Sir Roderick David Stewart المعروف برود ستيوارت مغني وكاتب أغاني بريطاني شق طريقه إلى عالم الروك اند رول والبوب الموسيقي بتعب وجهد وقطع مراحل عديدة مليئة بالصعاب. بدأ مسيرته منفرداً، وانضم إلى عدة فرق موسيقية وغنى أمام الآلاف في أقطار العالم وحقق ثروة طائلة. ويعد من بين الفنانين الموسيقيين الأكثر مبيعاً على الإطلاق، حيث باع أكثر من 120 مليون تسجيل في جميع أنحاء العالم.
الولادة والعائلة
ولد رودريك ديفيد ستيوارت الذي عُرف لاحقاً برود ستيوارت في هايغيت، شمال لندن، في 10 كانون الثاني/ يناير 1945، وهو الأصغر بين خمسة أطفال لروبرت جوزيف ستيوارت وإلسي ريبيكا جيلبارت. كان والده الاسكتلندي عامل بناء رئيسياً في ليث، إدنبرة، بينما كانت والدته إلسي إنجليزية، نشأت في أبر هولواي في شمال لندن. تزوجا عام 1928، وأنجبا صبيين وابنتين أثناء إقامتهما في اسكتلندا، ثم انتقلا إلى هايغيت.
أبصر رود ستيوارت النور في المنزل خلال الحرب العالمية الثانية، بعد ثماني سنوات من آخر شقيق له. عاش وسط أسرة متوسطة الحال. وكان مدللاً إذ كان الأصغر سناً، ووصف طفولته بأنها "سعيدة بشكل خيالي". كان سجله غير مميز في مدرسة هايغيت الابتدائية ورسب في امتحان الصف الحادي عشر. ثم التحق بمدرسة ويليام غريمشو الثانوية الحديثة في موسويل هيل. عندما تقاعد والده من مهنة البناء، اشترى متجراً لبيع الصحف وعاشت العائلة في المتجر. كانت هواية ستيوارت الرئيسية هي تصميم السكك الحديدية.
رود وكرة القدم
ركزت العائلة بشكل عام على كرة القدم، إذ كان والد رود ستيوارت يلعب في فريق هواة محلي وأدار بعض الفرق. كان ستيوارت لاعب كرة القدم الأكثر موهبة في العائلة وكان من أنصار أرسنال في ذلك الوقت. من خلال الجمع بين الألعاب الرياضية الطبيعية والعدوان شبه المتهور، أصبح قائد فريق كرة القدم بالمدرسة. ترك ستيوارت المدرسة في سن الخامسة عشرة وعمل لفترة وجيزة في مطبعة. بتشجيع من والده، كان طموحه أن يصبح لاعب كرة قدم محترف. في صيف عام 1960، تمرن في أحد النوادي من الدرجة الثالثة في ذلك الوقت. وفي ما يتعلق بالخيارات المهنية المحتملة، ذكر ستيوارت أن "حياة الموسيقي أسهل بكثير، لقد كنت أعشق الموسيقى... إنهما الشيئان الوحيدان اللذان يمكنني القيام بهما في الواقع: لعب كرة القدم والغناء".
الفن في العائلة
كانت العائلة أيضاً من أشد المعجبين بالمغني آل جولسون وكانوا يغنون ويعزفون أغانيه. جمع ستيوارت تسجيلاته وشاهد أفلامه وقرأ كتباً عنه وتأثر بأسلوب أدائه وموقفه تجاه جمهوره. كانت بداية إعجابه بموسيقى الروك أند رول هي سماع أغنية ليتل ريتشارد عام 1956 بعنوان "الفتاة لا تستطيع مساعدتها". اشترى له والده غيتاراً في كانون الاول/يناير 1959، وفي عام 1960، انضم إلى مجموعة سكيفل مع أصدقاء المدرسة.
