سلم كركلا الراية، هذه هي الكلمات التي تنصف مسيرة حافلة بالنجاحات، والجوائز والتقديرات، فقد زرع كل ما أعطته خبرة السنوات في إبنيه، وجعلهما يرسمان نهجاً جديداً قائماً على الأسس القديمة والمعاصرة، وبقي يتابع عن كثب كل ما يقدم، وجمع فكره بأفكار إبنيه، وبلورها للوصول إلى السمو.
في الجزء الثالث والأخير، نستعرض لكم الإختصاصات التي درسها كركلا، ونكشف لكم سبب تلقيبه بـ"المايسترو"، ونلقي الضوء على إبنيه المخرج إيفان ومصممة الرقص أليسار، والتقديرات والجوائز التي حصل عليها.
لهذا السبب لُقّب عبد الحليم كركلا بـ"المايسترو"
يُلقب عبد الحليم كركلا بـ"المايسترو" بسبب سعة معرفته بجميع جوانب المسرح الغنائي الراقص، فهو كان ولا يزال حتى يومنا هذا، يقوم بالأبحاث ويكتب السيناريو، ويصمم الرقصات والأزياء، ويختار الألحان الموسيقية، ويشرف على الإخراج في جميع أعماله الفنية.
كركلا على أرقى مسارح العالم وعلاقته بـ دار أوبرا بكين
خلال أكثر من نصف قرن، حمل مسرح كركلا رسالة لبنان والثقافة العربية إلى أكبر المسارح ودور الأوبرا العالمية، معبرًا عن أصالة شعب وثراء تاريخ، تناولت إبداعاته كبريات الصحف والإعلام العالمي.
في جولاته العالمية عرض مسرح كركلا أعماله على مسرح "سادلرزويلز" و"English National Opera House– الكوليزيوم" ومسرح "بيكوك" في لندن، ومسرح "كينيدي سنتر" في واشنطن، ومسرح "كارنغي هول" في نيويورك، وضمن مهرجان "سبولتو" ومهرجان "وولف تراب" في الولايات المتحدة الأميركية، دار أوبرا بكين NCPA، مسرح "الشانزليزيه" و"قصر المؤتمرات" ومسرح "الأولمبيا" في باريس، مسرح "أوساكا" في اليابان، دار أوبرا ريو دي جانيرو وساو باولو في البرازيل، دار الأوبرا السلطانية في مسقط ، دار أوبرا فرانكفورت، "المسرح الوطني" في أبوظبي،"دار الأوبرا" في القاهرة،"المسرح الوطني" في دولة قطر، وفي الكويت على مسرح "مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي"، وكذلك في سوريا وتونس والجزائر والمغرب وكل الدول العربية، حتى أصبحت لأعمال مسرح كركلا جمهورها في جميع بلدان العالم.
أما بالنسبة للصين، فقد أسست دار الأوبرا في بكين، وهي ومن أهم ثلاث دور أوبرا في العالم، مؤسسة WAPA (World Association for the Performing Arts)، والتي تقوم بدعوة أهم المسارح العالمية، منها L’Opéra de ،Tokyo Opera House ،Royal Opera House ،Scala Opera House
Paris... ومن العالم العربي كمسرح راقص، تم فقط دعوة مسرح كركلا ليكون عضواً حصرياً في مؤسسة الـWAPA . أما العربي الثاني والوحيد كدار أوبرا، فهو دار الأوبرا السلطانية مسقط.
ونتيجة لذلك، ولد تعاون فني وثقافي مع دار الأوبرا في بكين، لنشر وتبادل الثقافة بين لبنان والصين، الأمر الذي انعكس على متابعة تقديم مسرح كركلا لعروضه في الصين، كما إمكانية دعوة فرق صينية إلى لبنان، وإقامة ورش عمل بين البلدين.
قدم مسرح كركلا في الصين المسرحيات الآتية: "ألف ليلة وليلة"، "كان ياما كان"، "إبحار في الزمن على طريق الحرير"، وسيقدم في الموسم الجديد في شهر كانون الأول 2024 في الصين مسرحيته الجديدة.
زوجته وإبناه:
تعرّف كركلا إلى رفيقة عمره حنينة ساسين منصور، وبارك سعيد عقل زواجهما، وله من حنينة، إيفان وهو المخرج في مسرح كركلا، الذي نال مؤخراً باسم رئيس جمهورية ايطاليا وسام "نجمة ايطاليا من رتبة فارس"، وهو لا يكل عن السفر والتواصل مع أهم المرجعيات العالمية للتعاون وتبادل الخبرات. وإبنته أليسار وهي مصممة الكوريغرافيا في المسرح، التي عادت إلى لبنان بعد إتمام دراستها في أميركا، وبدأت تضع لمساتها الإبداعية على أسلوب مسرح كركلا العالمي، وأسست مدرسة "كركلا لتعليم فنون الرقص"، التي يقصدها الآلاف من أصحاب المواهب الشابة.
