غابي حويك، ممثل لبناني كوميدي، حاز محبة جمهور المسرح والتلفزيون على حد سواء. اشتهر بتقليد شخصيات مشهورة، وأضحك المشاهدين وحقق شهرة واسعة. يمتلك غابي حويك مواهب عديدة، من الغناء إلى التلحين والتمثيل، إلا أنه كرّس نفسه للمسرح.
اكتشف غابي حويك منذ سنوات، ورماً في رأسه، أدى إلى شلل نصفي في وجهه، ما أبعده لفترة عن الأضواء، ليعود بعدها لمحبيه، ويجعلهم يستمتعون من جديد، بأسلوبه الفريد والمميز في المسرح.
غابي حويك تحدث في هذه المقابلة مع موقع الفن، عن فترة مرضه، وعن داعميه في تلك الفترة، وعن إمكانية عودة ثنائيته مع الممثل اللبناني شادي مارون، كما كشف رأيه بالزواج، وتقديمه أغاني رومانسية.
عدت مؤخراً لتقديم عروض مسرحية كوميدية، هل وجدت الإقبال نفسه من الجمهور، الذي كنت تلاقيه قبل غيابك؟
أول ظهور لي بعد عودتي، كان في حفلات خاصة، لذلك لا يمكنني تحديد نسبة الإقبال، لأن الحضور تواجد من أجل الحفل، إلا أنهم تفاعلوا معي بشكل كبير وفرحوا بعودتي للمسرح، وغلب شعور الإشتياق من الطرفين، فأنا كنت سعيداً بهم وهم كذلك. كما أني قدمت ستاند أب كوميدي، إلا أنني استنتجت أن الستاند أب له جمهور محدد ومحصور ولا ينتشر، وأغلب الناس ما زالوا يحبون المسرح أكثر.
أول ظهور لك بعد عودتك كان بقناع على وجهك، واعتبرت ذلك تحفيزاً للآخرين على المواجهة، ولكن ألا يعني ذلك أيضاً عدم تقبلك لإطلالتك من دون قناع؟
بالبداية، لم أفكر بهذه الطريقة، بل كنت مدعواً إلى سهرة، ولم تكن حالة وجهي مثل حالته الآن، وكنت مضطراً لأن أظهر على العلن، ولم أكن أرغب بأن أظهر وجهي، لكن فيما بعد، فكرت بأنني كنت خائفاً عندما قررت الظهور بقناع، ولم أتقبل إطلالتي من دونه. كما أن الجمهور تعاطف معي بشكل كبير، إلا أنهم لم يتقبلوا ظهوري بالقناع، ولم أتمكن من تقديم ولا حفلة به، لأن الشفقة نحوي لم تسمح لي بأن أقدم فناً على المسرح وأنا أضع القناع على وجهي، لذلك قررت أن أتخلى عنه، وقلت إما أن يتقبلوني بدون قناع، أو أتوقف عن تقديم العروض.
إلى أي مدى خفت عند معرفتك بأنك أصبت بشلل نصفي في وجهك؟
لم أشعر بالخوف أبداً من الشلل النصفي للوجه، لأن الاحتمال الأكبر كان أن تحصل معي عوارض أصعب بكثير، لذلك كان الشلل النصفي للوجه هو أقل الأضرار. لم أعتبر نفسي خسرت شيئاً، لأن عقلي الإبداعي ما زال موجوداً، ونفسيتي كانت جيدة، فوضعت القناع وظهرت إلى العلن.
هل تلقيت الدعم من زملائك بالمسرح خلال فترة مرضك وغيابك؟ وهل هناك أشخاص استفادوا من غيابك؟
العائلة كان لها الدور الأكبر بالدعم، إلا أنني بتلك الفترة لم أفكر بالدعم، كنت أفكر فقط بصحتي، وكيف سأمر بتلك المرحلة، لكن هناك بعض الأصدقاء والزملاء الذين قدموا لي دعماً معنوياً.
لا يمكنني أن أقول إن هناك أشخاصاً استفادوا من فترة غيابي، لأنه لا يوجد مرض فقط، بل هناك أحياناً أشخاص يتوفون، والحياة لا تتوقف عند أحد، وليست مرتبطة بأحد، كما أنها ليست مرتبطة بأن يستفيد البعض أو لا يستفيد، فأنا لا أعرقل أحداً.
