رافقت أغنياته العديد من الأجيال، حتى أن معظمها ما زالت تتردد اليوم على مسامعهم في العديد من المناسبات، تفرده وتميزه جعلانه حالة إستثنائية داخل الوسط الفني، فلقد عاصر معظم الفنانين وعمل معهم ولاقت أعماله نجاحاً.
من عازف على آلة الغيتار الكهربائي، إلى عازف على آلة العود، ليخوض بعدها مسيرة طويلة في عالم التلحين، إنه الملحن سليم سلامة الذي رد على العديد من التساؤلات وناقش في العديد من الأمور الفنية والأزمات التي واجهته وصولاً إلى يومنا هذا.
أغنية "التنورة" التي لحنتها للفنان فارس كرم، رافقت أجيالاً ما زالوا يتغنون بها إلى يومنا هذا، أخبرنا عن السبب وراء نجاح هذه الأغنية؟
صراحةً، فارس كرم نجاحه بـ "الكاركتير" الذي يقدمه شخص يمتلك صوتاً جميلاً، ويمتلك خامة رائعة، إلا أنه يغلب عليه طابعه الخاص، ويجب أن تعطيه أغنية تشبهه، وتشبه شخصيته وهضامته، وتشبه قدراته، وهذه الأغنية توفرت فيها كل هذه العناصر، إنحبكت بطريقة "غريبة عجيبة"، واللحن أيضاً، وأنا أذكر أني إنتهيت من الـ REFRAIN بدقيقتين، والـ COUPLET استغرقت مدة ثلاثة أشهر، حتى إقتنع فارس به، لذلك سنقول إن الأغنية إنحبكت لحناً وكلاماً وتوزيعاً، وما أكمل كل هذه العناصر وضمن لها البقاء، هو كاركتير وصوت فارس كرم.
نشرت منذ أيام قليلة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عن تعاون جديد سيجمعك مع الفنان فارس كرم، أخبرنا عن هذه الأغنية؟
أغنية جديدة لن أستطيع الإفصاح عن إسمها، ولكن هذه الأغنية من كلمات شاعر جديد وهو إكتشاف، وسأقول كلمة صغيرة، وأنا المسؤول، تذكروا هذا الإسم "شربل حبشي"، وهو شاعر لبناني من بلدة دير الأحمر، وسيأتي يوم ونستذكر هذا الإسم سوياً، والفكرة أكثر من رائعة، وتوزيع عمر صباغ، وهو رفيق الدرب، وعملنا سابقاً سوياً، والآن عدنا أيضاً بأعمال جديدة، والمقبل أقوى.
أما بالنسبة للأغنية فأنا أتوقع أن تحبها الناس، وأتمنى أن تترك بصمة قوية بمسيرة فارس وبمسيرتي أيضاً.
عملت مع العديد من الفنانين، وباتوا اليوم يمتلكون شهرة واسعة على نطاق لبنان والعالم العربي، أريد صفة لكل فنان منهم؟
الفنان اللبناني ملحم زين :"ملحم يمثّل الأغنية اللبنانية، صوته لبناني 100% بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهو إمتداد لأصوات نحن نحبها، ولكن هناك موضوع خاص بالمسيرة الخاصة بها، ظهر منذ فترة، مثله مثل العديد من الفنانين ، لا أدري إن كان سوء إختيار، أو سوء التسويق، لأن ملحم فعلاً لا ينقصه شيء، يمتلك الصوت الجميل، "والقفشة" التي كان لا يمتلكها سابقاً، لا أشعر أنها موجودة، هناك قطبة مخفية، سوء التسويق على ما أعتقد، وملحم من الأشخاص المتألقين، وقادر على تحقيق هذا الأمر "بثانية" لأنه يمتلك شخصية جميلة تختلف عن الكثير من الناس والأدب والتهذيب، إضافة إلى الصوت كما ذكرنا سابقاً".
الفنانة اللبنانية إليسا :"تمتلك صوتاً جميلاً وإحساساً رائعاً، ولكن في الفترة الأخيرة، أنا لا أشعر أنني مقتنع، وصدقاً لا أعرف السبب، أعود وأكرر هناك قطبة مخفية عند الجميع من ضمنهم أنا، وأعترف أن هناك العديد من الأشياء التي طرحتها، ولم تترك تلك البصمة التي أريدها، إذا لم تنجح أغنية واحدة من بين العديد من الأغاني فهذا لا يعني أبداً، أن الأمر متعلق بالفنان فقط، علينا النظر إلى ذوق الناس الذي إختلف كثيراً، وهناك أمر خطير اليوم هو موضوع مواقع التواصل الإجتماعي، إذ تشاهد الأغنية مراراً وتكراراً، فتصل إلى مرحلة، لا شعورياً، تبدأ فيها بالإحساس "بالملل"، أنا شخصياً عجزت عن معرفة السبب".
الفنانة اللبنانية نجوى كرم: "إسم كبير وترفع لها القبعة".
الفنانة اللبنانية نوال الزغبي: "إسم ترفع له القبعة".
الفنان اللبناني محمد إسكندر :"خطر إسمه ببالي منذ لحظات، حقق أمراً ممكن أن نعتبره معجزة فنية، وهو أن يعود بهذا العمر وبعد غياب أكثر من 15 سنة، ولم تكن الناس تتداول إسمه، لأنه صنع هوية لا يشبه أحداً فيها، هناك بعض الأشخاص الذين إنتقدوا المواضيع التي يتناولها في أغنياته، إلا أنها بالنسبة له، كانت صائبة جداً".