راية كركلا إلى إيفان وأليسار:
لم يحث المايسترو كركلا يوماً إيفان أو أليسار على دخول عالم الفن، لأنه يؤمن بأن الفن لا يمكن توريثه، فروح الإبداع والفن يجب أن يولدا مع الإنسان.
وإنطلاقاً من إيمانه بأن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بالعلم والمعرفة، وبعد أن أنهى إيفان وأليسار دراستهما المدرسية في إنجلترا التي تحتضن أغنى ثقافة مسرحية، أرسلهما إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليلتحقا بأهم وأرقى الجامعات.
بعدها عادا إلى لبنان إلى مسرح كركلا، ليتشربا هوية تراثهما العربي، ويتعلما من تجارب والدهما، ويضيفا رؤيتهما الإبداعية على رؤية المايسترو كركلا في الكثير من اللوحات الفنية، بإبداعات مبتكرة ومعاصرة، فالرؤية الفنية في عالم الإبداع تختلف من شخص إلى آخر، فلكل واحد فكر شعاعه وخياله ورؤيته الإبداعية.
لذلك مع كل عمل جديد وحتى يومنا هذا، يفكر الثلاثة معاً، ويلهم أحدهم الآخر لتتلاقى الرؤى، وتتبلور صورة فنية واحدة تكون الأجمل والأنسب. هم معاً للخيال المتجدد، ليكوّنوا آلية إبداع واحدة تحاكي الزمن الآتي.
الأعمال المسرحية
1972: اليوم وبكرا ومبارح
1974: غرائب العجائب وعجائب الغرائب
:1978 الخيام السود
1980: طلقة النور
1982: حكاية كل زمان
1985: أصداء
1990: حلم ليلة شرق
1995: أليسار ملكة قرطاج
1997: الأندلس المجد الضائع
1999: بليلة قمر
2002: ألفا ليلة وليلة
2004: ملحمة نوفمبر مسيرة الكرامة
2007: فرسان القمر
2008: تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية - زايد والحلم
2009: أوبرا الضيعة
2012: أبطال القدر - كان يا مكان
2016: إبحار في الزمن على طريق الحرير
2018: فينيقيا الماضي الحاضر
2020: جميل بثينة
جوائز تقديرية
حازت فرقة كركلا على العديد من الجوائز والأوسمة، ولم تكن محصورة فقط في لبنان:
1972 : جائزة سعيد عقل.
1973: وسام المجلس الثقافي الياباني.
1988: شهادة تقدير من سيناتور لوس أنجلوس.
1992: وسام الأرز الوطني برتبة فارس من الرئيس الياس الهراوي.
1992: وسام تقدير وثقافة من مؤسسة شكسبير في بريطانيا على عمله "حلم ليلة شرق".
1995: الوسام الثقافي من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
2000: وسام الأرز الوطني برتبة ضابط من الرئيس إميل لحود.
2004: قدم الرئيس الجزائري بوتفليقة لـ كركلا الوسام الأول عرفاناً بإبداعاته، التي تسامت بالأداء الفني العربي إلى العالمية.
2005: وسام الإستحقاق اللبناني المذهب من الرئيس إميل لحود.
2008: وسام الإستقلال من الدرجة الأولى من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل طيب الله ثراه، تقديراً لإسهامات كركلا المتميزةفي مجال تطوير الفن والمسرح العربي، وبعد أن قدم العمل المسرحي والملحمة الفنية "زايد والحلم" في أبوظبي، ضمن إحتفالات دولة الإمارات بالعيد الوطني الـ 37.
2011: شهادة تقدير من عمدة لوس أنجلوس.
2012: منح الرئيس بوتفليقة كركلا أعلى وسام في الدولة الجزائرية برتبة عهيد، إعترافاً بإبداعه الفني المتكامل، وأطلق عليه لقب "كركلا صديق الجزائر".
2012: وسام الأرز الوطني برتبة ضابط من الرئيس ميشال سليمان لـ إيفان كركلا، تقديراً لنجاحات فرقة كركلا حول العالم.
2019: إعلان عمدة تشارلستون جون تكلنبرغ في الولايات المتحدة الأميركية يوم "5 حزيران 2019" يوم المايسترو كركلا.