسلسل.

أي من المسلسلات له وقع خاص على حياتك المهنية من حيث الكتابة والإخراج، خصوصاً مع الإنتقال من مسلسل "بقعة ضوء" الكوميدي، إلى مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"؟

كل مسلسل له تأثيره الخاص، وقبل هذين العملين، كان هناك مسلسل "دومينو"، وهو من أجمل الأعمال التي قدمتها، وكان ضمن إطار بوليسي وأكشن، وضم العديد من الممثلين المتألقين، منهم بسام كوسا، سلافة معمار، سامر إسماعيل، محمد الأحمد ومحمد حداقي، شكل هذا العمل البطولة الأولى لصديقي محمد الأحمد، الذي شارك معي سابقاً في عملين.

كتبت البوليسي وكتبت الكوميديا، أخبرنا أكثر عن ذلك.

ما أحبه في الحياة هو الأكشن، وبالطبع الكوميديا أصعب من الأكشن، وهناك شعرة صغيرة تفصل بين التهريج وبين البسمة، خصوصاً أنه في الوطن العربي، هناك بعض الأمور التي لا أستطيع الإقتراب منها، حتى لو من بعيد، لا نقدر على التلميح حول تلك الأمور، الوحيد الذي كسر هذه القاعدة، هو مسلسل "مرايا" للأستاذ ياسر العظمة.

والممثل دريد لحام؟

الأستاذ دريد لحام عايش ذلك العصر، كانت الرسائل فيه أقوى من العصر الجديد.

هل هناك حظر من قبل الرقابة؟

بالتأكيد هناك رقابة، ولكن بكل صراحة لا نعاني كثيراً من هذه المشكلة خلال مسلسل "بقعة ضوء"، إلا أن بعض الأمور بالطبع لا يمكن تجاوزها، إذ تمر الرقابة في مرحلة من التشدد في بعض الأحيان، مثلما حصل في مسلسل "كسر عضم" في جزئه الأول، والذي كان سقفه عالياً.

هل ترى أن الجزء الأول من مسلسل "كسر عضم" أقوى من الجزء الثاني؟

أكيد، هناك فرق شاسع بين الجزأين.

دور الممثل فايز قزق كان كبيراً جداً في الجزء الأول، فهل ظلم في الجزء الثاني؟

ما أعرفه أن في الجزء الأول كان هناك "لغط جدلي"، وهذا المطلوب في هذا النوع من الأعمال، وهو أن تشكل حالة من الجدل بين الناس، وأنا لا أبحث كثيراً في آراء الناس من مع ومن ضد، لذلك كان الجزء الثاني مغايراً بشكل كبير، أتوقع أنهم إستفادوا من الإسم أكثر من القصة.

هل تجد أن بعد الحرب في سوريا، أصبح هناك حرية أكثر في كتابة المسلسلات التي أصبحت تتجه نحو السياسة؟

لا أبداً.

هل ما زلت صامداً في سوريا رغم الظروف الصعبة والحـ رب الطويلة؟

أشعر أنني لا أستطيع الخروج من هذا البلد، وأن البيئة تلعب دوراً كبيراً في طريقة التعاطي مع هذا الموضوع، عملت في العراق لمدة سنتين، وأصبحت أجد صعوبة في التعامل هناك، بينما في لبنان أجد التعامل أكثر سهولة بسبب تقارب البيئات إلى حد ما، والأردن أيضاً، فأنا أرى المشكلة من وجهة النظر العملية أكثر.

كم عمل أصبح لديك في مجال الإخراج؟

حوالى الـ 11 عملاً، ولكن فعلياً لدي 72 عملاً، أولها كان "الظاهر بيبرس" عام 2004، حين عملت في الخدع البصرية والألوان وكل شيء فني، ولدي شغف في هذه الأمور.

​​​​​​​كيف تمكنت من جذب الممثل العالمي غسان مسعود للعودة إلى الدراما، خصوصاً وأننا نعلم أن مسعود صعب في إنتقاء أدواره؟

عندما عرضت الفكرة على النجمة منة فضالي، وهي صديقتي، حضرت من مصر، فالفكرة هي التي تجذب، وعندما جلست مع الأستاذ غسان، قلت له إن لدي فكرة مجنونة قمت بكتابتها منذ حوالى الـ 7 سنوات، وهي نص "مقابلة مع السيد آدم" وهو عبارة عن فيلم، وتطور لاحقاً ليصبح 5 حلقات، ثم قررت خوضه كمسلسل، وهو مؤلف من جزأين، إستغرب مسعود الفكرة، إلا أن الطرح ذهب إلى مكان آخر. الموضوعان اللذان يحملهما النص صعبان جداً، وهما الأمن الجنائي والطب الشرعي، ولا يمكن طرح القصة إلا بطريقة منطقية، لأنها ليست قصة حب، فالطب الشرعي يؤكد حالة الوفاة، والأمن الجنائي يبحث عن المسببات، الفكرة جميلة جداً، إلا أن التعامل معها صعب جداً، وهذا ما جذب مسعود إلى العمل.

