إلهام شاهين ممثلة مصرية محترفة وبارعة، تتميز بتقنيات عالية في الأداء، ولديها حس فني عالٍ في اختيار أدوارها بعناية.

مثلت أمام أكبر وأشهر الممثلين في السينما والتلفزيون، ما ساهم في ترسيخ اسمها على الساحة الفنية، وزيادة شهرتها يوماً بعد يوم.

شاركت في العديد من الأفلام السينمائية خلال الثمانينيات والتسعينيات، وتعاونت مع نجوم بارزين، منهم عادل إمام في أفلام "أمهات في المنفى"، "رمضان فوق البركان" و"الهلفوت"، ومحمود عبد العزيز في فيلمَي "الجنتل" و"سوق المتعة".

وكان لموقع الفن مقابلة مع إلهام شاهين، تحدثنا فيها عن تصريحاتها الأخيرة حول "حل الدولتين" و"الصلاة"، وعن أعمالها الجديدة، وحبها للبنان، وسألناها رأيها في إعتزال الزعيم عادل إمام، وغيرها من المواضيع الشيقة.

في البداية حديثنا عن أحدث أعمالك؟

إن شاء الله هناك مسلسل جديد لشهر رمضان 2025 إسمه "سيد الناس"، مع المخرج محمد سامي، ﺗﺄﻟﻴﻒ خالد صلاح، وبطولة عمرو سعد، خالد الصاوي، محمد شاهين، أحمد رزق ومجموعة كبيرة من النجوم.

تعرضتِ لإنتقادات من الجمهور بعد تصريحاتكِ عن موضوع "حل الدولتين"، كيف تلقيتِ هذه الإنتقادات؟

عادي، مثلما أتلقى كل الإنتقادات، طبعاً المقصود بـ"حل الدولتين" هو مؤقت، فالفلسطينيون سيستطيعون تحرير فلسطين بالكامل، وستخرج منها إسرائيل، هذه ستبقى مكاسب عظيمة جداً، ولكن من الممكن أن تأخذ وقتاً طويلاً، هذا كان رأيي أن المكاسب القريبة ممكنة بالتفاوض وتدخل العقلاء والحكماء في العالم، وأنه يمكن الآن قيام الدولة الفلسطينية، فكل العالم حالياً بدأ يعترف بالدولة الفلسطينية، وفي أوروبا، وبعد ذلك نفكر بمكاسب أكبر. هناك من لم يعجبهم رأيي، وهم يمتلكون كل الحرية في هذا الإنتقاد، وأكيد أنا متعاطفة جداً مع الشعب الفلسطيني، وأعلنت رأيي هذا 100 مرة منذ بداية الحرب منذ سنة، موقفي واضح لأنني أكيد مع فلسطين.

كيف ترين دور الفنانين بدعم قضايا إنسانية تتعلق بلبنان وفلسطين في ظل هذه الحرب؟

هذا واجب عليهم، فجمهورنا منتشر في كل المنطقة العربية وليس في بلدنا فقط، هذا الجمهور العريض هو ناسنا، أنا أعتبر الوطن العربي جسداً واحداً، فعندما يكون أي عضو في هذا الجسد مريضاً، يصبح كل الجسد متعباً، فأي ألم يحصل في فلسطين، أو في لبنان وسوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان، نشعر به جيداً، فمن الطبيعي أن نعبر عن رأينا، ونساند بعضنا البعض بالآراء في أبسط الأمور.

تعرضتِ لإنتقادات بسبب تعليقكِ على إيقاف التصوير من أجل الصلاة، ما الذي أردتِ إيصاله إلى زملائكِ وجمهوركِ من تصريحك هذا؟

كل ما قلته هو إننا لسنا معتادين في مصر، أن تقفل كل المحلات والمصارف والأماكن العامة أبوابها عند الآذان، لكي يذهب جميع الناس إلى الصلاة، كما كان يحصل في السعودية في الماضي، فهناك وقت كافٍ بين الصلاة والصلاة الأخرى، لأن الدين يسر وليس عسراً، فلو كان أحد في عمله، ينهي عمله وبعد ذلك يصلي، وفي المقابل أنت حر لو أردت أن تترك أي عمل تقوم به لتذهب إلى صلاتك، أنا لست جهة تفتي، هذا رأيي فقط، وهناك الكثير من الناس الذين يتبنون رأيي.

