لا تبان المعادن إلا في الشدائد، جملة ورثناها عن أجدادنا وترسخت في فكرنا وباتت إلتزاماً لنا، وجعلنا الفعل يسبق الكلمة، وتضامنا وتكاتفنا دون تردد، وسخرنا القلم لذكر كل الخير، وجندناه في وجه كل من يتقاعص سيف حاداً يحاكي الحقيقة .. الحقيقة فقط.

أزمة أمنية وظروف صعبة يتعرض لها لبنان، كشفت لنا نوعين من الناس، أولهما قرر المضي قدماً والمساندة، والآخر قرر الحياد رغم تأثيره الحقيقي عند نسبة لا يستهان بها من جمهوره ومتابعيه.

ولأن الخير دائماً ما ينتصر فكُثر هم أولئك الذين سعوا وعملوا لمساعدة الأشخاص الذين تركوا منازلهم، إنطلاقاً من الكلمة وصولاً إلى وضع أموالهم وأنفسهم لمساندتهم، وعلى رأسهم الفنان راغب علامة الذي فتح بيته للمساعدة وحضن هو ومكتبه عدد كبير جدا من المواطنين معنويا وماديا ولم يفرق بين مسيحي ومسلم، حيثافادت المعلومات ان المردود الذي يحصل عليه من اعماله يدفع جزءا كبيرا منه في الوقت الراهن لتأمين سقف ومأوى لعدد كبير من النازحين في ظل الاحداث الخطيرة التي يمر بها البلد كما يؤمن لهم المأكل والمشرب دون حتى ذكر هذه الأمور.

الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن ، التي ما زالت حتى اللحظة تعمل على تأمين العديد من الإحتياجات التي لم تتوفر، فتحت صفحتها الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي منبراً للناس ولكل ما يوفر لهم العيش اللائق والكريم، حتى أنها تواجدت بيهم، لأنها تعي وتدرك أن الشعور بهم ويقوم على رؤيتهم ومحاكاة مشاعرهم وافكارهم وأوجاعهم.

نجمات لبنانيات قدروا محبة الجمهور لهن وعرفن تأثيرهن على مواقع التواصل الاجتماعي وعملوا لمد يد العون للنازحين اللبنانيين حيث استطاعت كل من ملكة جمال لبنان السابقة والممثلة نادين ويلسون نجيم، المؤثرة غنى غندور، وصيفة ملكة جمال العالم ياسمينا زيتون والممثلة رنين مطر ان يجمعن التبرعات والمساعدات وتنظيمها وتقسيمها على كل من هو بحاجة اليها ومعهن فريق عمل كبير من المتطوعين الشباب والشابات.

ولم يتوقف الدعم عند هذا الحد بل على العكس، فإن الدعم المعنوي كان له حصة وفيرة في بث الطمأنينة في نفوس اللبنانيين، وذلك لم يقتصر على فنانو لبنان فقط بل على معظم الفنانين في العالم العربي، إضافة إلى مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي، منهم حسن فنيش ، ميسا عطالله، طرازن، الشيف وفاء، حسن رعد، سارة حمود، بوب هرقل، حسن هاشم، نبيل القاسم وغيرهم كُثر من حلاقين إلى أصحاب مطاعم ومصالح سخروا عملهم لخدمة النازحين، تحية تقدير شكر وبعد.

السؤال الذي يطرح نفسه مرراً وتكرراً والذي بتنا اليوم ملزمين بالبحث عن إجابات له، أين هم سفراء النوايا الحسنة؟، أين دورهم الفاعل في المجتمع؟، أين الوعود والقواعد التي أكدتكم إلتزامكم بها؟، وكلامكم الفارغ الذي لطالما أكد مساندة الإنسان للإنسان، والسعي الدائم لتأمين أقل مستلزمات الحياة ، والعيش الكريم، وتحقيق الإنسانية ومواجهة الظروف والتحديات سوياً، أين تلك القصائد التي تغنيتم بها، عندما كان لبنان في أوجه، أم أنكم قررتم اليوم ترك لبنان وشعبه لمصيرهم.

مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي اللبنانيين، أولئك الذين يجلسون جانباً اليوم، ويرفضون التصريح، خوفاً من خسارة "حساباتهم" التي بات فيها ملايين المتابعين، هل وجدتم سوق "الدعـ " أفضل ويحقق مكسب مادي أكبر، ألم تظهروا يومياً ببثوث مباشرة، لتقول لنا عن إنجازاتكم، والأعمال التي تسعون لتحقيقها، ألم ندعمكم سابقاً "معنوياً ومادياً" حتى وصلتم إلى ما تريدون، خصوصاً أولئك الذين ينتقدون فاعلي الخير، أين ردكم على هذا المعروف ولو بكلمة، بحملة، بدعم مادي؟.

لكل من وقف اليوم صامتاً ولبنان يتألم، تأكد أن الحياد في هذه الأمر، لا يعني أبداً الصمت، بل يعني أنكم قررتم وضع مصلحكم الشخصية فوق لبنان وشعبه، ولكن سترون أن الشعب اللبناني الذي ساندكم يوماً سيرجعكم إلى ما كنتم عليه.

وختاماً، لا يسعنا إلا توجيه الشكر لكل ممثل وفنان ومؤثر من كل الدول العربية الذي سعى لتسخير كل قدراته في خدمة شعبه.