تحولت فرحة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف إلى إحراج وطلب تبرير بدل أن يكون إعتزاز بالنجاح الذي حققته بعد سنوات من الإنتظار، ودخلت الترند ولكن بدل أن يكون بفوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، كان بسبب التساؤلات عن هويتها الجنسـ ـية، وما إذا كانت متـحولة جنسـياً!
وفي التفاصيل، فازت اللاعبة الجزائرية إيمان خليف بالمباراة الإفتتاحية في أولمبياد باريس 2024، بعد إنسحاب منافستها أنجيلا كاريني عقب 46 ثانية فقط من بداية المباراة لتتفاجأ بعدها بحملة واسعة من التشكيك في جنـسها، بدلاً من أن تقرأ مباركات على الإنجاز الذي إنتظرته لمدة أعوام.
وبعد أن أخفقت الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني في تحمل لكمة واحدة منها في بطولة السيدات للملاكمة أرجعت الأمر إلى الألم الشديد في أنفها بعد اللكمات الأولى معتبرة أنها لم تتلقى ضربة كهذه من أي فتاة من قبل، لتشعل السوشال ميديا بتعليقات سلبية مشككة أن إيمان رجل وليست أنثى، ولذلك يجب ألا تنافس في بطولة السيدات للملاكمة، مطالبين بإستبعاد إيمان من المباريات القادمة.
هذا الأمر أجبر والد إيمان على الدفاع عن إبنته، وإبراز تقارير ثبوتية تؤكد أنها أنثى منذ ولادتها، وتحب الرياضة كثيراً، وقال في إحدى تصريحاته: "الهجمات ضدها غير أخلاقية، وهذا ليس عدلا، إيمان فتاة تحب الرياضة منذ أن كانت في السادسة من عمرها، وكانت تلعب كرة القدم"، بالمقابل لم تأبه إيمان بالحملة التي شنت عليها، وأكملت تقدمها في البطولة بفوزها على المجرية لوكا آنا هاموري، التي لم تبك ولم تشتك، بل صافحتها بالنهاية.
هذه ليست المرة الأولى التي تشارك بها إيمان في الأولمبياد، فقد مثلت بلدها 3 مرات من قبل ولكنها لم تتمكن من الفوز، وفي المرة الأولى التي تمكنت فيها من تحقيق حلمها، تطلب الأمر جملة واحدة من منافسة مقهورة لكي تضع علامات إستفهام حول أهليتها!! ألم يكن التحول الجنـسي أمراً طبيعياً ومقبولاً في العرض المقزز لإفتتاحية الأولمبياد؟؟!
ما هذه الإزدواجية في المعايير التي تسمح بتحويل حلم شابة طويل، لفرصة للتشكيك بحقها بهذا الحلم؟ العديد من قصص النجاح حولنا باتت تتحول إلى نقمات بسبب حملات التنمر التي نشهدها على السوشال ميديا، والتي عادة تتناول أمور لا علاقة لها بشكل مباشر بالقصة، لو يضع المتابع نفسه للحظة مكان الشخص الذي يتعرض للتنمر، ويرى مدى بشاعة الأمر.