شاركتِ في بطولة مسلسل "بطلوع الروح" مع الممثلين اللبنانيين عادل كرم وديامان أبو عبود، ما رأيك بأدائهما؟

إنهما ممثلان رائعان، وهذا المسلسل من أروع المسلسلات التي عملت بها، وكنت أتساءل لمذا ليس هناك دائماً أعمال مشتركة، فهناك كفاءات من جميع البلدان العربية، ولو اشتركنا مع بعضنا البعض سننتج عملاً عظيماً. تجد في أميركا نيكول كيدمان أسترالية، هيو برانت إنجليزي، كيت وينسلات كذلك، صوفيا لورين إيطالية، تجد ممثلين من كل العالم في إنتاجاتها، حتى أنهم يعملون في هوليوود، عمر الشريف مصري وعمل في هوليوود، فأميركا تأخذ الكفاءات من كل العالم. كنت سعيدة جداً في "بطلوع الروح " بمشاركة مجموعة من الفنانين من لبنان وروسيا وأوكرانيا وتونس والمغرب والأردن، والكاستينغ كان رائعاً ومناسباً جداً للأحداث، لأن هذه الأحداث دخلت فيها دول عديدة.

تسافرين دائماً الى لبنان، ويتم تكريمك كثيراً في بلدنا، ماذا تقولين عن لبنان؟

أنا أعشق لبنان، وأحبها جداً، عندما أركب الطائرة داخل مصر لأذهب إلى شرم الشيخ أو الغردقة، تستغرق الرحلة ساعة ونصف الساعة، ولكن عندما أذهب الى لبنان أصل خلال ساعة فقط، فلبنان أقرب لي من مناطق داخل مصر. لدي عائلة في لبنان، أختي كانت متجوزة من لبناني، وأولادها لبنانيون، وهم من أحب الناس لدي .

ما الذي إختلف في الأعمال التمثيلية بين الحاضر والماضي؟

كان لدينا مخرجون كبار وكتاب كبار، عندما أشاهد الأعمال القديمة بالأبيض والأسود، أستطيع أن أشاهدها 50 مرة، لأن مواضيعها شيقة وقوية وممتعة، وأحبها وأستمتع بها، فحتى لو كان لدينا ممثلون ومخرجون رائعون، والمواضيع غير مميزة، فكل مجهودهم سيضيع. هناك نقص في الكتّاب، فأنا عملت مع كبار الكتّاب وأفتقد وجودهم كثيراً، كنا نأخذ أعمالاً من روايات لأدباء عظماء، عملت في مسلسل "الحرافيش" للأستاذ نجيب محفوظ، رحمه الله، وكان السيناريست محسن زايد، وهو عظيم، رحمه الله، وعملت مع الرائع في فكره الأستاذ وحيد حامد، رحمه الله، ومع الأستاذ أسامة أنور عكاشة في مسلسل "ليالي الحلمية" خمسة أجزاء من أروع ما يكون، كما عملت مع الأستاذ محمد صفاء عامر في مسلسل "مسألة مبدأ"، فكل هؤلاء كتاب عظماء في تاريخ الكتابة، وأنا أفتقدهم كثيراً، نادراً ما أتحمس اليوم لعمل عند قراءته للمرة الأولى، أنت سألتني عن مسلسل "بطلوع الروح"، هذا العمل كان مميزاً ومختلفاً تماماً وجديداً، والعام الماضي جسدت دور مريضة الزهايمر في مسلسل "ألفريدو"، ولم يجسد أحد غيري هذا الدور على الشاشة.

ما رأيك بإعتزال الزعيم عادل إمام، وهل إطمأنيتِ عليه؟

من حقه أن يستريح، بعدما أفنى عمره كله لفنه، وجسد كل أنواع الأدوار، فأضحكنا وأبكانا، وقدم أعمالاً مهمة تحسب له في التاريخ، وهو أول ممثل قدم أعمالاً تحارب الإرهاب، وذلك في فيلم "الإرهابي"، وخصوصاً في ذلك التوقيت. عادل إمام قدم رسائل مهمة، منها في فيلم "طيور الظلام" مع الكاتب وحيد حامد، كما في رصيده أفلام عديدة لإنتقاد الواقع وإصلاحه. لم أطمئن عليه، لأنني متأكدة أنه بخير مع عائلته، ولا أحب أن أزعجه أو أزعج أسرته، فهو يفضل أن يكون مع أسرته بالمنزل، وأن يستمتع بحياته الشخصية ويهتم بصحته.

كلمة أخيرة.

أنا أشاهد ما يحصل في لبنان، وأتمنى السلام، وأرسل حبي لأصدقائي وأهلنا في لبنان، لأنني أمتلك الكثير من الأصدقاء في هذا البلد. لبنان يمر دائماً بأزمات ويخرج منها، إن شاء الله ستخرجون من هذه الأزمة، وستعودون أقوى من أي وقت سابق.