​​​​​​​هل هناك إقبال من الجمهور على هذا النوع من المسلسلات؟

بالطبع، وكانت هناك مساعدة عظيمة جداً من الدكتور شريف ميماس، رئيس مركز الطب الشرعي في ريف دمشق، وقد أصبح صديقي، وهو خدمني بشكل كبير في المصطلحات والغوص في هذا الموضوع، أنا كمخرج أعمل في هذا المجال أتغنى بلقطة جميلة، بكادر جميل، بممثل عظيم، بينما هو يتغنى بالكشف عن عظم منحوت بطريقة غريبة، وكان هذا الأمر عميق جداً بالنسبة لي، لأن هناك العديد من الأمور التي لا أعرفها عنه، وأنا رجل فضولي جداً، بالإضافة إلى صديق الطفولة في الأمن الجنائي والذي يحمل رتبة ضابط، فأصبحنا نجلس سوياً لحوالى 5ساعات، وأشرح لهما عن الفكرة التي أريدها، ونتشاور في كيفية تحويلها إلى دراما، وهذا ما جعل الحبكة مرغوبة لدى الناس، إذ إنهم إلتفتوا إلى أنني أتكلم عن جريمة قتل قبل حصولها، ويشرح الأستاذ غسان مسعود بدور الطبيب الشرعي "آدم عبد الحق" للطلاب لديه، وأنا أريد تنفيذها.

هل الجزء الأول أقوى من الجزء الثاني، خصوصاً مع إنتقال مسعود من دور طبيب شرعي إلى هارب من العدالة؟

هناك ظرف حصل في المسلسل، خصوصاً أن الجزء الأول تم تصويره في وقت إنتشار فيروس كورونا، ولم نتمكن من تصوير الجزء الثاني مباشرة، وحينها لم نصور سوى 8 حلقات من الجزء الأول.

​​​​​​​أخبرنا عن علاقتك بالكاتب شادي كيوان، وكيف تم التنسيق في الكتابة بين الجزأين؟

شادي صديق لي، وعندما كتبت أول 8 حلقات من "مقابلة مع السيد آدم"، إتصلت به وقلت له إنني وصلت إلى مرحلة التخمة، والعمل كان يحمل شقين، الشق الدرامي، والشق الدارمي المتعلق بالأمن الجنائي والطب الشرعي، وأحياناً كلمة واحدة تغير مسار الحلقة، مثلاً الحلقات الأولى قمنا بإعادتها 9 مرات، بسبب بعض الكلمات التي أبني على أساسها الحلقة، ولكن عندما بدأت بالبحث عن الكلمات المتخصصة وجدت أنها مختلفة، أو تحمل جزءاً صغيراً من التخصص، وهنا قمنا بإعادة ترتيب الأمور، لأن الكلمات أصبحت تحمل حدثاً أكبر، عملياً لست أنا وشادي الكاتبين الوحيدين في هذا العمل، فالدكتور شريف له دور أيضاً، وكانت هناك ورشة كتاب، بالإضافة إلى ثلاثة محامين، وشركة محاماة.

كنت أعيش في حالة من القلق عندما أنتهي من كتابة الحلقة، وأرسل نسخة منها إلى الدكتور شريف، ونسخة أخرى إلى شركة المحاماة، وكذلك نسخة إلى الأمن الجنائي، وأدعو أن لا تكون الملاحظات عديدة، وفي بعض الأحيان كان يتم تلف الحلقة منذ بدايتها، فنجاح أي عمل هو النص، وهو أهم من الإخراج.

هل شاهدت مسلسل "2024" من بطولة الممثل محمد الأحمد؟

نعم شاهدته.

تم إنتقاد المسلسل بشكل كبير، البعض وضع الحق على النص، والبعض الآخر على الإخراج، خصوصاً لناحية قصة الحب وعمله كرئيس عصابة، على من يقع اللوم؟

النص هو أهم شيء، إذا كان النص محبوكاً بشكل جيد، وهناك مخرج جيد، فإن العمل سيظهرإلى العلن بشكل جيد، أما إذا كان هناك مخرج جيد جداً ونص ضعيف، فلا يمكن للمخرج القيام بأي أمر. علينا دائماً البحث عن المفاتيح الخاصة بكل ممثل، وعلى مستوى العمل كان كل شيء جيداً، إلا أن القصة ضعيفة.

هل ترى أن محمد الأحمد نجح في مقابلة مع السيد آدم، أكثر من 2024؟

لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، فلا أحد يقول عن "زيتاته عكرين".