أعمال متنوعة
عمل رود ستيوارت في متجر العائلة في توصيل الصحف. ثم عمل لفترة وجيزة كعامل في مقبرة هايغيت، وفي صالة الجنازات وككاتب لافتات. في عام 1961، تقدم من منتج أسطوانات لإجراء اختبار أداء غنائي، لكنه رفضه. فبدأ ستيوارت بالاستماع إلى الفنانين الشعبيين البريطانيين والأمريكيين وركّز على الألبوم الأول لبوب ديلان
بداية الرحلة الموسيقية
في عام 1962، بدأ رود ستيوارت بالتجول مع المغني الشعبي ويز جونز، حيث كان يتجول في ليستر سكوير وأماكن أخرى في لندن. كان رود يتولى العزف على الهارمونيكا آنذاك. في عدة رحلات على مدار الأشهر الثمانية عشر التالية، نقل جونز وستيوارت عملهما إلى برايتون ثم إلى باريس، حيث ناما تحت الجسور فوق نهر السين، ثم انتقلا إلى برشلونة. وأدى ذلك إلى اعتقال ستيوارت وترحيله من إسبانيا بتهمة التشرد في عام 1963.
بعد عودته إلى لندن، انضم ستيوارت إلى فرقة الإيقاع والبلوز The Dimensions، في تشرين الأول- أكتوبر 1963، كعازف هارمونيكا ومغني. كانت هذه أول مهمة احترافية له كموسيقي، على الرغم من أن ستيوارت كان لا يزال يعيش في المنزل ويعمل في متجر أخيه للرسم وإطارات الصور. قدمت الفرقة عروضها أسبوعياً في نادي Studio 51 الشهير في لندن، حيث غالباً ما تتصدر فرقة رولينغ ستونز العناوين الرئيسية.
الألبوم الأول وما بعده
أول ألبوم منفرد لرود ستيوارت صدر في عام 1969 (كان يُعرف باسم ألبوم رود ستيوارت في الولايات المتحدة). وكان صوته مزيج صادق من الموسيقى الشعبية والروك والبلوز. الألبوم الثاني المنفرد لستيوارت "Reason to Believe" عام 1971 جعله اسماً مألوفاً في أغنيته "Maggie May" . احتل الألبوم والأغنية المركز الأول في وقت واحد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
كانت ألبومات ستيوارت المبكرة عبارة عن مزيج من موسيقى الروك والموسيقى الشعبية وموسيقى السول. ألبومه الثالث عام 1971 تصدر المخططات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، كما فعلت أغنيته "ماجي ماي". ألبوم المتابعة الخاص به عام 1972، Never a Dull Moment، وصل أيضاً إلى المركز الأول في المملكة المتحدة وأستراليا، بينما احتل المراكز الثلاثة الأولى في الولايات المتحدة وكندا.
العروض الغنائية
في كانون الثاني/ يناير 1985، قدم رود ستيوارت عرضاً أمام جمهور كبير في مهرجان Rock in Rio في ريو دي جانيرو. وفي أيلول/سبتمبر 1988، أدى ستيوارت أغنية Forever Young في حفل توزيع جوائز MTV Video Music Awards لعام 1988 في المدرج العالمي في لوس أنجلوس، وفي عام 1989 حصل على ترشيح لجائزة Grammy Award لأفضل أداء صوتي روك للأغنية. وعام 1989 توجه ستيوارت إلى اميركا الجنوبية لإحياء حفلات هناك فحضر حفلاته عشرات الآلاف من المحبين والمعجبين في مكسيكو وغوادالاخارا وبيونس ايرس. وفي 31 كانون الأول /ديسمبر 1994، عزف ستيوارت أمام 3.5 مليون شخص على شاطئ كوباكابانا في ريو، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لتنظيم أكبر حفل لموسيقى الروك في التاريخ.
