رفض الكاتب والمنتج اللبناني ناهي لحود، أن يكون العمل الذي قرر إطلاقه عن زوجته الفنانة الراحلة سلوى القطريب، لا يفيها حقها، لذا قرر أن يكون المسلسل مؤلفاً من 30 حلقة، وأكد أنه لن يغيّب أي فنان أو كاتب أو شاعر عن العمل، مثلما حصل عند تغييب شقيقه المؤلف الموسيقي والمسرحي روميو لحود عن مسلسل "الشحرورة"، الذي تناول سيرة ومسيرة الأسطورة صباح.
وللإطلاع على آراء المتابعين، أجرى ناهي لحود إستفتاء على مواقع التواصل الإجتماعي، عن الفنانة أو الممثلة التي يرغبون في أن تجسد دور سلوى القطريب، وطرح على متابعيه أسماء رزان جمّال ونادين نسيب نجيم ونادين الراسي وسيرين عبد النور.
موقع الفن إلتقى ناهي لحود، للإطلاع على تفاصيل المسلسل، وكان لنا معه هذا الحوار.
لماذا قررت أن تشارك المتابعين في إختيار الفنانة أو الممثلة التي ستجسد دور سلوى القطريب؟
وقع الإختيار من ناحيتي، وكانت لدي رغبة في أن أطلع على آراء الناس، وتبين أنه لا يوجد إجماع على ممثلة واحدة، بل كانت هناك ممثلة تتقدم على ممثلة أخرى. حين إنطلقت فكرة المسلسل عام 2010، بعد عام على وفاة سلوى، إخترت نادين الراسي، لأنها كانت الأكثر شهرة وكفاءة، وتحدثت معها في الموضوع، ورحبّت هي بالفكرة، لكن ظروف عديدة حالت دون تنفيذ العمل، منها فيروس كورونا ورحيل شقيقتي ألين. وبعد مرور 14 عاماً، يؤسفني القول إن الأعمال التي تُطرح هي تافهة، ويسوّقها منتجون ميسورون يفتقرون إلى الثقافة والقدرة على التمييز، فعادت الفكرة تراودني من جديد، وتشاورت مع إبنتي ألين، وقررنا تحضير العمل، وتزامن الأمر مع بروز ممثلات ناجحات، من بينهن نادين نسيب نجيم ورزان جمال، وعُرض عليّ إسم بياريت قطريب، قريبة سلوى، وإسم إلسا زغيب وهي ممثلة أحبها كثيراً، والإثنتان لديهما طباع سلوى. فكرت بالأمر ملياً من كل الجوانب، وأنا لست مشاهداً عادياً، فأنا أشاهد الحلقة مرتين أو ثلاث لألاحظ حركة يديها ونظراتها وإبتسامتها.
يمكن القول إن الخيار أصبح جاهزاً؟
نعم بنسبة 80%، لأنني أعتقد أن رزان جمّال بحاجة لتحضير الشخصية وطريقة تكلم سلوى لفظها.
ماذا عن أغنيات سلوى في المسلسل؟
بالطبع سيكون صوت سلوى، وهذا أمر ضروري وأساسي، وهنا يكمن الجهد المطلوب بذله مع الممثلة وكيفية أدائها. وإذا تم الإتفاق بيني وبين رزان جمّال، يجب أن تكون لنا جلسات طويلة معاً، كي تدرس كل حركة تقوم بها سلوى، ونظراتها وحركة اليدين وتفاصيل دقيقة، وعليها أن تتمتع بحس المراقبة والرؤيا لتنجح. أود أن أنوه بقدرة سلوى على الإنسجام مع مهنية شقيقي روميو، مع العلم أنها لم تتابع يوماً دروساً جامعية، ولا شاركت في ستوديو الفن، لكنها كانت سريعة الملاحظة، وهذا ما أدهش روميو، وكانت ذكية جداً، ولديها القدرة على إستيعاب وتطبيق الملاحظات. أؤكد أن عناصر المسلسل لن تكون مزيفة، وأقول هذا
لأنني شاهدت مسلسل أم كلثوم ومسلسل صباح، وأنا مطلع بشكل جيد على حياة صباح، وقد وردت تفاصيل في المسلسل تفتقد إلى الدقة والصحة، كما لم يتم ذكر روميو، الذي تعاون معها عشر سنوات. لن أهمل في مسلسل سلوى ذكر أي إنسان أو شاعر أو كاتب أو ملحن تعاون مع سلوى، بمن فيهم مصفف الشعر وخبير التجميل.
