يجسد الممثل اللبناني طلال الجردي دور "العميد خليل" في مسلسل "العميل"، وقد أظهر قدراته التمثيلية العالية مجدداً، من خلال أدائه المحترف جداً لهذا الدور.

وكان لموقع الفن حوار خاص مع طلال الجردي، كشف خلاله تفاصيل مشاركته في "العميل"، وعلاقته بالمخرج وطاقم العمل، والفارق الأساسي بين النصوص المعربة والنصوص الأصلية.

ماذا تخبرنا عن مسلسل "العميل"، وعن دور "العميد خليل" الذي تجسده فيه؟

العمل مميز وجديد من نوعه على عدة أصعدة، لم أشارك سابقاً بعمل طويل، وقد تم تصويره خارج لبنان ببلد مختلف من حيث الثقافة واللغة والطباع. نشكر MBC على التسهيلات التي قدمتها لنا حتى لا نشعر بالغربة والتعب، عدا عن أن مستوى إنتاج العمل كان جيداً جداً، وقد أمنوا كل ما يحتاجه الممثل.

أما بالنسبة إلى "العميد خليل" فهو بالنهاية دور، بعد قراءة النص أحاول أن أركّب شخصية على أساسه، والحمد لله كان الدور موفقاً.

مرت بعض المشاهد التي تعطي الجمهور فكرة عن حياة العميد خليل الماضية وعن تاريخ هذه الشخصية، هل ننتظر المزيد من الأحداث عن الماضي؟ وهل تعتقد أن الجمهور كان ينتظر معرفة تفاصيل أكثر حول علاقة خليل بـ ملحم شديد؟

العمل بطبيعته يربط بين الماضي والحاضر، وهذا ما نجده مع مختلف الشخصيات، إن كان بين "العميد خليل" و"ملحم"، أو بين "وسام" و"أمير"، أو حتى بين "خولة" و"حيان".. فهو يعتمد هذا النوع من الكشف عن أساس المشكلة من خلال العودة إلى الماضي، وبالطبع سنشهد بعد فتح ملفات قديمة تشرح القصة بشكل أوضح.

لمس الجمهور كيمياء كبيرة بينك وبين الممثل السوري أيمن زيدان، وإعتبر أن الشخصيتين أعطتا لبعضهما البعض الأداء المثالي، هل كان هذا التفاعل بينكما موجوداً خلف الكاميرا وعلى الصعيد الشخصي؟

التعاون مع الأستاذ أيمن زيدان كان ممتازاً على الصعيد الشخصي، وانعكس الأمر على الشخصيتين، وطاقم الممثلين ككل كان فيه تجانس واضح ومودة، وهذا العامل الذي ساعد على عكس الصورة الأفضل على الشاشة، وجاء بالطبع بسبب غربتنا وإقامتنا خارج البلد والعمل اليومي، فالكيمياء بين الممثلين خلقت نجاحاً واضحاً.

كيف تقيّم أداء الممثلين سامر إسماعيل، وسام فارس، ميا سعيد ورشا بلال من خلال خبرتك في التمثيل؟

أنا ممثل أيضاً لا يمكنني أن أقيّم عمل ممثل آخر، ولكن بناءً على ما شاهدته، أثني على عمل كل المشاركين في المسلسل، من سامر إسماعيل إلى وسام فارس وميا سعيد ورشا بلال، فادي صبيح، عبدو شاهين، الأستاذ أيمن رضا، محمد شمص، فيروز وكارلوس وجاد ويارا صبري، طاقم عمل جيد جداً، ولكن لا يحق لي أن أقيّم.

مع غياب عنصر المفاجأة، نظراً لأن العمل تم عرضه بالنسخة التركية، ماذا يجب أن يفعل الممثل، حتى يعوض غياب هذا العنصر؟ وهل ننتظر تغيراً بالأحداث؟

هذا السؤال شكّل لنا حيرة، وتساءلنا كيف يمكن للجمهور أن يتفاعل، خصوصاً وأن العمل يعتمد بشكل أساسي على عنصر الإثارة التشويق، وكل حلقة تنتهي بمشهد صادم، فكان لدينا هذا الهاجس بشكل كبير، ولكن ما تبين لنا في الواقع، هو أن الجمهور تفاعل مع المسلسل. لا شك أن الأتراك يحبكون الحبكة بطريقة غير منطقية ومضحكة، ولا يتقبلها العقل أحياناً، إلا أن هذه الأعمال لديها نكهتها الخاصة التي يحبها الناس وينتظرونها.

