رشا بلال ممثلة سورية مجتهدة بالفعل، أثبتت أنها تستحق الإنتشار والشهرة الكبيرة التي حققتها مؤخراً.
وكان لموقع الفن حوار خاص مع رشا بلال، تحدثت خلاله عن مشاركتها في مسلسل "العميل" النسخة المعربة من مسلسل "في الداخل"، وعن الأجر الذي حصلت عليه عن دورها في هذا العمل، وعن مشاركتها الممثلين السوريين أيمن زيدان وسامر إسماعيل في المسلسل، وعن التغيير الكبير الذي ستشهده شخصية "خولة" التي تجسدها في "العميل".
ما هو الصراع الأساسي الذي تعيشه "خولة"؟ وهل تعتقدين أن على الجمهور أن يتعاطف معها؟ وهل سنشهد تغييراً كبيراً في مسار الشخصية؟
الصراع الأساسي الذي تعيشه شخصية "خولة" هو صراع الحق، صراع على أكثر من جبهة، وهذا أمر سنراه أكثر مع التقدم في الأحداث التي تعيشها الشخصية، "خولة" تغيرت كثيراً كما رأينا، وستتغير أكثر مع الأحداث.
أنا إختصرت الصراع الذي تعيشه "خولة" بالصراع على الحق، وهي أيضاً عاشت أزمة عاطفية كبيرة في حياتها، وهي أزمة الفقدان، ولديها خوف كبير من أن تعيش هذه الحالة مرة أخرى، هي عاشت الحرمان من الأب والأم والعائلة والأمان والبيت، وهي يومياً خائفة من أن تفقد أحداً من أحبائها، الذين كانا محصورين بـ"ملحم" و"وسام"، بالإضافة إلى "أمير" الذي وجدت فيه الحب والأمان، هي تبحث ضمن هذه الشخصيات الثلاث عن ملجأ، ولكنها للأسف تعيش صراعاً آخر، إذ إنه داخل هذه العائلة، سترى فيهم الخذلان، بالرغم من كل الحب الذي ستعطيهم إياه، حتى يبقوا، ويظلوا راضين.
تبدأ لاحقاً بإكتشاف حقائق ماضيها، وحقيقة مقتل والدتها، وأن "ملحم" هو والدها الحقيقي، ويعرف شقيقها بالأمر، هي شخصية تستحق التعاطف بشكل كبير، مع أنها ساهمت في أن تكون بمحور الشر، لكنها لم تختر هذا الأمر، ولا تستحق هذا العقاب، كما أننا سنشهد بالطبع تغيراً كبيراً في مسارها، تزامناً مع تغير كبير بالأحداث المحورية التي ستثبت هذا الأمر، فكل شخص قبل الصدمة التي يعيشها يكون مختلفاً عن ما بعدها، فهي كانت تعتقد أن حياتها ثابتة وكما تريد.
"العميل" هو النسخة المعربة من مسلسل "في الداخل"، وتم تسريب معلومات عن أنه سيتبيّن أن "خولة" هي إبنة "ملحم" وستتعرض لحادث أليم، هل معرفة مصير الشخصية سيؤثر سلباً على المشاهد؟
تماماً هو نسخة معربة عن مسلسل "في الداخل"، إذاً عنصر المفاجأة غير موجود بشكل كبير، لا يمكنني أن أكشف عن التغير الموجود بين النسختين، ولكن القصة واحدة والسيناريو واحد وهو نسخة طبق الأصل، أما مجريات الأحداث والمونتاج فلا يمكنني أن أتحدث عنها، والأحداث شبه مكشوفة منذ البداية.
لا أعتقد أن الأمر يؤثر سلباً، فهذه الأعمال لها قاعدة جماهيرية واسعة، حتى الأجانب يشاهدون هذه الأعمال، هذه مسلسلات لها إنتشار كبير جداً، قسم كبير من المشاهدين الذين شاهدوا "في الداخل" يشاهدون الآن "العميل" بحماس كبير، لأن العمل منفذ بتقنيات عالية وحرفية عالية من شأنها أن تشد الشاهد وتأسره، كما أن الحملة التسويقية التي رافقت "العميل" كانت محترفة للغاية.
