هيام أبو شديد ابنة الشاعر ايليا أبو شديد، إعلامية وممثلة لبنانية. قدمت العديد من البرامج التلفزيونية وتنقلت بين أكثر من محطة تلفزيونية منذ بداية مشوارها الإعلامي. عُرفت في برنامج "استديو الفن". كما شاركت في تقديم برنامج "نهاركم سعيد" على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. درست فن التمثيل وحازت دبلوم دراسات عليا في مجال الإخراج. ومثلت في عشرات المسلسلات وفي أفلام سينمائية.

النشأة

ولدت هيام أبو شديد في 18 كانون الثاني- يناير 1966 في غانا في افريقيا. والدها هو الشاعر الراحل إيليا أبو شديد. لها شقيقات ثلاث من بينهن شقيقتها الممثلة نغم أبو شديد. كما كان لها شقيق متوفي يدعى وليد.

في أجواء الأدب والشعر نشأت هيام، فورثت عن والدها الثقافة والنفحة الأدبية والكياسة العالية في حديثها، وكذلك الحرص على المستوى الفني والبُعد الإنساني لكل خطوة في مشوارها. وبعد أن كانت تسجلت في جامعة فرنسية لدراسة الطب، نصحها والدها بالتمثيل وأقنعها بأن أجمل ما في الحياة هو أن يحقق الإنسان هوايته. تركت فرنسا وعادت إلى لبنان لتدرس فن التمثيل في معهد الفنون الجميلة التابع للجامعة اللبنانية (قسم التمثيل)، ثم حازت دبلوماً في الإخراج والتمثيل في فرنسا قبل أن تدخل عالم تقديم البرامج. وكانت تقدّم مع أصدقائها في الجامعة عروضاً تنتمي إلى "مسرح الشارع" لجني المال. أول برنامج قدمته على الشاشة الصغيرة كان cine club على شاشة LBC حيث تعرّف إليها سيمون أسمر. ثم حازت على دبلوم دراسات عليا في مجال الإخراج. وبذلك باتت هيام أبو شديد تمتلك تجربة غنية في الإعلام والتمثيل والتلفزيون والكتابة الدرامية والسينمائية.

الحياة العائلية

تزوجت هيام أبو شديد في الرابعة والعشرين من عمرها من الطبيب الدكتور سهيل الحجيلي الذي أعجبت به بسبب تفكيره، ولها منه ولدان كندة ونديم اللذان يعيشان في كندا.

تجارب متنوعة ضمن البرامج التلفزيونية

لهيام أبو شديد مبادئ لا تحيد عنها في العمل الإعلامي إذ تصر على ألا يبيع الإعلامي ضميره كي يكون ناجحاً، يعمل بجهد، يعدّ ملفه بشكل كامل، يحترم نفسه ويحترم ضيفه.. ومن خلال عملها في تقديم البرامج، اكتشفت أن الإعلامي قادر على نقل أوجاع الناس وتحريك القضايا وحتى التغيير.

عرف الجمهور هيام أبو شديد لأول مرة من خلال تلفزيون لبنان، عن طريق تقديم البرامج. ثم تنقلت بين أكثر من محطة تلفزيونية، وتنوعت برامجها بين الثقافية والإنسانية والاجتماعية والفنية، لكنها ابتعدت عن البرامج السياسية ولم تقدم أياً منها. بعد أن اكتشفها المخرج الراحل سيمون أسمر، طلب منها تقديم برنامج "استديو الفن" على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC منذ عام 1992 حتى عام 1996.

واستطاعت على مدى ثلاث سنوات جذب عدد كبير من المشاهدين في برنامج "جدل" من إعدادها وتقديمها على شاشة MTV الذي ألقت فيه الضوء على مواضيع جريئة يعاني منها العالم العربي ويخشى الخوض فيها. كما قدمت برنامج "وأنا كمان" على شاشة المحطة نفسها والذي لقي إعجاب وتقدير الجمهور. وانتقلت هيام أبو شديد إلى محطة mbc حيث شاركت بتقديم برنامج "كلام نواعم"، ثم انضمت لقناة "الحرة" فقدمت أيضاً برنامجاً على مدى عامين، ثم ما لبثت أن تركتها بعد خلاف بينها وبين المذيع الذي كان يُفترض أن يشاركها تقديم برنامج "هُنّ".

عام 2012 تمّ التعاون بينها وبين جمعية الكتاب المقدّس في برنامج "الكلمة إلك" لحوالي 20 حلقة على شاشتي ال MTV و ال OTV حيث استضافت في كل حلقة ضيوفاً لشرح "الكلمة" وكيفية اختبارها في حياتهم. وقدمت برنامج "حروب وإيمان" حيث أبرزت الوجه الإيماني لأبرز القادة السياسيين المسيحيين في لبنان.

