جوليان كليرك واحد من فناني الرعيل الأول في فرنسا. شق طريقه الفني بثبات منذ صباه، أصدر الكثير من الألبومات التي عرفت نجاحاً مميزاً، كما كانت له حياة عاطفية وعائلية متقلبة أنجب فيها أربعة أولاد من شريكات وزوجات مختلفات.
الولادة
ينتمي الفنان الفرنسي جوليان كليرك إلى جيل نجوم الستينيات وما زالوا على رأس القائمة بعد مرور 50 عاماً، مثل جوني هاليداي وجاك دوترونك. هؤلاء الفنانون تمكنوا من قطع جميع المراحل وإرضاء معجبيهم الأوائل بقدر ما يرضون جيل الشباب اليوم.
ولد بول آلان لوكلير، المعروف باسم جوليان كليرك في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 1947 في باريس. عاش طفولة مريحة، ولكنه كان يشعر بالوحدة، بين إخوته وأخواته الخمسة. تطلق والداه عندما كان لا يزال صغيراً جداً. وحصل والده، الذي كان أحد كبار المسؤولين في اليونسكو، على حضانته، فكان يمضي أيام الأسبوع معه. وكانت والدته، من أصل غوادالوبي، تستقبله في نهاية كل أسبوع. في منزلها، اكتشف الطفل جوليان الأسماء الكبيرة في الأغنية الفرنسية، من براسينز إلى بياف. في سن السادسة، بدأ العزف على البيانو. ولم ينخرط في الموسيقى إلا في سن الثالثة عشرة تقريباً، حين تعلّم العزف بمفرده "على السمع" أي إعادة إنتاج كل ما يسمعه على الراديو. وسرعان ما جرب الشاب الكتابة، وقام بتأليف مقطوعاته الأولى وهو في العشرين من عمره.
مرحلة الشباب
في الستينيات قضى شبابه بين مدرسة لاكانال الثانوية والدراجات النارية والأصدقاء، وهي الأنشطة التي أضاف إليها والداه الموسيقى والكشافة. وفي هذا الوقت أيضاً قام جوليان كليرك، الذي كان لا يزال يُدعى بول آلان، بتأليف أغانيه الأولى.
وبعد حصوله على البكالوريا، فشل في دخول كلية العلوم السياسية. وبتشجيع من والده، التحق بكلية الحقوق في جامعة السوربون، لكنه كان يمضي معظم أوقاته في المقاهي الموجودة في الساحة أمام الجامعة. هناك التقى في عام 1966 بالشاعر إتيان رودا جيل، الذي سيرافقه سنين طويلة ككاتب لأغانيه، وبدأ الإثنان علاقة إبداعية للغاية استمرت لسنوات. وكانت أغنية "La cavalerie" التي سجلها جوليان كليرك في شباط/ فبراير 1968 باكورة هذا التعاون الفني فكان أول إصدار مسجل له.
التوجه الموسيقي
كانت مرحلة الستينيات مرحلة تغيير على الصعيد الموسيقي، فتماشى جوليان كليرك مع تغييراتها أكان على صعيد نصوص الأغاني أو على صعيد الموسيقى. تم الترحيب بهذه الأغاني باعتبارها إحياء لما يسمى بالأغنية الفرنسية التقليدية. وكان أسلوبها فريداً من نوعه في ذلك الوقت، خصوصا في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك، فإن صوت جوليان كليرك سمح للمغني بالتميز منذ البداية.
الحياة المهنية
بدأت حياته المهنية عندما وقع عقدًا مع باثي ماركوني، الذي أعطاه اسم جوليان كليرك. أصدر المغني أول اسطوانة له بعنوان La cavalerie في شباط/ فبراير 1968، فحققت نجاحاً كبيراً، وكذلك أسطوانته الثانية التي أصدرها في تموز/ يوليو عام 1968. تلاه ألبوم وبسبب إعجابه بأسطوانته الأولى، عرض عليه الفنان جيلبير بيكو أن يقدم عرضاً على مسرح الأولمبيا في ربيع 1969 وذلك لكسب الخبرة. فكان الحفل استثنائياً، رغم أنه لم يكن قد مضى على كليرك احتراف الغناء سنة واحدة. خلال هذا الحفل لفت كليرك منتجو المسرحية الموسيقية "Hair" الذين عرضوا عليه دور البطولة في العرض الذي كان سيقام قريباً في باريس. فقبل الأمر بعد مشاهدة العرض في لندن. ومن أيار/ مايو 1969 إلى شباط/ فبراير 1970، لعب الدور الرئيسي في مسرحية "Hair"، مما عزز مسيرته المهنية وأدى إلى تسجيل العديد من الألبومات.