حفل للأميرة ديانا
في 1 تموز/ يوليو 2007، أدى رود ستيوارت حفلاً موسيقياً للأميرة ديانا أقيم في ستاد ويمبلي في لندن، وهو الحدث الذي احتفل بحياة الأميرة ديانا بعد مرور 10 سنوات تقريباً على وفاتها. قام بأداء أغنيات "Sailing", "Baby Jane" and "Maggie May". في 12 كانون الأول /ديسمبر، أدى لأول مرة في Royal Variety Performance في مدرج لندن أمام صاحب السمو الملكي أمير ويلز ودوقة كورنوال.
ستيوارت والمرض
في أيار/ مايو 2000، تم تشخيص إصابة رود ستيوارت بسرطان الغدة الدرقية، وخضع لعملية جراحية في نفس الشهر. هددت هذه الجراحة صوته، وكان عليه أن يتعلم كيفية الغناء مرة أخرى. ومنذ ذلك الحين نشط في جمع الأموال لصالح مؤسسة مدينة الأمل الخيرية لإيجاد علاجات لجميع أشكال السرطان، وخصوصاً تلك التي تصيب الأطفال. في أيلول/ سبتمبر 2019، كشف ستيوارت أنه تم تشخيص إصابته بسرطان البروستات في عام 2017، وتم شفاؤه بعد العلاج.
ثروة رود ستيوارت
عرف عنه أنه كان يحب جمع السيارات فهو يملك واحدة من سيارات Ferrari Enzos التي يبلغ عددها الأربعماية في العالم.
قُدرت ثروة ستيوارت بـ 215 مليون جنيه إسترليني في قائمة Sunday Times Rich List لعام 2021، مما جعله يحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة أغنى شخص في صناعة الموسيقى البريطانية.
العلاقات الخاصة
في عام 1962، أقام رود ستيوارت أول علاقة جدية له مع طالبة الفنون اللندنية سوزانا بوفي التي حملت منه، لكن، لا رود ولا عائلته أرادوا أن يتزوجا، فتم التخلي عن الطفلة للتبني وانتهت علاقة رود وسوزانا.
وأقام علاقات مع 4 نساء ورزق من علاقته الأولى بابنة تدعى ساره. ثم تزوج رود ستيوارت ثلاث مرات وله أولاد هم كيمبرلي وشون وروبي من زوجته الأولى، ورينيه وليام من زوجته الثانية، وألاستير والاس وأيدن باتريك من زوجته الثالثة والأخيرة. له إذن ثمانية أولاد.
الجوائز
حاز رود ستيوارت خلال مسيرته على جوائز عدة:
-عام 1991 انتخب أفضل مغني عالمي في جولدن أوروبا.
-في حفل توزيع Brit Awards عام 1993 في لندن، حصل على جائزة "المساهمة المتميزة في الموسيقى".
-جائزة الأسطورة من جوائز الموسيقى العالمية عام 1993.
-عام 1994 تم إدخال ستيوارت إلىRock and Roll Hall of Fame .
-عام 1999 نال جائزة الإنجاز مدى الحياة ضمن جوائز إيفور نوفيلو.
-عام 2001 حصل على الجائزة الماسية الأولى على الإطلاق من جوائز الموسيقى العالمية لأكثر من 100 مليون تسجيل تم بيعها في جميع أنحاء العالم.
-عام 2005 نال جائزة جرامي لأفضل ألبوم بوب صوتي تقليدي.
-في 11 أكتوبر 2005، حصل ستيوارت على نجمة في ممر المشاهير في هوليوود لإسهاماته في صناعة الموسيقى.
-عام 2006 تم إدراجه في قاعة مشاهير الموسيقى في المملكة المتحدة.
-تم تعيين رود ستيوارت قائداً لوسام الإمبراطورية البريطانية (CBE) في مرتبة الشرف للعام 2007 لخدماته في مجال الموسيقى.
-تم إدراجه في قاعة مشاهير الروك آند رول عام 2012 كعضو في فرقة Faces.
-عام 2016 حصل على وسام فارس مع مرتبة الشرف عن "خدماته للموسيقى والأعمال الخيرية".