استطاعت تاليا لحود، الشابة اللبنانية، أن تبرز موهبتها الغنائية، وفي الكتابة بشكل كبير، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في وصولها إلى ملايين المتابعين والمستمعين. رغم صغر سنها، تبدع في كتابة الأغنيات، التي تدخل إلى القلب من ناحية المواضيع أو الموسيقى الملفتة وباحساسها العالي. طرحت العديد من الأغنيات الخاصة، بعد أن نجحت في كوفرات العديد من الأعمال الشهيرة ونالت أصداءً إيجابية.
موقع الفن كان له حوار مشوق مع تاليا لحود، للتحدث أكثر عن مسيرتها الفنية، التي بدأت وهي في سن المراهقة، وعن أحدث أعمالها أغنية "علي صوتك".
كيف تعرف تاليا لحود عن نفسها؟
أنا من لبنان، أبلغ من العمر 22 عاماً، عشت كل حياتي في الشمال، وتحديداً في البترون. أغني، وأعزف على الغيتار، وأكتب أغنيات.
كيف بدأتِ مسيرتكِ الفنية، من شابة موهوبة إلى فنانة تطلق أغنياتها الخاصة؟
بدأت مسيرتي في الموسيقى عندما كان عمري 5 سنوات، بدأت حينها أغني في المسرحيات المدرسية وفي الجمعات العائلية، وعندما بلغت 11 عاماً، بدأت أنشر على يوتيوب، فيديوهات لي وأنا أغني كوفر لأغنيات باللغة الانجليزية. بعمر الـ 12 عاماً، بدأت أتعلم العزف على الغيتار الكلاسيكي، وبقيت أتلقى الدروس لمدة 8 سنوات، وأطرح أغنيات كوفر، وكل مواقع التواصل الاجتماعي.
من خلال أغنية "لبيروت" التي قدمتها على طريقة الكوفر، تعرفت على شركة إنتاج موجودة في أميركا، ووقعت عقداً معها، وبدأت أعمل على أغنيات خاصة بي من إنتاجها.
هل دعمكِ أفراد عائلتكِ؟ أم أنهم طلبوا منكِ التركيز على دراستكِ؟
من الطبيعي أن يقلق الأهل حين يقول لهم إبنهم أو إبنتهم، إنه يريد العمل في هذا المجال، وذلك بسبب صعوبته، لذلك كانوا خائفين في البداية، لكنهم لاحظوا إصراري وأني جادة في قراري بالعمل في مجال الفن، وبدأت أحصل على مردود منه، على الرغم من أنني الأصغر سناً بين أشقائي، وعندها بدأوا يشجعونني.
الفيديو الذي شكل لكِ انتشاراً كبيراً، هو حين غنيتِ أغنية الفنانة الفرنسية إنديلا Love Story، هل توقعتِ هذا العدد الهائل من المشاهدات؟
أمتلك شعوراً داخلياً قبل أن أنشر أي فيديو، حول إن كان سيصل بشكل كبير إلى قلوب الناس. عندما تخطر في بالي فكرة، أعتبر أن الله هو من أعطاني إياها، لكي أصبح مبتكرة أكثر في عملي. أنا شخص أصغي وأؤمن بحدسي، وأعمل من قلبي، ولذلك أعرف أن أعمالي ستصل إلى الجمهور.
على صعيد يوتيوب، بدأتِ بـ Covers لأغنيات عديدة، منها للسيدة فيروز، وحصدتِ ملايين المشاهدات، ألم يكن اختياركِ لأغنيات نجمة كبيرة وهي فيروز صعباً؟ ألم تخافي من ردود الفعل؟
مثلما قلت لكِ سابقاً، بدأت على يوتيوب بالغناء باللغة الإنجليزية، ومع الوقت قررت أن أغني باللغة العربية، على الرغم من أنني لم أكن أتمتع بنفس القوة التي أملكها في الغناء باللغة الإنجليزية، وكثيرون وقفوا ضد قراري، لكنني شخص عنيد، وقررت أن أستمر، وتمرنت كثيراً، وعندها أطلقت كوفر لأغنيات للسيدة فيروز، على الرغم من أنني وقتها، لم أكن واثقة من نفسي لناحية هذه الخطوة، لكن الجمهور أحبها، وأنا أؤمن بأن العمل إذا تم تقديمه من القلب، سيصل، حتى لو لم يصل إلى درجة عالية جداً، وأنا أحب ما أفعله، وهذا أهم شيء.
ألم تفكري في الاشتراك بأي برنامج مواهب لكي تصبحي معروفة أكثر على التلفزيون؟
أفكر في الأمر، لكني أعطي لنفسي بعض الوقت، لكي أتقدم أكثر في الغناء، وتصبح تقنياتي أفضل، ولأتثقف أكثر موسيقياً، لأني أحب أن أكون جاهزة قبل تجارب الأداء لبرامج المواهب. إن شاء الله في المستقبل، قد أخطو هذه الخطوة، على الرغم من أنني أرى أنها لم تعد ضرورية في الوقت الحالي، لأن عالم السوشيال ميديا جعل كل شيء يصل بسرعة كبيرة إلى الناس.
