مايكل حواط شاب أصيب باللوكيميا، وشفي بعد الخضوع للعلاج، لكنه فقد القدرة على المشي بعد تعرضه مضاعفات نتيجة أخطاء طبية. مايكل شاب وسيم، يملك صوتاً جميلاً، ويغني الأغاني الفرنسية على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، ولاقى تفاعلاً من المتابعين.
موقع الفن إلتقى مايكل حواط، وكان لنا معه هذا الحوار.
عرّفنا أكثر على مايكل حواط.
عمري 23 عاماً، أتابع دراستي في مادة Bioinformatics علم المعلومات الحيوية في جامعة LAU. عام 2019 بعد إتمام دروسي الثانوية، عانيت من عوارض مرضية، وبعد إجراء التحاليل تبين أنني مصاب باللوكيميا، فخضعت للعلاج وتحررت من المرض إبتداء من كانون الأول/ديسمبر 2023، وبما أن العلاج يجب أن يُستكمل، حصلت أخطاء طبية أدت إلى إصابتي بالشلل، ومكوثي في المستشفى مدة سنتين.
كيف تقبلت الوضع؟
كان عليّ أن أتأقلم مع حياتي الجديدة في المنزل، وكنت أتجنب الخروج من البيت بواسطة الكرسي المتحرك، كنت أخشى نظرات الناس إليّ، وبما أن فترة علاجي كانت صعبة جداً، لجأت إلى الموسيقى، إلى أن شجعني أصدقائي على فتح حساب على مواقع التواصل الإجتماعي. حاولت العثور على حساب لأحد فقد القدرة على المشي، فلم أوفق، إلى أن قررت خوض التجربة، وبدأت بنشر فيديوهات لأغاني باللغة الفرنسية. تفاجأت بردود فعل المتابعين، الذين أعجبوا بموهبتي، وتلقيت منهم تعليقات إيجابية، وهذا التفاعل شجعني وحررني من الخجل والإنزواء.
هل هناك أمل في أن تمشي من جديد؟
حالياً لا أمل، لأنني أصبت بحالة نادرة، والإصابة التي سببت الشلل هي على مستوى الصدر لا الخصر، لكن الأمل موجود في المستقبل، ولن أفقده أبداً.
لماذا إخترت الغناء باللغة الفرنسية؟
منذ طفولتي أحب الإستماع إلى الأغاني باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وحين بدأت بالغناء كان أدائي محصوراً بهاتين اللغتين، وبما أنني أحب أغاني النوستالجيا ركزت على الأغاني الفرنسية. مع الأسف فقدت الأغاني معناها، وأصبحت "طبل وخبيط" مختلفة عن الماضي، ولا تستهويني أبداً. نحن بحاجة إلى أغاني تخفف عن كاهلنا وتريحنا، والتفاعل الذي حصدته الأغاني القديمة التي أغنيها، أثبت نظريتي إلى حد ما، والمتابعون يطالبون بهذا النوع من الأغاني، وكل ما يهمني هو إسترجاع وإحياء الأغاني القديمة.
ماذا عن الأدوات التي تستعين بها لتصوير الفيديوهات؟ يبدو أنها محترفة.
أنا شخص أحب أن أكتشف، وأن أتعلم كل ما يستهويني. حين قررت تصوير أغاني رفضت تصويرها بواسطة الهاتف، فإشتريت التجهيزات المحترفة وكل ما يلزمني، وتعلمت كيفية التصوير لأنني شخص متطلب، ويحب إتقان كل ما يقوم له.
من هم الفنانون الفرنسيون المفضلون لديك؟
لارا فابيان وشارل أزنافور وداليدا، ومن المغنين من أصول لبنانية أحب صوت أنطوني توما، وحين شارك في برنامج The Voice لفتنني مشاركته، وشعرت بالفخر لأنه لبناني، وأحب أيضاً صوت ميكا.
هل سنشهد عملاً خاصاً بـ مايكل حواط في المستقبل؟
نعم طبعاً، لأن الموسيقى مهمة جداً بالنسبة لي، وقبل أن أواجه المرض كنت مصمماً على أن أدرس علم الموسيقى Musicologie، لكنني في الوقت الحاضر، يجب أن أولي أهمية لدراستي، التي ستؤمن مستقبلي المهني، وبعدها أنتقل إلى دراسة الموسيقى، مع أن شهادة الموسيقى، مع الأسف، لا تؤمن المردود المادي الكافي.
هل تستمع إلى الفنانين اللبنانيين الذين يغنون باللغة العربية؟
بالطبع، أستمع إلى أغاني السيدة فيروز والفنانة صباح، كما أستمع إلى جورج وسوف وكل فناني الجيل القديم.
ماذا علمتك التجربة التي عانيت منها؟
علمتني عدم التخلي عن الأمل مهما كانت الظروف صعبة، والتحلي بالثقة بالنفس، وأدركت أهمية وجود العائلة ودعمها لتجنب الإكتئاب. كما أن وجود الأصدقاء مهم جداً، وفي الظروف الصعبة تُكشف معادن الناس. تعلمت أن الموهبة لا يجب إخفاؤها، بل تنميتها. لا شيء مستحيل، وكل مشكلة لها حل، وهناك بدائل متوافرة، ولا وجود للأبواب الموصدة.
من الذي يقوم بتصوير الفيديو لصفحتك الخاصة؟
شقيقي وصديقتي يهتمان بالتصوير، ونختار اليوم المناسب للتصوير، والمكان والزاوية المناسبين.
هل تعزف على آلة موسيقية؟
قبل المرض بدأت بالعزف على البيانو والكلارينيت، لكنني لم أعد قادراً على الجلوس أمام البيانو، والكلارينيت تتطلب مجهوداً للنفخ لم أعد قادراً على القيام به، لذا إعتمدت حالياً على آلة الكمان، وأتدرب عليها خلال أوقات فراغي.
هل تلبي دعوة محتملة للمشاركة في نشاط محلي؟
نعم بالطبع، هدفي إسعاد الناس، وحين أرى الناس سعداء أكون في منتهى السعادة.