أندريه ناكوزي ممثلة موهوبة، تملك قدرات تمثيلية عالية، جسّدت أدواراً صعبة بإحتراف كبير، ولاقت صدى إيجابياً، ونجحت بالتراجيديا والكوميديا. لعبت خلال مسيرتها المهنية دور القديسة ماري ألفونسين في تيليفيلم "ذبيحة الوردية"، كما شاركت خلال الموسم الرمضاني هذا العام في مسلسل "درجة درجة"، وترشحت لجائزة أفضل ممثلة عن دور مساند من الموريكس دور.
موقع الفن إلتقى أندريه ناكوزي، وكان هذا الحوار.
كيف تلقيتِ خبر ترشيحكِ لجائزة الموريكس دور؟
هذا الخبر أفرحني، وهو دليل على متابعة وإهتمام لجنة الموريكس دور، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترشيحي إلى الجائزة، فقد فزت عام 2013 بجائزة الموريكس دور عن أفضل ممثلة واعدة في الدراما اللبنانية، عن دوري "الشيخة بشرى" في مسلسل "وأشرقت الشمس"، وترشحت أكثر من مرة للجائزة عن أدوار جسدتها، وسواء فزت بالجائزة أو لا، أعتبر أن العمل الذي شاركت به لاقى صدى إيجابياً وتقديراً، ولم يمر مرور الكرام.
ما الذي جذبكِ إلى الدور الكوميدي في مسلسل "درجة درجة"؟
سبق أن شاركت بأدوار كوميدية على خشبة المسرح، ومعظم الأدوار التي جسدتها كانت جدية وتراجيدية وبعيدة عن الكوميديا، جذبتني التوليفة بأكملها في مسلسل "درجة درجة"، فريق العمل رائع، وكان هناك إنسجام وكيمياء بين الممثلين والمخرج. دور "رومي" جذبني لأنه غير عادي، هو دور مركب يجب تأديته بطريقة بسيطة، تقنع المشاهد من دون مبالغة، كما أن شخصية "رومي" بريئة ومثـيرة، ولديها إضطرابات نفسية وتبحث عن ذاتها، وفي كل حلقة تظهر بدور جديد وبوظيفة جديدة، وتلاحق الرجال المتزوجين لأنها تخشى الإرتباط. كان العمل ممتعاً والنص والإخراج رائعين. وقد يتسنى للمشاهدين متابعة المسلسل إذا عرض على الشاشات المحلية.
كيف تصفين مشاركتكِ في العمل مع الممثل جوزف بو نصار؟
الممثل جوزف بو نصار هو إضافة لأي عمل، وأنا أحبه على الصعيد الشخصي والإنساني والمهني، وأكتسب منه، وأحب العمل معه، وكنا عملنا معاً سابقاً في مسلسل "وأشرقت الشمس". أتمنى أن يعرض جزء ثانٍ من مسلسل "درجة درجة" لكي يلتقي فريق العمل من جديد، لأن التجربة كانت نوعية ونحن حالياً بحاجة إلى هذا النوع من الأعمال.
لماذا تفوقتِ في أدوار الشر إلى هذا الحد؟
أنا بطبعي أسعى إلى الكمال، وكل دور يسند لي أتقنه حتى لو شعر الناس بالكراهية تجاهي، ما يهمني هو أن أجسد دوري بإتقان، وقد لاقت المسلسلات التي شاركت فيها نجاحاً كبيراً.
كأستاذة تمثيل، ما هو سبب نجاح بعض الشخصيات أكثر من غيرها؟
على الممثل أن يجسد كل الأدوار، وهناك أحياناً ممثلون يكون أداؤهم لافتاً جداً، وأعتقد أن أدوار الشر تبقى عالقة في الأذهان أكثر من غيرها، وهي تتطلب تحضيراً وجهداً. الدور مهما كان توصيفه، يتطلب المراقبة والبحث، وتحضير ماضي الشخصية وحاضرها. قد يكون السبب هو التأثير الذي يبقى في أذهان الناس، لأن الناس يتذكرون غالباً الأشياء المؤلمة، وعلى مستوى التقنيات، يجب أن يقوم الممثل بواجباته على كل الأصعدة.
هل ما زالت مهنة التعليم ممتعة في ظل الظروف الحالية؟
أن تنقلي شغفك في المسرح والتمثيل هو دائمًا مُتعة ولكن في الآونة الأخيرة تترافق مع الكثير من التحديّات مع جيل شبابيّ أصبح من الصعب إستمالته بسهولة و نظرًا للظروف الحياتيّة الصعبة و أوضاع البلد الأليمة التي تأُثّر تأثيرًا كبيرًا على صحّتهم النفسيّة وعلى ميولهم لِغير إهتمامات لاحظت أن الطلاب السابقين كانوا يميلون إلى الفن أكثر، وكانوا ينبهرون، أما الشباب الآن فيريدون الأشياء السريعة. لا ألقي اللوم عليهم، فعصرنا أصبح عصر السرعة، وعصر مواقع التواصل الإجتماعي والذكاء الإصطناعي.
أخبرينا أكثر عن دور القديسة ماري ألفونسين، الذي جسدتهِ في تيليفيلم "ذبيحة الوردية".
لم أتردد أبداً بالموافقة على الدور، وحين تواصل معي المخرج شارل شلالا، تزامن العرض مع تطويب القديسة ماري ألفونسين، وهي قديسة فلسطينية تدعى سلطانة وقديسة الأديرة الوردية، ولم أكن أعلم هذا الأمر.
ومع تزامن إعلانها قديسة من الفاتيكان، تقرر إطلاق التيليفيلم عن قصة حياتها، وكان الدور مسؤولية كبيرة، ولا أنكر أنه كان صعباً جداً، لكن الأصداء كانت إيجابية، ورغم مرور الزمن، لا زالت الأسئلة تطرح عليّ خلال المقابلات عن هذا الموضوع، ومن النادر أن يحصل ممثل على دور من هذا النوع. التيليفيلم أصبح بحوزة الأديرة في الوطن العربي، وعرض في القدس، وكلما تم ذكر القديسة تُعرض مشاهد منه. شكّل الفيلم إضافة على مسيرتي المهنية، وتم إطلاقه في لبنان بحضور البطريرك الراعي، من كتابة الأب فادي تابت، وشارك بالتمثيل نخبة من الممثلين، وكلما تذكرت الفيلم أشعر بفرح.
ما هو الأثر الذي تركه فيكِ هذا العمل؟
أكيد ترك أثراً، الأب فادي تابت قال لي حينها إن عينَي بعد التصوير كانتا مختلفتين عن ما قبل التصوير، وظروف العمل كانت سهلة وسلسة، وكأن الله أمسك بيدي. أنا كممثلة حضّرت الشخصية، لكن ما شعرت به في داخلي كان أعمق من تحضيرات الدور التقنية، وإنعكس على وجهي، وحين إنتهى تصوير الفيلم، خرجت من الشخصية فور عودتي إلى المنزل، وهذه قدرة أتمتع بها وتقنية أتبعها من أجل صحتي النفسية.