طرحتِ أغنيتكِ الوطنية "علي صوتك" من كلماتكِ وغنائكِ، أخبرينا عن هذا العمل، وكيف كتبتهِ؟ ولماذا دمجتِ فيه بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية؟
لا زلت متأثرة بمحبتي للغة الإنجليزية، التي بدأت مسيرتي بالغناء فيها، وأعتبر نفسي جديدة على الغناء باللغة العربية، رغم أنني أدركت لاحقاً، أن هناك احساساً مختلفاً في اللغة العربية، ليس موجوداً في الأغاني الغربية، وقد دمجت بين اللغتين بشكل عفوي. كتبت "علي صوتك" قبل شهرين في الستوديو الصغير الخاص بي في بيتي، وقلت وقتها إني أريد أن أعبر للشرق الأوسط عن ما في داخلي، على الرغم من أني كنت حينها متوترة، لكني لم أيأس، وأنهيت الأغنية خلال 5 ساعات، وشعرت أنها قد تحقق شيئاً.
قبل "علي صوتك" طرحتِ العديد من الأغنيات الخاصة، أبرزها "سمرا" و"يا خاين"، في أي نوع من الأغنيات تجدين نفسكِ أكثر؟ وأي أغنية هي المفضلة لديك؟
ستايل أغنياتي يميل إلى الـ Arabic Pop، أجمع فيها بين محبتي للموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية، وأتوقع أني سأستمر على هذا النحو، على الرغم من أن لا مشكلة لدي، في أن أحاول تقديم أنواع أخرى من الموسيقى. أتمنى أن أستطيع أن أكتب عملاً راقياً على خطى نجومنا الكبار، لكني لا زلت صغيرة في السن، وأكتشف هويتي الموسيقية ونفسي كفنانة.
أغنياتي الخاصة المفضلة لي هي "غريبة" و"سمرا" و"علي صوتك"، وأشعر أنها أقوى كتاباتي.
من هو مصدر إلهامكِ لكتابة الأغنيات؟
لدي مصادر عديدة لأغنياتي من تجارب واقعية لي ولأشخاص حولي، منهم والدَي وأشقائي، الذين أشكرهم على دعمهم الكبير لي، ولكن ليس كل ما أكتبه أستمده من الواقع، بل أحب أن أتخيل سيناريوهات وأكتب عنها، لكي لا أحد نفسي بالأفكار. من المهم أن يستطيع كاتب الأغنيات أو الفنان، أن يضع نفسه في مواقف أخرى لتجسيدها، فلا يصبح هناك حدود له.
هل الشهرة بعمر صغير جداً صعبة؟
لا أعتبر نفسي مشهورة إلى هذا الحد، بل أعتبر أنني أتحضّر خطوة تلو أخرى، لكي أستطيع أن أقدم عملي بشكل أوسع، وأحيي حفلات على المسرح، وأؤمن بأن لكل مرحلة وقتها، لأن الشهرة عن عمر صغير للغاية، قادرة على تحطيم نفسية الفنان بسرعة، مع أني في بعض الأحيان، أتمنى لو أستطيع أن أحقق أهدافي بوقت أسرع، ثم أتذكر أن توقيت الحياة وخطط الله لي هي أفضل من ما قد أريده.
من الفنانون أو الفنانات، الذين تحبين أن تكتبي لهم أغنيات؟
أحب أن أكتب أغنيات للعديد من الفنانين والفنانات من ستايلات غنائية مختلفة، منهم إليسا، نانسي عجرم وهيفا وهبي، وأتمنى لو أستطيع أن أقدم أغنية واحدة لـ وائل كفوري. أستطيع أن أكون مرنة في كتاباتي، وأتمنى أن أعمل مع هؤلاء النجوم.
أي فنان تحبين أن تقدمي معه ديو؟
وائل كفوري، أو زياد برجي، أو مروان خوري، أو شيرين عبد الوهاب، هناك نجوم كثيرون أتمنى الغناء معهم.
ما هدف تاليا لحود؟ وماذا تحضر من أعمال مقبلة؟
هدفي أن أجعل الجمهور يشعر من خلال الموسيقى التي أقدمها، أنه ليس لوحده، وأني موجودة لكي أكتب عن تجارب الناس، وعن المواضيع التي لم يتم تسليط الضوء عليها، مثلما فعلت في أغنية "غريبة"، التي تطرقت فيها إلى أن ما يميزنا في الحياة، هو أننا غريبون، ولا يجب أن نخجل من أخطائنا، وذلك لأني لفترة طويلة من حياتي، شعرت أن ليس كل من حولي كان يفهمني.
أحضر أغنيات جديدة باللغة العربية واللغة الإنجليزية وحتى باللغة الفرنسية، وإن شاء الله سأستطيع في المستقبل أن أقدمها على المسارح أمام الجمهور، ومهما كان ما يخبئ لي المستقبل، سأظل أقدم الموسيقى، حتى لو كان لـ 5 أشخاص يتابعوني أو مليون شخص، لأن هذا شغفي في الحياة.