كيف تعاملتم مع المخرج وهو لا يتقن اللغة العربية؟

في الفترة الأولى كان التعامل صعباً، وعندما كان لدينا تساؤل أو إقتراح معين، كان علينا أن ننتظر المترجم حتى نتمكن من التواصل مع المخرج، ما دفعنا إلى الحد من الأسئلة والإقتراحات، إلا أنه ومع مرور الوقت، أصبحنا نتمكن من فهم بعضنا البعض بطريقة أفضل، بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية المحدودة لديهم، وتطورت ثقتنا ببعضنا البعض، فأصبحت أي طريقة للتعبير مقبولة بيننا، خصوصاً وأن العلاقة بيننا وبينهم أصبحت جيدة جداً.

ماذا يختلف بين النص المكتوب المبتكر والنص المعرب والمترجم؟

النص المعرب لا علاقة له بالزمان والمكان والثقافة والبيئة، فهو قصص أساسية في كل دولة وتنطبق في كل البلدان، ولكن بالطبع يختلف العمل عن المسلسل السوري أو اللبناني أو المصري الأصلي، والذي يتمكن من محاكاة عناوين صغيرة جداً يفهمها شعب معين بثقافته الخاصة ببيئته، وهواجسه ومشاكله وأحلامه، عندها يكون المسلسل مختلفاً جداً. إذاً هناك عناوين واسعة في المسلسلات المعربة، وعناوين ضيقة في المسلسلات الأصلية.

هل دور رئيس الشرطة في تركيا يختلف عن دوره في لبنان والشرق الأوسط؟

أنا جسدت دور رئيس شرطة لبناني، حتى لو المسلسل تم تصويره في تركيا، فالدور هو دور شخص لبناني، وحاولت قدر الإمكان أن أكون دقيقاً وأميناً في ما يتعلق بالأمن اللبناني، وأن تحمل الشخصية هيبة للدور وللبلد، بقدر ما تتحمل القصة بالطبع، أما في النص، فحاولت مراعاة التعابير والمفردات المستعملة، حتى تظل هيبة الدولة موجودة.

يتبين لنا أن "العميد خليل" عاطفي بعض الشيء مع "أمير" الرقيب في الشرطة، كيف تفسر وجود العاطفة إلى جانب العمل الأمني؟

لو لم يكن "خليل" عاطفياً، لما كان بعد مرور 40 عاماً، لديه شغف في ملاحقة "ملحم" والقضاء عليه، "خليل" لديه مشاعر قوية تجاه عمله الذي يحبه، وهو حريص على المحيطين به.

من هي الممثلة التي تحب أن تجسد دوراً إلى جانبها؟

ليس لدي تفضيلات، خصوصاً وأني لا أميل إلى الأعمال الرومانسية، بغض النظر عن أن لا مشكلة لدي في التعاون مع أي ممثلة، جميعهن زميلات مقربات مني، وبالنهاية نحن محترفون وسنقدم عملنا.

بعد نجاحك بمسلسل "ع أمل" إلى جانب الممثلة ماغي بو غصن، ومن إنتاج شركة Eagle Films، هل سنشهد تعاوناً جديداً بينكم خلال الموسم الرمضاني القادم؟

الحمد لله كان عملاً موفقاً للغاية، Eagle Films يتواصلون معي بشكل دائم، لكن بالنسبة للعمل القادم ليس لدي أي فكرة عنه، آمل بعد مسلسل "العميل"، أن تأتيني فرصة جيدة.

طلال الجردي قامة لبنانية في التمثيل، هل ترى أن المهرجانات والتكريمات تقوم بواجبها تجاه مسيرتك التمثيلية؟

أنا لا أعمل بهدف التكريمات والجوائز، ولا أحب الأضواء أو السجادات الحمراء، لأنها ليست المكان الذي أشعر فيه بالراحة، لذلك لا تعني لي كثيراً التكريمات والمهرجانات.