رومي شنايدر ممثلة نمساوية تميزت بجمالها وبموهبتها. والداها ممثلان كانا مقربين من النظام النازي، حققت شهرة كبيرة في السينما والمسرح في ألمانيا. كانت تحلم بالإقامة في باريس وحققت حلمها وشاركت في أفلام أميركية وفرنسية وإيطالية. لم تتقبل فكرة تقرب والديها من النظام النازي والعلاقة العاطفية بين والدتها وأدولف هتلر.
نشأتها
ولدت رومي شنايدر في فيينا في 23 أيلول/ سبتمبر 1938. إسمها الحقيقي روزماري الباك ريتي. والدها وولف ألباكريتي وهو ممثل ووالدتها ماغدا شنايدر ممثلة شهيرة. نشأت في بافيير بالقرب من بيشتيسغادن. لها أخ أصغر منها وبعد طلاق والديها دخلت الى مدرسة داخلية بالقرب من سالزبورغ وبرزت موهبتها في التمثيل على خشبة المسرح. عام 1953 تركت رومي المدرسة وإنضمت للإقامة مع والدتها التي تزوجت للمرة الثانية من هانز هربرت بلاتزهايم.
بدايتها
في الخامسة عشرة من عمرها بدأت رومي شنايدر بمرافقة والدتها الى أماكن التصوير حيث كانت تشارك في فيلم Lilas Blancs . وعندما لاحظت والدتها أن إبنتها موهوبة قررت الإهتمام بمستقبلها الفني. شاركت رومي شنايدر بأدوار الشابات الرومانسيات وفي عام 1955 برزت بدور Sissi. لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً وتم تصوير جزئين منه. عام 1958 إتخذت مسيرتها الفنية منحى جديداً حين شاركت ببطولة أول فيلم فرنسي Christine مع الممثل الفرنسي آلان دولون. وبعد الفيلم قررت الإقامة في باريس.
علاقة بين والدتها وهتلر
ولدت رومي شنايدر في فيينا بعد بضعة أشهر من دخول الجيش الألماني الى النمسا ونشأت في قرية مجاورة لمقر الزعيم النازي أدولف هتلر. ولم تتقبل أبداً طيلة حياتها حقيقة أن والديها كانا متعاطفين مع النظام النازي والشكوك التي راودتها عن علاقة عاطفية بين والدتها وبين هتلر.
مع آلان دولون
عام 1961 شاركت رومي شنايدر وآلان دولون في مسرحية Dommage qu'elle soit une putain بإدارة لوتشينو فيسكونتي. بعدها شاركت بفيلمين أميركيين Le cardinal و Prête-moi ton mari ثم عادت الى فرنسا. عام 1964 بدأت بتصوير فيلم l’Enfer للمخرج هنري جورج كلوزو حيث جسدت شخصية مميزة. إبتعدت عن السينما وإنصرفت للإهتمام بحياتها الخاصة ما بين 1966 و1968.
جائزة سيزار
عام 1968 شاركت رومي شنايدر في فيلم La Piscine للمخرج جاك دوراي وشاركها بالبطولة آلان دولون. جسدت دور المرأة العصرية من خلال عدة أفلام مع المخرج كلود سوتي ونالت جائزة سيزار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم Une histoire simple عام 1978. لم تتردد بتجسيد شخصيات مركبة وتعاونت مع مخرجين كبار منهم لوتشينو فيسكونتي بيار غرانيي ديفير وكلود شابرول وكوستا غافراس وكلود ميللر. الفيلم الأخير الذي مثلته عام 1982 كان La passante du Sans-Souci مع المخرج جاك روفيو.
حياتها الخاصة
بعد ان إلتقت رومي بالممثل آلان دولون خلال تصوير فيلم Christine عام 1958، نشأت بينهما علاقة عاطفية وأعلنا خطوبتهما عام 1959. لكنهما إنفصلا عام 1963. في تموز 1966 تزوجت رومي من المخرج هاري ميين ورزقا بولد واحد عام 1966 أطلقا عليه إسم دافيد لكنهما إنفصلا عام 1972 وحصلا على الطلاق عام 1975. أغرمت رومي شنايدر بسكرتيرها السابق دانيال بيازيني وهي تتقدمه بالعمر 11 عاماً. تزوجا في كانون الأول/ديسمير 1975 ورزقا بطفلة ساره عام 1977. بعد ثلاث سنوات تطلقا.
وفاة إبنها
في 5 تموز/ يوليو 1981 لاقى إبن رومي شنايدر دافيد البالغ من العمر 14 عاماً حتفه أثناء تسلقه على سياج منزل بيازيني.
وفاتها
لم تتحمل الممثلة رومي شنايدر وفاة إبنها وأمضت ما تبقى من عمرها حزينة ويائسة وبعد حوالي سنة من وفاة إبنها رحلت رومي شنايدر في 29 أيار / مايو 1982 وقد وجدها صديقها لوران بيتان في منزلها الباريسي. وحول سبب وفاتها كان هناك فرضيتين فالبعض اشار الى انها انتحرت بعد ان شربت الكثير من الكحول واخذت الكثير من الادوية بينما البعض الاخر يقول انها توفيت نتيجة توقف قلبها بشكل مفاجئ.