خاض العديد من التجارب، وتنقل بين الفيديو كليبات وإخراج الإعلانات، وضع لمساته الخاصة على العديد من الأعمال التي لاقت نجاحاً في العالم العربي، وأثبت أن التألق يأتي من خلال المثابرة.
رافق إسمه إسم والده الراحل نقولا كرم، المدير الأسبق لأعمال الفنانة اللبنانية نجوى كرم، إلا أن لكل منهما فكره ورؤيته الخاصين.
المخرج كرم نقولا كرم، حل ضيفاً على موقع "الفن"، وكشف التحديات التي خاضها، وأسرار نجاحه، كما تحدث عن زواجه، وعن والده نقولا كرم، وعن الصفات التي أخذها منه.
ننشر لكم اليوم الجزء الأول من مقابلتنا مع المخرج كرم نقولا كرم.

نرحبك بك بداية عبر موقع "الفن".


أشكركم على إستضافتكم لي عبر موقع "الفن" الذي أحبه كثيراً، وأنا من أشد معجبيه ومتابعيه، ونتمنى معاً السلام لبلدنا الحبيب لبنان، عسى أن تمضي هذه المرحلة على خير، وأن يزول عنا هذا الكابوس.

أخرجت مؤخراً للفنانة نجوى كرم كليب أغنية "يلعن البعد"، هل حقق الكليب النجاح الذي حققه كليب أغنيتها "الليلة ليلتنا"، الذي أخرجته لها منذ سنوات؟

"الليلة ليلتنا" و"يلعن البعد" عملان حققا نجاحات كبيرة، وكل عمل حقق نجاحه بطريقة مختلفة عن العمل الثاني، ولكل عمل منهما أهدافه. نحن نجتمع بالفنان، وندرس مسيرته المهنية في الفترة الأخيرة، ونرى ما هو بحاجة إليه من خلال العمل، بالإضافة إلى أننا ندرس الأغنية، لذلك فإن الأغنيتين كانتا بزمنين مختلفين، ولأهداف مختلفة، لذلك لا يمكننا مقارنتهما ببعضهما البعض.
بالنسبة إلى "الليلة ليلتنا"، كنت أشعر أن الست نجوى بحاجة إلى أسلوب معين في الإخراج، وأفكار معينة تخدم الأغنية، وتخدم مسيرتها الفنية في ذلك الوقت، وإرتكزت على الأفكار المتعددة والنقلات السلسة بين فكرة وأخرى، وبين مشهد وآخر.
أما بالنسبة لأغنية "يلعن البعد"، التي جاءت بعد 6 سنوات من "الليلة ليلتنا"، فكانت لدينا أهداف أخرى علينا تحقيقها، وكانت الأغنية مختلفة، فلم أطرح أفكاراً كثيرة، بل أردت إظهار صورة نجوى وجمالها وحقيقتها، من دون تعقيدات، وإرتكز عملنا على رحلة بصرية تظهر ثقلاً بالصورة والأحاسيس والجمال، من دون الإنتقاص طبعاً من ما كنت أشعر أن الست نجوى بحاجة إليه فنياً، ويليق بهذه الأغنية المليئة بالأحاسيس، وقد ركزنا أكثر على شكل نجوى وأحساسيها، وشخصيتها وهي تتحرك أمام الكاميرا، وهذا الأمر كان جديداً ومختلفاً، وأصاب الهدف، والناس فرحوا بالكليب لأنهم شعروا أنه حقيقي، والصورة ثقيلة تشبه الأغنية وإحساسها.

لماذا كان هناك ست سنوات بين "يلعن البعد" و"الليلة ليلتنا" لناحية تعاملك مع نجوى كرم في الإخراج؟

مرت السنوات بسرعة، وهناك العديد من الأسباب، أهمها أني تغربت بعد أغنية "الليلة ليلتنا"، وعملت في الدول العربية، وكانت لي محطة جميلة جداً في قطر، كنت مخرجاً على صلة مباشرة مع وزارة السياحة، أنفذ إعلانات الفعاليات التي تعنى بها الدولة، وبعدها عدت إلى لبنان، وركزت على إخراج الإعلانات وإستمريت في العمل من هنا، في المقابل كانت الست نجوى تعمل مع مخرجين آخرين، فالفنان يلجأ إلى تغيير "الروح" والتنويع قليلاً، ولكن الأهم أن نجوى تعلم أنها في حال طلبت كرم، أكون حاضراً معها بكل حواسي.

