حسن حمدان، ممثل لبناني بدأ مسيرته الفنية في أوائل التسعينيات، وشارك في عدد كبير من المسلسلات اللبنانية والمسلسلات المشتركة، منها "حكايتي" و "ما فيي" و "الباشا" و "خمسة ونص"، والتي حققت نجاحاً كبيراً في لبنان والدول العربية.
شارك حسن حمدان مؤخراً في مسلسل "ع أمل"، الذي عرض في موسم دراما رمضان الماضي، والذي حقق نجاحاً كبيراً.
وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع حسن حمدان، والتي تحدث فيها عن النجاح الذي حققه المسلسل، وكشف عن رأيه بأسلوب التمثيل الجديد، وعن الأدوار التي يفضلها في الدراما.

ما هو برأيك سبب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "ع أمل"؟

كانت عناصر النجاح بهذا المسلسل متكاملة، سواء لناحية النص والإنتاج أو لناحية المخرج والممثلين، جميعهم كملوا بعضهم البعض، كما أن محبة الجمهور هي الأساس لأي نجاح ولأي عمل، وبوجود هذه العناصر جميعها كان مسلسل "ع أمل" الأول في موسم دراما رمضان.

هل واجهت مواقف محرجة بسبب شخصية "عقيل" التي جسدتها في المسلسل؟

من خلال قراءتي للمسلسل ولشخصية "عقيل"، توقعت وعرفت أن شخصية "عقيل" لن تكون شخصية محببة لدى الناس وسيكرهونها، خصوصاً أن شخصية "عقيل" بالأسلوب الدرامي هي شخصية شريرة بالمسلسل، أو كانت ضحية التربية، وأسلوب الحياة التي تربى عليها والعادات والتقاليد، لذلك توقعت أن تكره الناس شخصية "عقيل" بالحقيقة.
واجهت الكثير من المواقف المحرجة بسبب شخصية "عقيل"، سواء إن كان خلال عرض المسلسل أو بعد عرضه، مواقف لا تعد ولا تحصى، ولا زلت حتى الآن أواجه هكذا مواقف، بالرغم من مرور وقت على عرض "ع أمل".

أي من العادات التي تمسك بها "عقيل" تعتبرها مهمة، ويجب المحافظة عليها؟

هناك الكثير من العادات التي كانت سائدة، والتي تربى عليها "عقيل" وهي مهمة، ولكن ليس بمنهجية أو فكر "عقيل" بهذا المسلسل، منها اللُحمة العائلية، والجمعة العائلية، واللهفة على الأولاد والخوف عليهم، التضافر فيما بينهم، وحدة الحال بين العائلة أو أولاد العم أو الأخوة وغيرهم.. هذه عادات جميلة جداً، وأصبحت مفقودة في الوقت الحالي، ولم تعد مثل الأول، ويجب أن نعيد إحياءها بما يتلاءم مع هذا الزمن، وليس بالطريقة التي كانت سائدة بها من حيث القسوة والعنف.

أي قضية من القضايا التي طرحها مسلسل "ع أمل" تعتبرها الأهم، وأثرت فيك بالأكثر؟

الكثير من القضايا التي تناولها المسلسل كانت مهمة، أهمها العلم لأنه مهم جداً للفتاة في هذا الزمن، ولست ضد أن تكمل علمها إلى أن تصل إلى أعلى المراتب، أو حتى أن تتوظف وتتبوأ مناصب كبيرة وقيادية في مجتمعها.
في هذا الزمن، نحن بحاجة إلى إمرأة تحكم، ربما لأن الأم هي التي تربي أولادها في البيت، ويمكن أن تكون قراراتها مهمة في المجتمع.

شاركت في مسلسلات خلال حقبة التسعينيات، ما رأيك بأسلوب التمثيل الذي نشاهده مؤخراً في العديد من الأعمال، وهو مواكبة أصداء المسلسل وتغير المسار بناء على ذلك؟

إختلف الأسلوب الكتابي أو حتى الدرامي بين الثمانينيات والتسعينيات وبين الوقت الحالي، وأنا أتذكر عندما بدأت مسيرتي الفنية، كانت المسلسلات مكتوبة بالكامل وجاهزة قبل تصويرها، وعبارة عن 13 حلقة أو 10 حلقات، حتى أن الأفلام التلفزيونية كانت رائجة، أما الآن فإختفت هذه الأفلام، كما أن أسلوب التمثيل تغير لأننا في عصر غير ذلك العصر الذي أعتبره الزمن الجميل، والذي حببنا بلبنان وأوطاننا العربية، حين كان الأسلوب المنهجي المتبع راقياً، ولا زال حتى الآن موجوداً، إلا أنه تغير قليلاً مواكبة لعصر السوشيال ميديا.
كما أن بعض شركات الإنتاج تبحث عن ممثلين مشهورين على السوشيال ميديا، لكن ليس لهم علاقة بالتمثيل، ونجاح الشخص على السوشيال ميديا لا يعني أنه سيكون ناجحاً بالدراما، هذه تعتبر آفة من آفات هذا الزمن.
كما أنني لا أحبذ كثيراً منهجية التمثيل الجديدة، التي هي أن تبدأ شركة الإنتاج بمسلسل مكتوبة منه عدة حلقات، ولا يكون الممثل أو المخرج على علم بمصير الشخصية.

جسدت أدواراً متنوعة بين الخير والشر، هل تفضل الأدوار النافرة التي تترك أثراً بالمشاهد، مثل دورك في "ع أمل"؟

أنا أحب الأدوار النافرة، لأن فيها تحدٍ لي، وتحدٍ للدور إذ كان سيصل صداه إلى الناس بشكل صحيح أو لا، وعندما يجسد الممثل شخصية شريرة، يجعل الناس كلهم، حتى عائلة الممثل، ينسون شخصيته الحقيقية، وهذا يعني أنه أدى الدور بنجاح، وأن الرسالة الأساسية من الدور قد وصلت. وبشكل عام أدوار الشر فيها تحدٍ، أما أدوار الخير فهي جميلة، إلا أنها لا تتطلب الكثير من المجهود.

شاركت بمسلسلات مشتركة عديدة، منها "ما فيي"، و "الباشا" و"خمسة ونص"، أي دور تعتبره سبب شهرتك عربياً؟

كل المسلسلات التي شاركت فيها جميلة، إلا أنني أعتبر أن مسلسل "ما فيي" مع المخرجة رشا شربتي، وإنتاج شركة "الصباح"، سلط الضوء عليّ درامياً، وأعادني إلى الدراما التلفزيونية، وإستمر نجاحي في مسلسل "الباشا"، ثم في مسلسل "خمسة ونص"، وصولاً إلى اليوم، الحمد لله لا زلت موجوداً، وسأستمر إن شاء الله.

أي قضية أو آفة في المجتمع تختارها لطرحها في عمل درامي من كتابتك؟

هناك الكثير من الآفات، أعمل حالياً على كتابة مسلسل، يتناول واحدة من أهم الآفات التي نشهدها في حياتنا اليومية وعلى الطرقات.