ليلى حكيم ممثلة لبنانية من الرعيل الأول، تنوّعت أدوارها بين التراجيديا والكوميديا، وتنقلت بين المسرح والسينما والتلفزيون، فكان تاريخها حافلاً بالأدوار المختلفة. لم تدرس التمثيل لكنها برعت وتألقت في مشاركاتها.

النشأة والحياة العائلية

هي ليلى ضو، ولدت عام 1933 في منطقة الشيّاح (قضاء بعبدا)، لكنها سرعان ما تبنّت اسم عائلة زوجها لتصبح ليلى حكيم. عاشت وضعاً اجتماعياً متواضعاً، تزوجت وديع الحكيم ورزقت بولد وحيد يدعى "إيلي"، وهو مهندس معماري. إلا أن الطلاق بينها وبين زوجها حصل سريعاً بعدها. فاضطرت وهي في المرحلة الثانوية ان تدرّس اللغة الفرنسية.

البداية في التدريس

كانت ليلى حكيم أستاذة لغة فرنسية في المدارس الرسمية اللبنانية. وبقيت تعمل في التدريس إلى أن تقاعدت.

المشاركة في الدراما

الثابت الوحيد لدى ليلى حكيم تمثّل في اتقانها الفطري للتمثيل، فتميّزت بعفوية قلّ نظيرها وحافظت عليها رغم معاناتها على الصعيدين الشخصي والصحي. استمرت في ادائها التمثيلي حتى الرمق الاخير، فواكبها لسنوات الجيل القديم في مسيرتها الطويلة في عالم الدراما التلفزيونية والافلام السينمائية، وتعرّف عليها الجيل الجديد في مسلسلات أدّت فيها خصوصاً دور الجدّة لتصبح "التيتا" الأشهر في المسلسلات اللبنانية. وقد انتسبت إلى "نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون" عام 1967.

الأفلام السينمائية

دخلت عالم التمثيل في الستينات من القرن الماضي، واتسمت مسيرتها الفنية بالنجاح والتألق، إذ شاركت في العديد من الأعمال السينمائية اللبنانية. إتقانها للغة الفرنسية قادها إلى المشاركة في فيلمين فرنسيين عُرضا في كندا وصوّرا في لبنان، فضلاً عن مشاركتها في بداية مسيرتها الفنية في فيلم مصري وحيد هو "الحب الكبير" (1970) من بطولة فريد الأطرش وفاتن حمامة. وكان الممثل يوسف وهبي قد اختارها للمشاركة في عمل سينمائي جديد، لكن حكيم لم تكرر التجربة لأنهم حذفوا بعض مشاهدها، وحذفوا جملة قالتها باللهجة اللبنانية. ثم تعددت الأفلام اللبنانية التي تركت حكيم بصمتها فيها مثل فيلم "ليلى والذئاب" (1984) للمخرجة هيني مسرور، "أماني تحت قوس قزح" (1985) لسمير خوري، وفيلم "في مهبّ الريح" لزيناردي حبيس في العام نفسه. بعد ذلك توالت الأعمال السينمائية التي شاركت فيها، فكان "فجر" (2000) لطوني أبو الياس، و"زنار النار" (2004) للمخرج بهيج حجيج، و"دخان بلا نار" (2009) لسمير حبشي، فضلاً عن "وهلأ لوين" (2011) لنادين لبكي، و"وادي الدموع" (2012) لماريان زحيل، و"قصّة ثواني" (2012) للمخرجة لارا سابا.

المسرح

على خشبة المسرح، أطلّت ليلى حكيم مراراً من خلال "كذبة الحقيقة"، و"ضيعة بلا مفتاح"، و"شو هالشِدّة يا جدّي" وغيرها.

التلفزيون

شاركت ليلى حكيم في أكثر من 33 عملاً درامياً، نصف قرن من العمل في الدراما التلفزيونية بدأ مع "كانت أيام" (1964)، ثم ظهرت في دور الكسيحة في عمل للمخرج باسم نصر مع الممثل المبدع الراحل فيليب عقيقي عام 1965. بعدها شاركت في العديد من المسلسلات الدرامية، وقدمت ادواراً في مسلسلات "حكمت المحكمة"، "المفتش" و"الشعاع الاخير". ثم ظهرت في "أبو ملحم" (1969)، و"زوج الآنسة" (1990) لجورج غياض، و"نادي اللغة العربية" (1998) لرفيق حجّار، و"العقرب" (1971)، و"محاكمات أدبية" (1972)، و"النهر" (1974)، و"القناع الأبيض" (1974) للمخرج نقولا ابو سمح، و"يسعد مساكم" (1976) لكلودا عقل، و"الدنيا هيك" (1976)، "أنا انت" (1976) للمخرج الياس متى، و"زوج الانسة" (1990) للمخرج جورج غياض، و"صارت معي" (2003) لجان منضور، و"مش ظابطة" (2006) للكاتبة كلوديا مرشيليان، و"بنت الحي" (2007) لسمير حبشي، و"الغالبون" (2011) للمخرج السوري باسل الخطيب، و"حكاية أمل" للمخرج انطوان ريمي (2013). ولعل أكثر أدوارها الدرامية التي طُبعت في ذاكرة المشاهدين كان "تيتا نجاح" في مسلسل "فاميليا" (2001)، مما جعلها أشهر "جدة" على الشاشة الصغيرة وكسبت قلوب الجيل الجديد من المشاهدين بعدما ترسخت في أذهان أبناء جيلها على مدى العقود الخمسة الماضية.

الوفاة

أصيبت ليلى حكيم بانتكاسة صحية. فقد عانت من ألم في المرارة التي انفجرت، ما ولّد مضاعفات أثّرت على البنكرياس والكبد واستلزم علاجاً دائماً. مشكلة المرارة هذه حرمتها من متابعة تصوير مشاهدها في مسلسل "أماليا" لسمير حبشي، آخر الأعمال الدارمية التي شاركت فيها مما اضطر المخرج إلى استبدالها بالممثلة هند طاهر. وتوفيت الممثلة في 25 نيسان عام 2014 عن عمر ناهز الـ83 عاماً، هي التي أمضت نصف قرن من العمل في التمثيل من دون أن تحظى بدور بطولة.