زميلك شادي مارون، الذي شكلت معه ثنائياً في المسرح والبرامج التلفزيونية لسنوات عديدة، شارك بمسلسلات عديدة، في حين أنك شاركت في مسلسل واحد هو "فارس الأحلام"، لماذا لم تستمر بالمسلسلات؟
أنا أحب التمثيل، وكانت مشاركتي في المسلسل ناجحة وجميلة، لكن المسرح وطريقة العمل بالكوميديا أسرع، ولا تتطلب الكثير من الجهد على النص والحرف والكلمة، فكل مسلسل يتطلب حفظ النص مئة بالمئة، بينما بالكوميديا يتم وضع الفكرة فقط ونحن نبتكر فيها.
يمكن حالياً أن لا يتقبلوا شكل وجهي على الشاشة وهو جامد، إلا أن المسرح يتطلب روح الفنان وليس شكله وتفاصيل وجهه، لذلك إذ كنت أريد المشاركة بالتلفزيون، فلن يتم قبولي إلا إذا كان هناك دور كُتب لي بشكل خاص.
أختار المسرح لأنني أستمتع به أكثر، ولأنه مباشر مع الجمهور، ويرتكز على روح الفنان.
ثنائيتك مع الممثل شادي مارون "شادي وغابي"، لطالما كانت محبوبة من المشاهدين، هل سنراكما معاً مجدداً؟
ثنائيتي مع شادي مارون كانت تجربة فريدة وناجحة، لم نخطط لإنشاء هذه الثنائية، بل إنها نشأت بالصدفة. من الصعب أن يتكرر هذا الديو، لأنه يتطلب أن يبقى الممثلان اللذان يشكلان الثنائي مستمرين معاً لفترة أطول، ولكل منا ارتباطات. يمكن أن نشارك سوياً في عمل ما، وذلك بحسب الظروف وارتباطات كل منا، ففي فترة غيابي بسبب المرض، كان شادي مستمراً في عمله، وكانت لديه ارتباطات عديدة، لذلك لا يمكنه أن يترك عمله في أي لحظة ليشارك معي.
أي ممثل كوميدي ترغب في مشاركته بعمل؟ وأي ممثلة كوميدية تعتبرها الأشطر على الساحة؟
ليس لدي مشاكل مع أحد، وأحترم الجميع وأقدر مواهبهم، ولذلك أي ممثل لبناني أحب أن أشارك إلى جانبه بعمل، فأنا أركز أكثر على أدواري وماذا سأقدم، وليس على من يكون إلى جانبي، فأنا أتعاون مع الجميع.
كل الممثلات الكوميديات لطيفات، وكل منهن لديها لون مختلف عن الأخرى، إلا أن جميعهن ممتازات بالكوميديا، وأقدر فنهن وأشاهدهن بالمسرحيات.
درست الموسيقى، وأصدرت عدداً من الأغاني فيها جانب كوميدي، منها "أنا مغترب ولا فروج"، لماذا لا تطور نفسك في هذا المجال وتحترف الغناء؟
لن أهدر هذه الموهبة، وسأطور نفسي بالموسيقى بالتزامن مع عملي في المسرح، وسأشارك الجمهور موهبتي الموسيقية وأوصلها للناس، ولذلك يمكن أن أقدم أغاني رومانسية بصوتي، أو أن ألحنها لغيري، وسأكون سعيداً عندما أرى تفاعل الجمهور مع إنتاجاتي الموسيقية.
هل ستتزوج مجدداً بعد إنفصالك عن زوجتك السابقة؟
لم يشكل لي الإنفصال عقدة من الزواج، لذلك إذا وجدت الفتاة المناسبة، والتي سيكون بيننا تناغم وانسجام، سأتزوج مجدداً، الزواج جميل إلا أن ليست كل الأمور في الحياة بيدنا.
ما الهدف الذي لم تحققه حتى الآن؟ وما هي أعمالك القادمة؟
هناك الكثير من الأهداف التي أرغب في تحقيقها، إلا أنني لا أستطيع ذلك، لأن العمر أصغر من الأهداف والأحلام.
أما بالنسبة للأعمال القادمة، فأحضر حالياً لعمل مسرحي متكامل لشهر تشرين الثاني/نوفمبر، سيعرض قبل موسم الأعياد وعيد الميلاد.