مارينا ميشال جحا، شاعرة وملحنة نشأت في كنف عائلة فنية راقية. هي إبنة الشاعر الدكتور ميشال جحا، وزوجة المايسترو جورج مرعب، وشقيقة الملحن جوزيف جحا. كتبت ولحنت العديد من الترانيم الدينية والأناشيد الوطنية والأغاني الشعبية، نذكر منها أغنية "أفلسنا أفلسنا" للفنان الراحل سمير حنا، من كلمات وألحان مارينا جحا توزيع موسيقي المايسترو جورج مرعب، كما أحيت مارينا أرقى الحفلات والرسيتالات.
تعاملت مارينا جحا مع المطربة ميشلين خليفة، والفنانين وسام الأمير، نقولا الأسطا، باسكال مشعلاني، نادر خوري، وكارلوس عازار وغيرهم، وكان لها إلتفاتة كريمة بمناسبة تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، فأطلقت بصوتها ترنيمة "بالقداسة معمّد" من كلماتها وألحانها، توزيع موسيقي وتسجيل ستوديو المايسترو جورج مرعب، والتي تقول كلماتها:
"
وعيت وبالقداسة معمّد إكليلك صلا وإيمان، قلبك بالطهارة مزوّد يا بطرك إسطفان، يا بطرك إسطفان الدويهي يا مجد لبنان.
علم وقداسة ومنارة وللشرق عنوان، طوباوي وأجمل بشارة من رب الأكوان، يا بطرك إسطفان الدويهي يا مجد لبنان.
باركنا واهدينا عبر الأمان، والسلام اعطينا عمرّ الزمان، يا بطرك اسطفان الدويهي يا مجد لبنان".



كيف إنطلقت فكرة الترنيمة للطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي؟

إنطلقت فكرة الترنيمة بإلهام رباني، لاسيما أننا نمر بظروف صعبة في لبنان. حين علمت بخبر تطويب البطريرك الدويهي، شعرت بفرح داخلي، وقررت أن أكتب له ترنيمة، وأشكره على نعمة كتابة الترانيم والتسلح بالإيمان. هذه ليست الترنيمة الأولى، فقد كتبت ترانيم عديدة للسيدة العذراء، والقديسين منهم مار شربل والقديسة رفقا والقديسة مارينا ومار يوسف. إعلان تطويب البطريرك هو رسالة من الرب، للإبتعاد عن الخوف على لبنان، وللإيمان بأن بلدنا بأمان طالما أنه يزودنا بنعمة القديسين، والبطريرك إسطفان هو فيض من الخير والبركة من السماء للبنان وللكنيسة المارونية والعالم أجمع. كتبت الترنيمة من صميم قلبي المتعب، بعد عدة ظروف بدأت بالثورة، مروراً بإنفجار بيروت وكورونا والوضع الإقتصادي، وصولاً إلى الحرب في الجنوب، وأوجه تحية إلى أهل الجنوب، على أمل أن ينعم لبنان بالسلام. بين الدمعة والغصة، شكرت الرب على تطويب البطريرك الدويهي، الذي تحلى بمبادئ المحبة والتسامح والغفران، ونشر العلم والمعرفة.
أطلقت على هذه الترنيمة إسم "نشيد الفرح"، لأننا نشهد عرساً كبيراً، على أمل أن يصل الطوباوي إلى القداسة، وأنا أؤمن بأن قيامة لبنان آتية مهما إشتدت الصعاب.

لماذا قررتِ أداء ترنيمة "بالقداسة معمّد" بصوتكِ؟

قدمت الترنيمة بصوتي للتعبير عن مشاعر الفرح والألم التي تملكتني، لذا قررت تقديمها من قلبي إلى البطريرك إسطفان، وشكرت الرب على تزويدنا بنعمة جديدة من خلال القديسين، وقدمت الترنيمة بفرح إلى لبنان.

ماذا يرمز لكِ عيد انتقال السيدة العذراء الذي احتفلنا به مؤخراً؟

عيد إنتقال السيدة العذراء يشرق على لبنان والعالم، لنقول للعذراء: "نحن إلى جانبكِ وبحاجة إليكِ، ونطلب شفاعتكِ وحمايتكِ". كتبت للعذراء ترانيم عديدة، منها "إليكِ الكون يلتجئ" من ألحاني وترنيم الفنان إيلي خياط، "يا أماً حنونة يا مريم يا سلطانة السماء" ترنيم الفنان نادر خوري ومن ألحاني، و"يا ام القداسة" ترنيم المرنمة سندريلا عقيقي. أعتبر أن العذراء ملجأنا الوحيد، ونحن تحت حمايتها، والعيد فرح كبير وكذلك التجمعات في الكنائس والصلوات.

قدمتِ ترانيم وأغاني وطنية وأغاني شعبية، ما سرّ هذا التنوع؟

أنا تربيت في بيت فني، تغذيت من الوالد ميشال جحا لناحية الكلمة والثقافة، وبدأت بكتابة أغاني شعبية وبرزت موهبتي، وكان القلم دائماً رفيقي. قبل زواجي تخصصت بعلم النفس، وعملت في المجال في المدارس، وعندما أسست عائلة بدأت بالترانيم الدينية، ومنها إلى الأعمال الوطنية، والأغاني الشعبية التي تتميز بكلمات الحب والغرام، فوجدت نفسي أنسجم مع كل الألوان. أعتبر أن تسلحي بالإيمان زودني بطاقة لا تنفذ.

ماذا عن الأعمال الجديدة التي تحضرينها؟

هناك تحضيرات لأغنية للفنان نقولا الأسطا، وأغنية للمطربة ميشلين خليفة، وتعاون مع الفنان والملحن وسام الأمير من كلماتي وألحانه، وباقة من الأغاني من كلماتي وألحان شقيقي جوزيف، وكل هذه الأعمال التوزيع الموسيقي فيها هو لزوجي المايسترو جورج مرعب.