ليست المرة الأولى بالطبع التي يتحدث فيها أحد عن موهبة الممثل السوري فادي صبيح، قدراته التمثيلية المميزة وأدائه الرائع هو موضوع بات قديماً، ويعود لسنوات عديدة وطويلة من الشخصيات المميزة التي تحفر ببال الجمهور ويذكرها دائماً.


من "أبو مقداد" في مسلسل "الولادة من الخاصرة"، لـ "سليم" في مسلسل ضيعة ضايعة، و"نادر" في مسلسل "وشاء الهوى"، أدوار عديدة أبدع صبيح في تقديمها بين الكوميديا والبوليسي والدراما، ليكون كما قلنا الحديث عن موهبته أمرٌ مفروغ منه، إلا أن ما يقدمه للجمهور بدور "وسوف" في مسلسل "العميل"، ودور "عارف الدباغ" في مسلسل "ولاد بديعة"، لا يسعنا التغاضي عن مهارته التمثيلية ، وإبداعه وإتقانه للأدوار.

يشارك فادي صبيح في مسلسل "العميل" من خلال شخصية "وسوف"، إبن الحارة الفقير الذي إختار طريق الشر إلى جانب "ملحم شديد"، الذي يقدم دوره الممثل السوري أيمن زيدان، ويجمع أمواله بطرق غير شرعية.
مع تطور الأحداث، نجد أن ليس في "وسوف" أي خير حتى لـ ملحم، أو حتى لرجاله الذين يساعدونه في أعماله، وسوف رجل أناني يفكر بمصلحته فقط، وبطرق خبيثة لزيادة ثروته وللوصول إلى السلطة.
قدم صبيح الشخصية بالشكل المثالي، إستخدم كل أدواته ليظهر كل ما تحمله من خبث وإحتيال، من نظراته وخططته وتصرفاته، تمكن من منع المشاهد من الوثوق به من اللحظة الأولى، وأثبت شيئاً فشيئاً أن الشخصية التي أراد أن يجعل الجمهور يصدقها هي حقيقية 100%.
إضافة إلى الكيمياء الكبيرة التي ظهرت واضحة بينه وبين شخصية "ملحم"، فـ "وسوف" دائماً ما أظهر الرضا على تصرفات ملحم معه، ليس كدلالة على محبته، بل فقط من أجل العمل على كسره والإنتقام منه، من أجل تحقيق مصلحته.
من جهة أخرى، يضم مسلسل "العميل" نخبة من ممثلي الصف الأول، فبطولة رباعية مؤلفة من أيمن زيدان، والممثل اللبناني طلال الجردي، والممثل السوري سامر إسماعيل والممثل اللبناني وسام فارس، جاء فادي صبيح بشخصية "وسوف" ليثبت أنه شخصية سنذكرها في العمل بشكل أكيد بقدراتها على التلاعب و"الهريبة" إضافة إلى خفة ظل شخصية صبيح حتى بكلمته الشهيرة "elegant" التي يلفظها "إيليجنت" أي يمزج بين الإنكليزية والعربية، التي تداولها الجمهور او المشاهد الذي يتابع المسلسل.
هنيئاً لمسلسل "العميل" بـ صبيح ممثلاً مبدعاً متألقاً في كافة الأعماله الفنية.
بإنتظار مشاهدة مصير هذه الشخصية، وما إذا كانت ستتمكن من النفاذ أو سيكون مصيرها مغادرة العمل، كان علينا أن نتحدث عنها وإعطائها الأهمية التي تستحقها بكل ما للكلمة من معنى، ولـ فادي صبيح ترفع القبعة كالعادة!