مع غياب عنصر المفاجأة، نظراً لأن العمل تم عرضه بالنسخة التركية، ماذا يجب أن يفعل الممثل، حتى يعوض غياب هذا العنصر؟
لا أعتقد أن الممثل قادر على القيام بشيء يعوض هذا الغياب، عليه أن يكون حقيقياً للغاية، ويتبنى الشخصية التي يجب أن يجسدها بكل أمانة وإخلاص مثل أي شخصية أخرى، بناء على معطيات العمل وظروفه.
كيف تصفين تعاونكِ مع الممثل السوري أيمن زيدان؟ وماذا تخبرينا عن الممثل سامر إسماعيل؟
أستاذ أيمن زيدان هو محرض كبير وقوي جداً، حتى يقوم الممثل الذي يواجهه بإظهار أفضل ما لديه وإخراج جميع أدواته التمثيلية أمامه، فأنا وقفت أمام كتلة من الفهم والمعرفة والثقافة والموهبة وتراكم الخبرات، وقامة فنية وفكرية كبيرة جداً، وفي كل مشهد كنت أتعلم منه شيئاً، إن كان على الصعيد الإنساني أو الصعيد الفني، في كل الأحوال إنه شرف كبير لي أن أخوض معه هذا العمل الذي أغناه جداً بوجوه.
وبالنسبة لـ سامر إسماعيل، هذا العمل الثالث الذي يجمعنا، فسبق أن قدمنا ثنائية سوياً بمسلسل "فوضى" بشخصيتَي "فارس" و"فتحية"، وهو كتابة الأستاذ حسن سامي يوسف، وشكّل المسلسل نقلة نوعية لي، وهو من أهم الأعمال في مسيرتي. أحب الناس ثنائيتي مع سامر ونجحنا سوياً، وأعتقد أن سامر وأنا ننتمي إلى المدرسة نفسها، التي تقوم على الأداء الصادق من دون المبالغة، ما خلق بيننا كيمياء عالية جداً، بالإضافة إلى أن سامر هو صديق مقرب ومعرفتنا ببعضنا البعض قديمة. كنت مرتاحة جداً بشراكتي مع سامر، وكانت متعة من نوع آخر، هو شخص مجتهد للغاية، ويحاول دائماً أن يظهر بأفضل صورة، ما يعطي حافزاً للممثل الذي يقابله، إن كان من حيث المشاهد أو العمل ككل.
يمكن إعتبار شخصية "خولة" في محور الشر ضمن أحداث العمل، وشخصية "نور" في محور الخير، في أي شخصية كنت ستجدين نفسك بالأكثر؟
لا أعتقد أن "خولة" بمحور الشر و"نور" بمحور الخير، وأنا لا أؤمن بالشر المطلق والخير المطلق، أحياناً يغلب الشر على الخير أو العكس، والأشخاص يتغيرون ويتبدلون بشكل دائم، وواحدة من جمالية هذه الشخصيات التي قدمناها هي أنها ليست أحادية الشكل، بل تتغير بتبدل المعطيات والأحداث، بعد تغير الأحداث سنجد "خولة" بمكان مختلف تماماً عما ظهرت به في البداية.
ما الذي يساعد هذه الأعمال على تحقيق هذا النجاح الكبير، بالرغم من وجود العديد من الأعمال الأخرى بنصوص جديدة، وبروح عربية، وأعمال تركية مدبلجة؟
في المقام الأول والأكيد، هذه الأعمال ناجحة من أساسها عندما عرضت للمرة الأولى، ونجحت نجاحاً ساحقاً وكبيراً إن كان بالمجتمع التركي أو المجتمع العربي، وإعادة عرضها بالنسخة العربية من شأنه أن يعطي فضولاً للمشاهد من أجل المقارنة أولاً، ثانياً إن القصة والأحداث بعيدة نوعاً ما عن بيئتنا ولا تشبه المجتمع العربي، ما يدفع المشاهدين لمعرفة كيف ستظهر هذه الأحداث مع ممثلين عرب، فنرى شخصيات عربية بأحداث بعيدة عن مجتمعها، وهذا يعطي الأعمال نوعاً من الندرة والخصوصية، فالأعمال الغريبة قادرة على أن تجذب المشاهد.
