يحظى عيد العذراء مريم بإهتمام كبير، فهي والدة المسيح، وفي هذا اليوم ترفع الصلوات بجوّ من الخشوع والثقة التامة بالله.
في عيد العذراء مريم، أقيم قداس في كنيسة سيدة الحبل بلا دنس في البوار، ونظّم كاهن الرعية الأب أنطوني قزي جلسة حوارية عن المناسبة، أدارتها سفيرة الإعلام الهادف رئيسة تحرير موقع الفن الإعلامية هلا المر، وشارك في الجلسة الشاعر نزار فرنسيس والفنان نادر خوري، وكان من بين الحضور الملحن جوزيف خليفة.

ألقى الأب أنطوني قزي قصيدة، شكر فيها الشاعر نزار فرنسيس والفنان نادر خوري والإعلامية هلا المر على حضورهم، ومشاركتهم في هذا المهرجان، ورحب الأب قزي بجميع أفراد رعيته، ولاحظنا أن العلاقة بينه وبينهم هي علاقة محبة لا حدود لها.

الإعلامية هلا المر استخلصت من الشاعر نزار فرنسيس خبرة مسيحية حصلت معه وتخص مار شربل، إذ قال: "القديس شربل أراني إبني قبل أن يخلق، ندرت زوجتي لمار شربل بأن يولد لنا ذكر، وقالت لي: "أنا ندرت وسيتحقق ذلك". عند عودتي من ضيعتي في رأس بعلبك، مررت في عيون السيمان في الصيف، زوجتي كانت حامل، وصلت إلى الحاجز، ووجدت شاحنة واقعة على الأرض، فقلت لها فلنجرّب الطريق الآخر من ناحية العاقورة، أكملنا طريقنا في السيارة، وأصبحت الساعة الثامنة مساء، وجدت نفسي وصلت إلى مفرق محبسة مار شربل، فقالت لي زوجتي حينها: "أريد أن أزور مار شربل"، فأجبتها: "أقفلوا في هذا الوقت"، مررنا وقالت زوجتي: "إذا كان باب المحبسة مفتوحاً يعني سأنجب صبياً"، فرددت عليها: "في هذا الوقت من المفروض أن تكون المحبسة مغلقة"، إلا أننا وجدنا الباب مفتوحاً، ودخلنا إلى الكنيسة، ورأينا رجلاً وزوجته في الداخل ومعهما ولد صغير يبلغ من العمر سنتين، إقترب من إبنتي وقبّلها، إستغرب أهله تصرفه، لأنه لا يقترب عادة من أحد، وحتى الآن أذكر أن هذا الصبي مثل إبني شربل".
الإعلامية هلا المر توجّهت بسؤال للشاعر نزار فرنسيس، حول علاقة الموسيقار الراحل ملحم بركات ومار الياس، فروى فرنسيس هذا الموقف، وقال: "أينما كانت هناك كنيسة لـ مار الياس، كان ملحم بركات يزورها، ويتكلم مع القديس وكأنه يعرفه شخصياً، نصعد إلى الطائرة وعندما تحدث المطبات الهوائية كان يقول: "مار الياس قلتلك قعود عالجانح، خليك عالجانح، دخيلك دير بالك علينا"، وأذكر قوله لي: "أوعى تزعّل مار الياس".
وختم فرنسيس: "أعتبر أن هذا الأمر هو إيمان، الثقة المطلقة بالله هي إيمان".


الفنان نادر خوري أعطى شهادته أيضاً خلال الجلسة، وقال: "العذراء مريم اختارتني أن أعمل cd الترانيم الذي تألف من 14 ترنيمة، صديقي الشاعر السوري رياض نجمة كان بزيارة عشاء عندي في المنزل، وحين خروجه أمسك بمغلف ورماه على الطاولة، وقال لي: "في عيد سيدة الصوفانية هذا العام ستكون أنت في سوريا، وتكون قد أنجزت cd للعذراء مريم"، قلت له حينها: "كل هذه الترانيم أين سأسجلها؟ ومن سيدفع التكلفة؟" أجابني: "هي تدبر الأمور"، في إشارة إلى العذراء مريم.
أول ترنيمة كنت أتمشى مع المخرج والملحن شارل شلالا، وقال لي إنه سيلحنها ويوزعها، وفي ذات اليوم التقيت بالملحن هاني سبليني وهو مسلم سني، قلت له اذا أعطيتك ترنيمة لتوزعها هل ستقوم بذلك؟ أجابني أنا حلمي أن ألحن ترنيمة للعذراء مريم. الترنيمة الثالثة تولاها شقيقه مازن، كما طلب مني الفنان أحمد قعبور أن أعطيه كلام ترنيمة ليلحنه، وهكذا إلى أن أنجزنا الألبوم".


موقع الفن تواجد في المناسبة، وإلتقينا الشاعر نزار فرنسيس، الذي قال لنا: "إعطاء شهادتي أمام الحضور هو أمر يفرحني، لأني أعطي من ذاتي وتجربتي مع ربنا، وأعلن إيماني للناس، لأن صلة الوصل بينهم وبين الله هي الإيمان والثقة بالله، فيجب أن تتحمس أكثر لتكون أكثر قرباً من الله".


الفنان نادر خوري قال لموقع "الفن": "إعطاء شهادتي أمام الحضور هو أمر مهم بالنسبة لي، لأني على أساسها سرت في حياتي، عرفت كيف أقرأ الرسالة التي وصلتني ربما من ربنا، أو تخيلت أنها منه، ومشيت في هذا الطريق، وأنا سعيد جداً لأنه مع الله تبقى فعلاً سعيداً ومرتاحاً".

وفي الختام، أهدى الأب أنطوني قزي أيقونة "العذراء الحنونة" لكل من نزار فرنسيس ونادر خوري وهلا المر.
وتم عرض تقرير عن مسيرة نزار فرنسيس ونادر خوري، من إعداد السيدة صوفي أبي شقرا.