وكان كليرك قد أصدر في بداية عام 1969، أسطوانته الثالثة. في الوقت نفسه، تم إصدار ألبومه الأول، وتوج على الفور بجائزة Académie Charles-Cros Record Award.
بعد ذلك تتالت إصدارات الاسطوانات بدءاً من 1970، وكذلك تقديم العروض على مسرح الأولمبيا.
نجاحات كبيرة
في السبعينيات، حقق جوليان كليرك نجاحات كبيرة فأصدر في عام 1970 ألبوم Whole Days to Love You، و"جوليان كليرك" في عام 1971، و"Liberty" عام 1972. في عام 1974، حصل على خمسة اسطوانات ذهبية للعدد الاستثنائي للألبومات المباعة. وفي عام 1978 وقّع المغني ألبوم Ma Preference.
في الثمانينيات، انفصل عن شاعره الغنائي إتيان رودا جيل وأصدر ألبومات جديدة بعنوان Sans Intermission (1980)، ثم Femmes, Indiscrétion, Blasphème (1982)، بأغنيته الأسطورية Femmes, je love you. أما أغنيتا La fille au bas Nylon وMélissa فلاقتا نجاحاً كبيراً في فرنسا وخارجها. ثم وقّع Coeur de rockeur في عام 1985. وفي عام 1990، حقق نجاحاً آخر مع أغنية Make Me a Place. إلا أن جوليان كليرك عُرف بأغنيات سجلت انتشاراً واسعاً مثل "Le cœur volcan"،"Ce n'est rien" و"Niagara".
وحتى عام 2022 كان جوليان كليرك قد أصدر 27 ألبوماً غنائياً.
الحياة العاطفية
كان لجوليان كليرك العديد من قصص الحب. في عام 1969 التقى بفرانس غال التي تركته بعد 4 سنوات. في عام 1976، التقى بالممثلة ميو ميو في موقع تصوير فيلم D’amour et d’eau fraîche ووقع تحت تأثير سحرها. وبعد ست سنوات من العلاقة بينهما، انفصل الشريكان بعد أن أنجبا ابنتهما جاين عام 1978.
كان جوليان كليرك، البالغ من العمر 35 عاماً، شغوفاً دائماً بالخيول، والتقى في ذلك الوقت بالفارسة الشابة البارعة بطلة ركوب الخيل فيرجيني كوبيري، ابنة منتج نبيذ ثري في بوردو، استغرق الأمر عاماً قبل أن يتقبل والدها علاقتها مع المغني، وتم الاحتفال بخطوبة تقليدية للغاية في ممتلكات العائلة.
بعدها التقى فيرجيني كوبيري، التي تزوجها عام 1985. وأنجبا معاً طفلين: فانيل المولودة عام 1988، وبارنابي عام 1997. وبعد 19 عاماً من الزواج ومن علاقة حب مميزة، انفصل الزوجان. في عام 2004، انتقل جوليان كليرك للعيش مع شريكته الجديدة، المؤلفة هيلين جريميلون التي جعلته يبتسم مرة أخرى. وهي مؤلفة كتب، حصلت على العديد من الجوائز. كانت تصغره بثلاثين عاماً. تزوجا عام 2012 في باريس وكانا قد أنجبا ليونارد عام 2009، فأصبح جوليان كليرك أباً للمرة الرابعة.
الممثل
في 10 آب/ أغسطس 1972، اكتشف الفرنسيون جوليان كليرك في فيلم تلفزيوني، يلعب فيه دور مؤلف موسيقي. كذلك خلال السبعينيات، جرب الكوميديا مرات عدة، ولكن من دون أن يصنع منها مهنة حقيقية.
الحفلات في الخارج
بالرغم من أن كليرك صار معتاداً على الأداء على مسرح الاولمبيا الباريسي في نهاية كل عام، لم تقتصر حفلاته على باريس فحسب بل قام في نهاية عام 1974 بجولة في كندا. ثم قدم في آذار/ مارس 1975 سلسلة من ثماني حفلات موسيقية في اليابان.
ولأنه كان منبهراً بالثقافة الأفريقية، قدم عروضاً في خمس حفلات موسيقية في الجابون والسنغال وساحل العاج والكاميرون في آذار/ مارس 1985. ثم ولمدة شهرين، بدأ سلسلة من ثلاثة وعشرين حفلاً موسيقياً في كندا، تلتها ثلاث حفلات موسيقية في البرازيل. كذلك قدم في عام 1999 سلسلة حفلات في أميركا الشمالية في جولة استثنائية لاقت نجاحاً غير متوقع. ثم قام بجولة أخرى عام 2002 في لوس أنجلوس وسان فرنسيسكو ونيويورك ومونتريال وامستردام ولندن.