والسبب الثالث هو الجرأة، وهي ما نفتقده في الأعمال العربية، لأن المجتمعات العربية لا تتقبل رؤية الجرأة في الأعمال العربية، مسلسلاتنا خجولة بعض الشيء، إلا أن مجتمعنا يتقبل الجرأة في المسلسلات التركية، فمشهد قبلة حميمة في مسلسل تركي يتقبله الجمهور أكثر بكثير من المسلسل العربي، وهذا أيضاً يساهم في التحدث عن العمل وإنتشاره، حتى الجرأة في طرح الأفكار وليس فقط في المشاهد، فهذا النوع من الغرابة هو ما أعطى خصوصية لهذه الأعمال.
تم الحديث عن مبالغ ضخمة تقاضاها الممثلون للمشاركة بالأعمال التركية المعربة، ما تعليقك؟
أنا عن نفسي لم ألمس هذا الأمر، خصوصاً وأن فترة التصوير إستغرقت عاماً تقريباً، وسنة حتى عرض المسلسل، فأنا فرغت نفسي عامين كاملين للعمل، من التصوير حتى لحظة العرض، وهذا الأمر سيكون له مقابل مادي بالتأكيد، وهذا المقابل المادي كان عادلاً وطبيعياً جداً.
دوركِ في مسلسل "العميل" يعد من الشخصيات الرئيسية، هل تأخرتِ على دور البطولة أم أنه جاء في وقته؟
لا أرى أنني تأخرت على دور البطولة، قدمت دور بطولة سابق في مسلسل "نبتدي منين الحكاية" مع المخرج سيف الدين السبيعي، حتى أن مشاركاتي بعدة أعمال أخرى كانت دائماً أساسية، إلا أن مسلسل "العميل" أعطاني إنتشاراً كبيراً على المستوى العربي ككل، وشهرة على نطاق أوسع، وأعتقد أني أسير خطواتي بشكل طبيعي وكما يجب أن تكون.
أعتقد أنني أنا تأخرت على دخول هذا المجال، فأنا درست إختصاص الهندسة الزراعية سابقاً ودرست الهندسة الداخلية، كما قضيت وقتاً طويلاً في دراسة الموسيقى، ففكرة أن أكون داخل الدراما تأخرت قليلاً، حتى جاءت فرصة البطولة وغيرت حياتي، وخطواتي جميلة وثابتة.
ماذا تخبرينا عن أعمالك القادمة بعد مسلسل "العميل"؟
أصور حالياً مع شركة Eagle Films مسلسلاً إسمه الحالي "Ladie’s Nights" وسيعرض على منصة جديدة، ويتألف من 45 حلقة، وأنا متحمسة جداً لهذا المسلسل، الذي أجسد فيه شخصية جديدة جداً لا تشبه أي شخصية جسدتها سابقاً، كما أنه بين يدي نصوص للموسم الرمضاني المقبل، ولكن حتى الآن لا يوجد أي عمل أكيد، وهذا العام الخامس الذي لا أشارك فيه بالموسم الرمضاني، وأنا أرغب بأن أعود إلى الموسم الرمضاني بدور مهم جداً بمسلسل سوري بحت يتحدث عن المجتمع السوري.
وبالنسبة إلى الفيلم الإيطالي الأميركي الذي شاركت فيه، فهو يشارك حالياً في المهرجانات الأوروبية، ومن المقرر أن يشارك الفيلم في مهرجان قرطاج السينمائي الذي سأشارك فيه، كما أني سأشارك كضيفة شرف في مهرجان البحرين السينمائي.