هو الملك إن أطل على المسرح أحدث بركانا من التفاعل وتسونامي من الحب على امتداد العالم العربي. نجم بخلطة مختلفة عن كل نجوم الوسط الفني، له من الهالة ما يكفي ليحظى بهذا القدر من الحب والاحترام من جمهوره الذي ينتظر جديده في كل مرة وكأنها المرة الأولى.

هو وائل كفوري من دون القاب صاحب الصوت الشجي الذي قدم خلال مسيرته الفنية الحافلة الوانا غنائية متعددة جعلته وجها فنيا مشرقا لهذا البلد، وبات اسمه رديفا للفن الراقي الرومنسي الحالم الذي ينبسط بقدراته الصوتية على مدى سهل البقاع ويرتفع بنوتاته ارتفاع صنين.

من بيروت وتحديدا من على مسرح "الفوروم دو بيروت" أطل الملك بحفل استثنائي نموذجي بعدد الحضور والتفاعل الكبير من الجمهور مع أغنيته الجديدة التي حملت عنوان "يا ملك طل" من كلمات منير بو عساف والحان هشام بولس وتوزيع داني حلو.

هذه الأغنية تكاد تكون من أجمل الأغنيات التي قدمها وائل خلال الآونة الأخيرة، دغدغ فيها الكاتب مشاعر الملك وإطلالته على المسرح وإشتياق الجمهور لملاقاة نجمهم المحبوب بلهفة وحب وإشتياق. ليطل الكفوري بصوته الجهوري الرحب الذي يتسع لهذا الكم من المشاعر المختلفة ويقول:

يسعد مسا الأحباب من بعد لغياب

الفرحة بقلبي كيف بدّي أوصفا

وعرفت بس طلّيت يا أغلى لحباب

هيك الدّني بتجيب عشّاق الوفى

أنتوا مملكتي وجمهوري وفيكن بتشرف بحضوري

ولو ما أنتوا تكونوا حدّي ما كنت وائل كفوري

هذا الكلام الذي ردده وائل على مسامع جمهوره أحدث صخباً وثورة من التفاعل والأحاسيس، فالملك يتغنى بمملكة جمهوره ويقولها بالحرف الواحد لو لم تكونوا جنبي لما كنت وائل كفوري.

هذا الطيف الشاعري قادر أن يثير مشاعر جمهوره الذي ترجم حبه بالتصفيق المتواصل والهيصة ومناداته بعبارة "الله الله يا ملك".

يواصل تقديم رائعته ليسلط الضوء على تقديمه ومنذ البداية الاغنية اللبنانية وهي موضع فخر بالنسبة إلى مسيرته وهي حقيقة لا مفر منها أن وائل طبع لونا مختلفا للأغنية اللبنانية ليكون امتدادا لعمالقة الأغنية اللبنانية ونقصد وديع الصافي والصبوحة وملحم بركات وزكي ناصيف وغيرهم.

تتحول الاغنية لتأخذ منحى وطنيا في خضم الازمات التي تعصف بالبلد وتضعه في كل لحظة على فوهة بركان. يتغنى وائل من خلال هذه الاغنية بالوطن وحبه لهذا الوطن المرادف للحياة والعزة والكرامة والثقافة.

يتغنى بست الدني بيروت هذه العاصمة التي ومهما حاولوا اغراقها بترهاتهم ورهاناتهم تبقى عاصمة للحياة لا تقوى عليها أبواب الجحيم والتاريخ شاهد على ذلك.

يكمل وائل صوب البقاع الذي انجبه والشمال وجبل لبنان وشموخ صنين حاملا تحية العز إلى الجنوب الصامد. ليختتم رائعته بالله واكبر وكيرياليسون بأداء خيالي في دلالة واضحة وصريحة على ان هذا البلد لا يمكنه ان يستمر وينتفض وينهض من كبوات الظلم والظلام الا بالعيش المشترك.

هنيئا لوائل هذه التحفة الفنية وهنيئا للبنان وشعبه بنجم بات بحجم وطن سيخلد بأعماله على مدى السنوات المقبلة.