تمتلك ملكة جمال لبنان 2007 نادين ويلسون نجيم، إلى جانب الجمال الخارجي، مواصفات المرأة الجريئة المؤهلة للعمل في الشأن العام، من دون تفرقة أو تمييز، وخطابها وطني وتضامني، ويركز على تأمين الحقوق لأبناء الوطن الواحد، في أسوأ الظروف التي يعاني منها وطنها. نادين جنّدت كل قدراتها، وتقوم بمفردها، من دون مساعدة من فريق عمل، بإيصال المساعدات إلى مختلف المناطق اللبنانية، بما فيها تلك التي تعاني من ظروف أمنية خطيرة، ولا تتردد في وضع أهداف كبيرة، تسعى إلى تحقيقها بإيمان وثقة بنهوض لبنان من محنته.
من هي نادين نجيم اليوم؟
نادين نجيم تركز اليوم على بلدها، وعلى عائلتيها الصغيرة والكبيرة، وعلى إستمراريتها وحياتها في لبنان. أنا أؤمن بأنني مع كل شخص أعمل معه ويساعدني ويقدم الدعم المعنوي أو المادي، علينا أن نصل إلى قناعة أننا مواطنون تحت سقف واحد، وأننا عائلة حتى لو لم تربطنا صلة القرابة، ولا نستطيع أن نبني الوطن ونحن نواجه كل 15 عاماً تعديات العدو، وندعو السياسيين إلى تفرقتنا وسرقتنا، وحرمان الناس من حقوقهم الطبيعية.
أهداف المساعدات التي تجمعينها في خط تصاعدي، هل تطلعينا على التفاصيل؟
الحاجة كبيرة، والعدو يهجّر الناس من منطقة إلى أخرى، ويمارس عليهم الإرهاب كي لا يستقبلهم أحد، لذا أصبح الضغط أكبر، والناس يتنقلون من مناطق آمنة إلى مراكز إيواء. لا أشعر أن مهمتي إنتهت، بل أشعر بالمسؤولية، ولو حتى أني أعمل على المستوى الشخصي. أنا لست الدولة، ولست جمعية خيرية، وسيؤلمني التوقف عن مواصلة ما أقوم به.
نبضك وخطابك مختلفان، هل السبب التربية العسكرية التي نشأتِ فيها؟
التربية العسكرية لها تأثير بالطبع، كذلك خلفيتي، سواء في الكشافة أو في الصليب الأحمر، فقد نشأت على خدمة الآخرين، وهذه المبادئ تشعرني بالمسؤولية، وتنعكس على توجهاتي، لكني متأكدة أن كل الناس الذين يساعدون نبضهم قوي، ولكن الأسلوب مختلف.
ليس لديكِ فريق عمل يعاونكِ، كيف تقومين بكل المهام؟
العبء الكبير لست أنا من يتولاه، بل الذين ينقلون المساعدات إلى مراكز الإيواء، أنا أهتم بعملية التنسيق والإتصالات، وما أقوم به مرتاحة فيه و"قدها وقدود". الصعوبة تكمن في نقل المساعدات إلى مناطق بعيدة، من بينها مناطق غير آمنة، حيث تتعرض الشاحنات للخطر، بالرغم من مرافقة الصليب الأحمر الدولي لها.
ما هو حجم القلق الذي تعانين منه قبل وصول المساعدات إلى مناطق خطرة أمنياً؟
أعيش قلقاً كبيراً وغضباً بسبب العدوان الذي نتعرض له والظلم، إلى جانب قلة الوفاء من البلدان التي لا تساهم في إنهاء الحرب. أشعر بالخوف الذي ينتاب السائقين، والناس الذين يواكبون قوافل المساعدات.
"ممنوع الولاد يجوعوا" صرخة أطلقتِها عن الأطفال.
بكل بساطة، الطفل إذا لم يأكل يموت من الجوع، ولا يمكن إطعام طفل عمره أسبوعين سندويش، كما أن الأمهات لم يعد باستطاعتهن إرضاع أطفالهن، لذا أصبح وضع الأطفال صعباً.
إلى أي مدى يتفهم زوجك رمزي ديب ما تقومين به؟
زوجي فخور بما أقوم به، وأنا مدركة لهذا الأمر، لكن أن أكون صريحة وآرائي واضحة فهذا ليس بالأمر السهل، لأن هذه الأمور تجلب الأذى من الناس، وهنا تكمن مسؤولية حماية نفسي وعائلتي. كل من يعمل في الشأن العام، عليه أن يتحمل هذه الضريبة، مع العلم المسبق بمواجهة تحديات عليه تقبلها، والتعامل معها، وقرار الإنخراط بهذه المهام يجب أن يُتخذ مع الشريك.
من أين تستمد نادين القوة؟
لدي أمل في أن يصبح لبنان البلد الذي نحلم به، وأن يتمكن الجيل الذي أنتمي إليه، من إيصال لبنان إلى ما نحلم به، هذا أمل موجود في داخلي، وفي داخل العديد من اللبنانيين، وأستمد القوة من مستقبل جميل، أرغب أن يكون موجوداً للجميع.
هل أنتِ مستعدة للاستمرار في مهامكِ حتى لو طالت الحرب؟
طالما أن الناس يدعمونني، سأستمر في مهامي بحسب قدرتي.