لماذا إخترت أن يكون العمل مسلسلاً وليس فيلماً؟
عندما إقترحت إبنتي ألين أن يكون العمل فيلماً، أجبتها بأنه لا مانع لدي، فالعمل سيكون أسهل وأقل كلفة، لكن الفيلم لن يفي سلوى حقها خلال ساعتين فقط، لذا فضلت أن يكون العمل مسلسلاً من 30 حلقة.
هل تواجهون صعوبات في تحضير العمل؟
نعم أواجه مشكلة في إيجاد الممثل الذي سيجسد دور ناهي لحود، لم أجد حتى الساعة الممثل المناسب للدور، سوف أحاول إيجاد شخص من جامعات التمثيل، ولو وجدت أحداً من خارج المهنة ويتطابق مع الدور لن أتردد، وهذا ما حصل مع روميو حين كان يبحث عن ممثل ليلعب دور الأبله، فإختار شخصاً يمر أمام المسرح، وتبين أنه جواهرجي، وحين سأله روميو عن رأيه بالتمثيل، وافق الجوهرجي ونجح بأداء دوره، وأنا شخصياً أعتمد على الصدف.
هل يتطرق المسلسل إلى حياة سلوى الشخصية أم إلى مسيرتها الفنية؟
المسلسل يتناول فقط مسيرتها الفنية، حين تعرفت على روميو بعد إفتراقه عن صباح، وبحثه عن مغنية جديدة، وحصل التعارف بين روميو وسلوى الصدفة.
ما هو دور ألين في العمل؟
البعض إقترح أن تلعب ألين دور سلوى، لكنها لم توافق، وفضلت أن تكون مخرجة العمل، وهي متخرجة من جامعة IESAV ودرست الإخراج، وقادرة على التعاون مع رزان جمال، وإعطائها التوجيهات اللازمة، كون ألين تعرف والدتها سلوى جيداً، وهي سوف تساعدني كثيراً.
ومن سيلعب دور روميو؟
لم أجد بعد الشخص المناسب، والعمل سيضم كمّاً كبيراً من الشخصيات الأساسية والشخصيات الثانوية، أما الشخصيات البارزة، فهي سلوى وروميو وناهي وشقيقتها ألكسندرا.
هل يتناول المسلسل حياة سلوى الروحية؟
نعم، سلوى كانت إمرأة مؤمنة، وقبل وفاتها بحوالى خمس سنوات، كانت تطلب مني إصطحابها إلى الكنيسة يومياً، وكانت تزور كنيسة سيدة العطايا في الأشرفية، وذلك لقرب الكنيسة من بيت أهلي، وكانت تقول إن هناك إلهاماً تلقته بالتقرب من الرب.
كلمة أخيرة.
سلوى لا تشبه أحداً، وهي فريدة من نوعها كمطربة وإنسانة وأم وزوجة، لكنها كانت تتصرف وكأنها إنسانة عادية، وتتجنب الأضواء والمناسبات والدعوات، وحين كنت أقول لها: "أنتِ نجمة"، كانت تجيب: "هذا شأن آخر"، وكان شعارها "عايزة ومستغنيّة"، أي أنها تحب عملها، لكنها لا تتأثر بغيابها عن الأعمال الفنية. رداً على سؤال صحفي عن قلة إطلالتها، أجابت بأنه لا داعي لتطل حين لا يكون لديها عمل فني جديد، لأنها لن تطل لتقول إنها إشترت فستاناً جديداً، أو إنها خضعت لعملية تجميل.
وهناك نكتة ظريفة عن سلوى، رداً على بعض الذين كان يعتبرونها مغرورة، وتمشي من دون أن تلفت يميناً ويساراً، فقد سمعت إحداهن أثناء نزول سلوى على السلالم في الكازينو، وهي تقول لصديقتها: "هيدي سلوى القطريب ما بتتطلع بحدا"، فأجابتها سلوى مبتسمة: "إذا نظرت إليكِ أتعثر على السلالم".