تعرّض الفنانون اللبنانيون الذين أحيوا الحفلات تزامنا مع الحـ رب في لبنان الى العديد من الإنتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، كما ان الفنانة نجوى كرم التي يُعرض لها حالياً برنامج المواهب المميز "أرابز غوت تالنت" تعرضت ايضاً لبعض الإنتقادات مع العلم ان هذه الحلقات كانت قد صوّرتها منذ فترة أي ليست مباشرة.
للوقوف عند هذا الأمر أجرينا هذا التقرير الذي ضم رأي الإعلاميين نسرين ظواهرة وفراس حليمة.


الإعلامية نسرين ظواهرة قالت لموقع "الفن": "بصراحة أُعارض كل هذه الإنتقادات، برأيي إذا الفنانين أو نحن الناس العاديين ألغينا أعمالنا، بماذا نفيد البلد حينها؟ بالنهاية هذا عملهم، بالعكس اذا عملنا فهذا نوع من المقاومة، الفنانين لديهم عقود عمل ملزمين أن يُطبّقوها.
ثانياً، هناك الكثير من الفنانين يتركون قسماً من ريع حفلاتهم للنازحين والأناس المُحتاجين، فلا يجب ان نضع يدنا على خدنا ونجلس ننتظر، بالعكس هذا نوع من المقاومة بأن نُكمل ونستمر، كل هذا الهجوم على الفنانين لأن لدينا سلبية معينة بشعة كثيراً، هناك أناس وهم يقومون بفعل الخير ينتقدون غيرهم، الشخص الذي يريد عمل الخير يفعله "عالسكت ومش إنو شوفوني" ويُنظّر طوال الوقت على الناس التي لا تعمل، بالنهاية وجهات نظر مختلفة عن هذا الموضوع، وكل شخص لديه طريقته بالحزن، هناك من يُلغي كل شيء عند هذه الحالة، وهناك من يعمل عند الحزن، اتركوا كل شخص يحزن بالطريقة التي يرتاح لها".


وتابعت ظواهرة: "أما بالنسبة للفنانة نجوى كرم، فوضعها دقيق كثيراً، لأن برنامج المواهب "أرابز غوت تالنت" كان قد صُوّر قبل فترة، وهناك عقد مع الـ "أم بي سي"، كما أن نجوى كرم ليست وحدها في اللجنة كي يُراعوا شعورها، هناك أناس آخرين معها ومواهب أيضاً وحسابات معينة لمحطات عربية تعيش هي بسلام، فلا يُمكننا ان نلوم نجوى كرم أبداً أبداً أبداً، أنا معها ومع كل فنان يُكمل عمله، لأن ذلك هو نوع من المقاومة."

الإعلامي فراس حليمة عبّر عن رأيه لموقعنا بالقول: "تاريخياً، في مصر وفي عز الحـ رب وعز الثورات والمصائب كان المطربان المصريان أم كلثوم وعبد الحليم حافظ يغنيان ويحييان الحفلات، وحتى في حـ رب لبنان هناك فنانين هاجروا، منهم ذهبوا الى مصر وسوريا ومنهم سافروا، منهم أحيوا حفلات في باريس، الفنانان صباح وملحم بركات كانا يغنيان وكثر غيرهما، أولاً هذه مهنة وليست هواية، لا شك ان الفنان يجب عليه أن يلعب دورا، يعني الفنانة صباح عندما كانت تغني في هذه الظروف كانت تخصص ريع الحفلات لدعم الجيش، الفنان ملحم بركات كان يغني ويقدم أغاني وطنية، الفنانان عبد الحليم وأم كلثوم كانا يقدمان ايضا ريع الحفلات وأغاني وطنية، لا شك أنه على الفنان أن لا يكون غائباً عن الذي يحصل في بلده، لكن هل دوره هو أن يوقف عمله ويُلغي حياته؟ خصوصا في بلد مثل لبنان فكل 15 عاماً لدينا "ضربة"، كل فترة لدينا مشكلة، إذا نريد القول من بداية حـ رب غـ زة الى اليوم يجب على الفنانين ان يعتكفوا عن الغناء، اذاً فكيف سيعيشون هم وعائلاتهم وفرقهم الموسيقية وكل من حولهم؟ بالإضافة الى كل المستفيدين من هذه المهنة مثل الصحافة، مثل المطاعم التي تقام فيها الحفلات، مثل كل هذه الأمور، هي عجلة مربوطة ببعضها، من ناحية ثانية كما قلت لك من الضروري أن يكون للفنان موقف، ومن الضروري أن يرفع صوته وأن يعمل شيء، ما يعني أن لا يكمل عمله و"يعمل حالو مش شايف"، لا، تابع عملك لكن خصص في كل حفلة شيئاً للذي يحدث، لو كلمة أو أغنية أو دع الناس يشعرون بالوضع الحالي ليتضامنوا مع بعضهم ويكونوا الى جانب النازحين، لأن إلغاء كل المشاريع الفنية والجلوس في المنزل هو أسهل أمر، ليس المطلوب أن يجلس الفنان وينظر، بل ان يكمل عمله ويبقى محاولاً إعطاء صورة جميلة عن بلده بالرغم من كل الظروف التي يمر بها، لكن في الوقت نفسه أن يكون لديه موقف."
وأضاف حليمة: "أما بالنسبة للفنانة نجوى كرم على وجه التحديد، فهذه الحلقات مُصورة وهذا عقد مع مؤسسة كبيرة يُمكن أن يتخطى المليون دولار، هل هذا يعني أن على نجوى كرم أن تكون بلا إلتزام وتُلغي برنامج وعقدها بالكامل وتقول لهم لا تعرضوه إلا على وقت عندما يقررون في لبنان أن يشنون حرباً أم لا؟ خصوصاً أننا في بلد كما قلت لك كل عدة سنوات هناك نكبة وقصة، يعني ما الذي هو مطلوب منها؟ أن لا تأخذ البرنامج؟ مطلوب منها أن تغيب؟ هذا أمر لم أفهمه، أولا الحرب بدأت وكبرت وكانت كرم قد صورت حلقاتها، يعني ليست مباشرة، ثانيا ربما تأتي العروض المباشرة وتكون كرم موجودة بالتأكيد أنا مع أن تُكرّس هذا المنبر في البث المباشر لتوجيه رسائل عن الذي يحدث في لبنان وأن ترفع الصوت أكيد، لا أن تغيب ولا تفعل شيئاً."
وختم: "الفنان ليس مهندساً قبل الظهر وفناناً بعد الظهر، ولا نجاراً قبل الظهر وفناناً بعده كي يطلبون منه بهذه السهولة أن يوقف عمله، هل هؤلاء الناس الذين يطالبون بذلك يستطيعون أن يوقفوا عملهم؟ فمن يُطعمهم ويُشربهم ويصرف عليهم؟ فعلاً تفكير غريب جداً."