​​​​​​​أخرجت أعمالاً عديدة قبل كليب "الليلة ليلتنا"، لماذا تعتبر هذا الكليب الأهم في مسيرتك؟

سيبقى هذا الكليب الأقرب إلى قلبي، لأن تلك الفترة كانت صعبة جداً بالنسبة لي، معنوياً ونفسياً، كنت أمر حينها بمرحلة بشعة جداً، الحادث الذي غيّر حياتي وسجل تاريخ ولادة جديداً لي، هذا التحول الذي كان يحدث في حياتي، ترافق معه مشروع "الليلة ليلتنا"، فكنت أريد أن أظهر مواهبي بهذا العمل وأثبت نفسي، وذلك من أجلي وأجل نجوى والجمهور، ومن أجل والدي الذي توفي قبل البدء بهذا المشروع بفترة قصيرة، فقد أردت أن أثبت أن كرم إبن نقولا كرم لا يشارك نجوى كرم سوى النجاحات.​​​​​​​

​​​​​​​​​​​​​​نعلم أن أباك نقولا كرم، كان مدير أعمال الفنانة نجوى كرم، كيف تقيم الأعمال الفنية لـ نجوى كرم خلال فترة عملها مع نقولا كرم وبعدها؟

هذا السؤال لا ينتظر إجابتي ولا شهادتي، كل الناس يعرفون وكذلك نجوى أن العصر الذهبي لها كان بفترة تعاملها مع نقولا، كان الزمن حينها مختلفاً، وكانت هذه المهنة كلها مختلفة، وكان دور مدير الأعمال أكبر، وكان يجب أن يمتلك فكراً ورؤية وشخصية جميلة وكاريزما وأسلوباً جميلاً، كي يجعل الناس والمتعهدين والصحفيين يحبون الفنان الذي هو مسؤول عنه. كانت لمدير الأعمال كلمته ورأيه، وكان ينهي العديد من الأمور من دون أن يعلم الفنان، بينما اليوم فقد أصبحنا في عصر الأزرار والتكبيس والسرعة، وأصبح مدراء أعمال الفنانين يحاولون تقليد من سبقوهم، فتبدو الأمور مزيفة. عدا عن ذلك، إذا كان لديك سؤال لشخص ما عن عمله، يأتيك الجواب بأن تتحدث مع مدير أعماله، أصبحت "شغلة يللي ما إلو شغلة"، تشوهت المهنة، فلم نعد نعلم ما هي الأعمال التي تتم إدراتها، ومن هم هؤلاء الفنانون.
مدير الأعمال الذي كان بعصر نقولا كرم والذي ما زال يعمل حتى اليوم، إذا لم يكن لديه فريق عمل يواكب عصر التطور التكنولوجي لن يتمكن من النجاح، والأشخاص الصامدون هم الأذكياء، الذين أدركوا أن الزمن تغير، وأسسوا شركات، ولديهم العديد من الأشخاص الذين يعملون معهم، فلذلك أصبح لدى الفنان فريق عمل متخصص بكل الأمور.

ما الذي تعلمته من والدك؟

تعلمت منه الكثير، أكثر من ما يعطيه الوالد لإبنه، فهو كان يلعب دوراً أكبر بكثير من دور الأب في حياتي، أنا أحبه كثيراً، وأحبه بكل تفاصيله، تعلمت منه كيف أحب أولادي وعائلتي، وبيتي الصغير وكيف أحافظ عليه وأخرج منه الأفضل، فلولاه لم أكن أمتلك شخصيتي هذه، والقوة التي يعتبر البعض أني أمتلكها، وهذا النجاح وهذه العزيمة، هناك العديد من النعم التي أشكر ربي عليها، وعلى رأسها أنني إبن نقولا كرم.