في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان، خصوصاً مع تداعيات الحـ رب وتدهور الأوضاع الاقتصادية للنازحين من مناطقهم، برز دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في جمع المساعدات وتقديمها للفئات الأكثر تضرراً.
إلا أن هذا الدور أثار تساؤلات حول نوايا بعض المشاهير : هل يدفعهم حسهم الإنساني والوطني للمساهمة في التخفيف من المعاناة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك ليصبح وسيلة لتعزيز شهرتهم وزيادة متابعيهم؟
في هذا التحقيق، نسلط الضوء على هذه الظاهرة، من خلال مقابلات مع شخصيات مؤثرة على مواقع التواصل الإجتماعي، لنكشف حقيقة هذا الدور من وجهة نظرهم.
إلتقى موقع الفن بمؤثر مواقع التواصل الاجتماعي حسن هاشم للتكلم عن الموضوع فأجاب قائلاً: "إذا كان ما يقال هو أننا نسعى وراء الشهرة، فنعم نحن نسعى وراء الترند وتحيصل الشهرة، و نحن نقوم بكل هذا لنحصل exposure أكثر، و نعمل على لفت أنظار العالم، و نحن نستعمل هذه الأشياء لحصد الشهرة ولكن بهدف، ونتأمل ان يكون هذا الشيء معدي للأخرين، كي يقوموا بنفس الخطوة الإنسانية حتى لو لحصد الشهرة، و في النهاية الهدف مساعدة الناس في هذه الأزمة، و ما يهمنا هو النتيجة لا ما يقوله الناس، و للأسف أغلب وسائل الإعلام اللبنانية اليوم أثبتت فشلها المريع والمخزي على الأرض، ولذلك لا نعول كثيراً على ما يقولونه، فنحن مجموعة اليوم قررنا أن نساعد، و من يريد أخذ الشهرة من هذه المساعدة "ألف صحتين على قلبو"، و لكن المهم هو أن يعطينا نتيجة حتى لو بمساعدة عائلة واحدة فقط، و أثبتنا بخطوتنا هذه فعالية ما نقوم به، فـ إلى الآن قمنا بمساعدة عشرات آلاف العوائل، ولم تقتصر خطوتنا على الطبخ و على الحصص الغذائية، بل قمنا بتعليب كل ما تحتاجه العائلة بالإضافة إلى تجهيزهم بـ "مخدات وإحرامات"، كما الأدوية وتأمين الكثير من البيوت والملاجئ في أول الأزمة بشكل مهول جداً، وقمنا بدفع قسم كبير منهم من التبرعات التي جمعناها، وهذه النتيجة التي كنا نتكلم عنها، وأي كانت الأهداف التي نسعى لها، المهم هو النتيجة التي نحققها وهي مساعدة "النازحين"، ووافقه الرأي صانع المحتوى إبراهيم هركل مأكداً على أن الهدف هو المساعدة والنتيجة هي الأساس.
أما صانعة المحتوى ميساء عطاالله فقالت: "هذا الشيء لم يبدأ مع بدء الحرب في لبنان بل منذ سنة أي منذ بداية الحرب في غزة، عندما بدأوا بإتهام صناع المحتوى بأنهم ينشرون هذا المحتوى فقط لإكتساب الشهرة ولحماية نفسهم من المقاطعة وخوفاً على الشهرة، و لكن ليس هناك أي مشكلة، فمن يريد فعل هذا من اجل الترند فليقم بهذه الخطوة، لكن المهم هو إيصال الصورة والكلام إلى العالم أجمع، الحالة هي نفسها الآن فنحن في ظل حرب وإخوتنا وأهل بلدنا هم من نزحوا من بيوتهم، ونحن نساعد الناس لدرجة أننا لا نجد الوقت لصنع المحتوى، و ذلك بدلاً من نقل الصورة، فالأهم هو المساعدة، و لو كان هدفنا من هذا هو صنع المحتوى والتصوير فما كنتم لتروا النتيجة التي حققناها اليوم، بل كنت لتشاهدوا محتوانا على مواقع التواصل الإجتماعي. و كما قال حسن هاشم، أي شخص يستغل هذا الموضوع لكسب الشهرة ليس مهم، بل المهم هو النتيجة في مساعدة النازحين"، كما و تكلمت عطاالله عن طريقة عملهم وعن المناطق التي يقومون بالمساعدة فيها: "في البداية كانت المساعدة مقتصرة على منطقة بيروت لأننا كنا لا نزال نستقبل أهالي الجنوب، ولكن حالياً نحن نخصص مساعدتنا لمنطقة معينة بالتنسيق مع المجموعة المسؤولة في هذه المنطقة، و التي بدورها تعنى بمعرفة ما يحتاجه النازحون، لنقوم بتأمينها في مركزنا و إرسالها إليهم".
كما وتحدثنا مع اليوتيوبر قاسم علي ناصر المعروف بـ Hyperfate عن الموضوع فقال: "بالنسبة لي، أنا أتيت إلى هنا حباً بمساعدة الغير، ونحن لا نفعل شيء لإكتساب الشهرة الشخصية، والدليل هي حساباتنا الرسمية، فنحن لا ننشر اي أي محتوى يكسبنا شهرة، نحن ننشر لكي نثبت للأشخاص الذين يتبرعون بمبالغ مالية أو غيرها من المساعدات، أننا نقوم فعلاً بمساعة النازحين و بالشكل الصحيح، أما من جهة أخرى إذا رأينا شخصاً يساعد من أجل إكتساب الشهرة، فليس لدينا أي مشكلة بذلك، المهم هو الهدف و النتيجة، بالإضافة إلى ذلك نحن نازحون أيضاً ونشعر بما يشعر به غيرنا في هذا الوضع الصعب وكل ما نقدر عليه سنفعله".
و بالنسبة لصانع المحتوى جاد عاصي المعروف بـ "Life with jad" فقال: "أنا بنظري بعض الأشخاص غادروا لبنان الإنسان، والذكي الذي بقي في لبنان فلديه هدف إجتماعي ووطني كبير، أنا كنت أحد الأشخاص المتواجدي في المرفأ يوم إنفجـ ار بيروت في 4 آب، و منذ ذلك اليوم قررت أن أبقى في لبنان لأنني شعرت أنه لم يصبني أي مكروه جسدياً ، لكن من كانوا حولي منهم من مات ومنهم من تعرض لإصابات من جميع الانواع، عندها شعرت أنه لدي هدف إنساني وهو أن أكون في لبنان لكي أعطي اللبنانيين أمل وإيجابية، والسبيل الوحيد لنشر الوعي والإيجابية هو مواقع التواصل الإجتماعي، وعندما تحصل أزمة في البلد لديك ثلاثة حلول وهي: الأول هو أن تختفي و هو أسهل حل في البداية ولكنك ستشعر بالندم مع الوقت وستسعى لكي تجرب في ما بعد، و من هنا ستظهر أمام المجتمع أنك تسعى وراء الشهرة. و الثانية هي أن تكون متواجداً على الأرض في الوقت المطلوب وان تساعد الناس والمتضررين من قلبك، والثالث هو إكمال حياتك بشكل طبيعي غير مكترث لما يحصل، أما نحن كمجموعة شباب وصناع محتوى لم نستطع إكمال حياتنا بشل طبيعي لأن ضميرنا لا يسمح لنا أن نترك أهلنا وناسنا، وأريد أن أشير إلى أنني مشهور قبل هذه الازمة، ولست محتاجاً لأي أزمة كي أكتسب الشهرة".