إنتقالاً إلى العمل التلحيني، إلى أي مدى ممكن للملحن أن يتحكم في العمل الفني وأداء الفنان؟
اليوم بدأنا نسمع ألحاناً وأغنيات، وبصراحة كل الألحان، خاصة من الجيل الصاعد، هناك تشابه كبير فيها، ليس فقط بين بعضها البعض، بل أيضاً في المقطوعة نفسها، معظمها يتكرر، وبتُّ اليوم غير قادر على معرفة من هو الملحن، فمثلاً، اليوم عندما أسمع لحن الشاعر والفنان اللبناني مروان خوري أعرفه بسرعة، أو لحناً للملحن هشام بولس أيضاً، وحتى لا أنسى أحد، عندما أسمع ألحاناً لملحنين من جيلي الأقدم أو الأحدث بقليل، أعرفه مباشرة، هناك هوية تعرف عن كا واحد منهم، أما بالنسبة لليوم فلا يوجد ملحن جاء ببصمة تشبهه.
ما هي المعايير التي يضعها سلامة قبل البدء في أي عمل فني؟
لا توجد معايير صدقني، القضية هي أن هناك فكرة تخطر في بالك، القوة هي أن تتمكن من حبكها بالطريقة المناسبة، وتختار الصوت الذي يناسب هذه الأغنية، وهنا تصبح نسبة النجاح، سأقولها و"للأسف" بتنا اليوم مضطرين أن نعطي أغانٍ لغير أصحابها (أي الأصوات المناسبة لهذه الأغنية)، لأن ظروف الحياة أجبرتنا على ذلك "المهم نبيع"، وليس لدينا مصدر آخر.
من هو الفنان الذي قد يرفض سلامة التلحين له؟
لا يوجد أحد أبداً، ولكن هناك أشخاص أنا لا أشبههم، ما أقدمه بعيد عن النمط الذي يقدمونه، فلم نحاول ولو لمرة واحدة أن نلتقي ونقدم أغانٍ سوياً.
ما هي الطريقة التي يتغلب فيها الملحن على نفسه، حتى لا يقع في التكرار؟
التكرار سيحصل سيحصل، لا مجال للمناقشة في هذا الأمر، وألحاننا هي إمتداد لأشخاص سبقونا، لدينا في فكرنا وفي الخلفية الموسيقية، هناك مخزون، وهناك فقط "سبع نوتات"، ولا يمكنك الإختراع ولكن نحاول بقدر الإمكان أن نقدم شيئاً مختلفاً من خلال بصمتنا الخاصة على العمل، وهنا يكمن الإختلاف، فكل شخص يحبكه بطريقة، أو يقدمه بطريقة وهنا يظهر الفرق. ولكن يجب أن نشير إلى أن هناك العديد من الألحان المتشابهة، ونرى أن هناك لحناً عمره سنتين ترى أن لحناً آخر ظهر حالياً يشبهه كثيراً، الموضوع ليس معيباً.
صرحت سابقاً، أننا "نرقص الدبكة على جراحنا"، من بعد أغنية "الزمن السيء"، أين نحن اليوم من هذا الأمر؟
كانت الفكرة من هذه الأغنية ، أننا إكتفينا، هناك ناس تعيش من "قلة الموت"، والمفاجئ بالموضوع أن الشخص نفسه تراه يهتف لـ "فلان"، ما هذا التناقض، أنا شخصياً غير قادر على إستيعابه، نخرج ونقول إن السياسيين في هذا البلد "جوعونا" وفي الوقت نفسه عندما تتحدث عنه، يقول لك "زعيمي أفضل من زعيمك، وبالنسبة لي زعيمي هو "رب العالمين" ولا أعترف بأي شخص آخر، وكل الناس تعرف رأيي بهذا الأمر.
نرى اليوم أن هناك العديد من الفنانين الذين يقومون بتلحين الأغاني الخاصة بهم، إلى أي مدى يتمكن هذا الفنان من النجاح إذا ما أردنا تناول الموضوع من زاوية فنية بحتة؟
يمكننا القول إن هذا الموضوع ليس "معيباً"، وإذا تمكن الفنان من تقديم أغنيات تنجح و"تعيش" لنفسه فأنا أحترم هذا الأمر، وهناك بعض الفنانين حاولوا من خلال هذا الموضوع "التوفير المادي"، باب من أبواب التوفير، إضافة إلى قناعة بعضهم بقدرتهم على القيام بالتلحين أفضل من أي ملحن آخر، وهناك من أصابوا الهدف مرة أو إثنين، وهناك من تابعوا "برافو"، فمن بين 10 ألحان أن ينجح له 3 ، أعتبر أن هذا الموضوع إنجاز.
ما هي الأعمال المقبلة التي تحضر لها؟
هناك أغنية للفنان فارس كرم ستطرح قريباً، كما قدمت مؤخراً أغنية للفنان اللبناني هشام الحاج هي "طلت".
وقدمت أغنية مؤخراً للفنان طارق حداد بعنوان "شراب"، وبكل صراحة أحببت الأغنية لأنها جريئة جداً، والأغنية مهضومة، وفيها "مزحة" وفكرتها ليست مؤذية، ولكن فيها جرأة، قلائل الذين يقدمون هذا النوع من الأغاني، طارق هو أخ بالنسبة لي، وعملنا سوياً سابقاً، ويقدم على إستشارتي في كافة المواضيع "متبنيه فنياً".
كما هناك أغنية كلاسيكية قريباً مع الفنانة نانسي عجرم، وهناك أغنية مصرية مع الفنان عاصي الحلاني، وأغنية مع الفنان وليد توفيق، وأحضر للفنان ناصيف زيتون أغنية جديدة، والذي أوجه له تهنئة، "ويا رب يكون زواج الدهر".