إعتزال التمثيل لسنوات عديدة وهذه الأسباب

الإعلام والتمثيل عزيزان على قلب هيام أبو شديد بالقدر نفسه كما أن ثقافتها كممثلة ساعدتها في تقديم وإعداد البرامج. فقد سخّرت دراستها الجامعية في التمثيل والإخراج لصالح تكوين شخصيتها كإعلامية.

الجدير ذكره أن هيام أبو شديد ابتعدت عن التمثيل خمسة عشر عاماً لتهتم بعائلتها بعد زواجها والتأقلم مع الحياة الزوجية. فضّلت تخصيص هذه السنوات لعائلتها والاهتمام بولديها. ذلك أن التمثيل يتطلب وقتاً أطول من العمل كمقدمة برامج.

​​​​​​​مسيرة حافلة من المسلسلات التلفزيونية وأدوار بطولية تخلت عنها

لمعت هيام أبو شديد وتألقت في أعمال درامية كثيرة. وإذا كانت قد شاركت في عشرات المسلسلات التلفزيونية، إلا أنها في المقابل اعتذرت عن أدوار بطولية لأسباب تخصها.

العودة إلى التمثيل كانت بدور "سلام" في مسلسل "عصر الحريم". الدور تمحور حول أم تقع في الغرام في سن متقدمة وتلقى عدم رضى من ابنها. بعدها تتالت مشاركاتها التمثيلية فشهدها الجمهور في مسلسل "ميليا" عام 1982، مسلسل "هيك ربونا" عام 1987، مسلسل "الأستاذ مندور عام 1987 حيث قامت بدور آسيا، مسلسل "ربيع الحب" عام 1995، مسلسل "شباب وبنات" عام 1996، مسلسل "نساء في العاصفة" عام 1997، مسلسل "صائمون ولكن" عام 2005، مسلسل "عصر الحريم" عام 2008، قامت فيه بدور سلام، مسلسل "إذا الأرض مدورة" عام 2009، مسلسل "لونا" عام 2010، مسلسل "من كل قلبي" عام 2012، مسلسل "لولا الحب" عام 2012، مسلسل "ياسمينة" عام 2014 جسدت فيه شخصية نسب، مسلسل "عروس وعريس" عام 2016، كضيفة شرف. مسلسل "أمير الليل" عام 2016 بدور سوسن، الذي جسدت فيه شخصية المرأة العنصرية الآتية من مجتمع مخملي لا يرحم البسطاء، مسلسل "الحرام" عام 2016 قامت فيه بدور لمياء، مسلسل "محرومين" عام 2017، مسلسل "بلحظة" عام 2017، مسلسل "الحب الحقيقي" عام 2017 حيث قامت بدور منى المرأة الأكثر تكلّفاً وسلطة في زمانها، مسلسل "كل الحب كل الغرام" عام 2018 حيث قامت بدور سعدى الثائرة التي تنتمي إلى طبقة الفلاحين، مسلسل "خمسة ونص" عام 2019 كضيفة شرف، مسلسل "بروفا" عام 2019 حيث قامت بدور كريستين، مسلسل "الكاتب" عام 2019، مسلسل "من الآخر" عام 2020 وقامت فيه بدور أم ياسمين، مسلسل "العودة" عام 2020، وقامت فيه بدور ياسمين المصابة بمرض السرطان في مشهد واحد ظهرت فيه حليقة الشعر. وقد لمعت هذه الشخصية وتركت بصمة لافتة لهيام أبو شديد في الدراما العربية.

الأفلام السينمائية

تعترف هيام أبو شديد أنها كسولة في الكتابة ومع ذلك كانت صاحبة سيناريو فيلم "بغمضة عين" عام 2017. كان لها مشاركات قليلة في الأفلام السينمائية تمثيلياً، فشاهدها الجمهور في فيلم "فلافل" عام 2006، وفيلم "كاش فلو" عام 2012 وقامت فيه بدور رانيا كضيفة شرف، وفيلم "عمفرق طريق" عام 2022.

العودة الى المسرح بعد غياب 36 عاماً

تشارك هيام أبو شديد حالياً في عمل مسرحي جديد بعنوان "معمول" كتابة وإخراج كريم شبلي وسارة عبدو، ويشاركها في التمثيل ندى أبو فرحات وجوزيف آصاف وسينتيا كرم وسارة عبدو.

وفي لقاء مع موقع "الفن" تحدثت أبو شديد عن دورها في العمل، كما تحدثت عن عودتها الى لبنان بعد هجرتها الى كندا وعن رجوعها لحبها الأول والأخير بعد غياب 36 عاماً عنه وهو المسرح.