بعد غيابه عن الساحة الإعلامية لأكثر من سنة ونصف السنة، إلا أن الأثر الذي تركه لدى متابعيه ومحبيه، جعله يعود اليوم إلى الشاشة وبقوة، ببرنامجه الجديد "النشرة مع تمام" على قناة "الجديد"، وبنفس الجرأة، فهو الذي لطالما تألق وأبدع وطبع بصمته الخاصة، رغم أنه واجه العديد من التحديات، لكنه أثبت أنه من بين الإعلاميين الأبرع في المحاورة والمواجهة المباشرة، في برامج الـ HARDtalk Show.
إنه الإعلامي اللبناني تمام بليق، الذي يحل ضيفاً على موقع الفن، وكان لنا معه الحوار الآتي.
نادراً ما تتحدث عن طفولتك وعن الجو العائلي الذي ترعرت فيه، أخبرنا عن تلك الفترة من حياتك، وأهم التفاصيل التي ما زالت تؤثر بك حتى يومنا هذا؟
لطالما تحدثت عن طفولتي، والعديد من الأشخاص طرحوا عليّ العديد من الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع، وسأتكلم الآن عنها أيضاً، طفولتي كانت من أروع ما يكون، الحمد لله، عشت طفولة جميلة مع عائلة تمكنت من أن ترافقني في كل مرحلة عمرية، وهذا أجمل شعور. طفولتي كانت من أجمل أيام حياتي، لأنني ترعرت في منزل يدرك معنى الطفولة، وتعلمت الكثير. الطفولة هي أمر أساسي وجميل، وكانت إيجابية في حياتي، إلى درجة أن هناك أشخاصاً يقولون لي، ما زلت تملك براءة الطفولة في العديد من الأحيان.
لديك خمسة أشقاء، قلما تذكرهم، رغم أنك كنت ضيفاً في العديد من البرامج الحوارية، كيف هي علاقتكم ببعضكم البعض؟
تعلمنا من طفولتنا أن نساند بعضنا البعض، وأن نكون متضامنين في كل المواقف، وبرفقة بعضنا البعض دائماً، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لنا.
رحل والدك المهندس محمد سليم بليق عام 2018، رحمه الله، ما هي الأمور التي أخذتها من والدك لتعطيها لإبنيك؟
رحم الله جميع الموتى، والدي ترك لي إرثاً كبيراً جداً، إرث المحبة لإبنَي، علمني كيف أصنع المحبة بينهما، وكيف أكون حنوناً وكريماً، وكيف أتعامل مع الناس، وكيف أبتعد عن المصالح الشخصية، وكيف أكون قوياً وعلى قدر المسؤوليات التي تسند إليّ، كل هذه الأمور أخذتها من والدي وسأعلمها لإبنَي.
خضت العمل الإعلامي منذ فترة طويلة، وبعدها إنتقلت إلى برنامجك الخاص في عام 2015، لماذا إعتمدت برامج "HARDtalk Show"، خصوصاً وأن هذا النوع من البرامج لا يتلاءم مع المجتمع الشرقي؟
صحيح أن هذا النوع من البرامج لا يتلاءم مع المجتمع الشرقي، ولكنه موجود في الدول الغربية، وهو من أهم أنواع البرامج الحوارية، وليس كل شخص قادر على تقديم هذا النوع من البرامج، الحمد لله تمكنت من أن أنجح في تقديمه، ولا زلت أقدم هذا النوع من البرامج الحوارية.
ولكن إذا ما أردنا الحديث عما إذا ما كان يليق بالمجتمع الشرقي أو لا، فهو يليق، والدليل أن 75% من الأشخاص يحاولون تقليد هذا النوع من البرامج.
مع إنطلاقتي بدأ المجتمع الشرقي يتقبل هذا النوع من الحوارات، ليس على صعيد لبنان فقط، بل على صعيد العالم العربي أيضاً، لذلك لا أوافقك الرأي على هذا السؤال من ناحية أن المجتمع الشرقي لا يتقبل، فالمجتمع الشرقي دائماً ما يبحث عن الحقيقة ويسعى للوصول إليها، وهذا ما أقدمت على فعله، فبدلاً من أن أكون ذلك الشخص الذي يضيّع الحقيقة بسبب "اللف والدوران"، وضعت الحقيقة كما هي بين يدي الناس، أطرح الأسئلة بطريقة مباشرة، ولا أقبل المراوغة، بل أريد الحقيقة.
أطل في برامجك بعض الأشخاص الخارجين عن القانون، وظهروا على أنهم أبطال، ألا يشكل هذا الأمر إنحداراً للمجتمع في مكان ما؟
أتمنى أن تقول لي أين ظهر هؤلاء الأشخاص أبطالاً، بل على العكس، كان الحوار معهم طبيعياً مثل الذي نجريه اليوم، كما أن الأسئلة التي طُرحت عليهم كانت قوية وجريئة، لقد كانوا قيد التحقيق.
أما عن أنهم خارجون عن القانون، فيجب أن تراجع الدولة بهذا الصدد، فهي التي تركتهم، وأنا يحق لي أن أحاور هذه الشخصيات المثيرة للجدل، لأن البرنامج يثير الجدل، ولا أحد يتواجد معي يخرج بدور البطل، بل يخرج والحقيقة كاملة بين يدي الجمهور.
هل تعرضت لتهديدات بعد ظهورك مع هؤلاء الأشخاص؟
التهديدات موجودة دائماً بوجود هؤلاء الأشخاص معي أو غيرهم، خصوصاً عندما تخوض "HARDtalk Show" كما ذكرنا سابقاً، وتستقبل شخصيات سياسية، أو شخصيات مثيرة للجدل، فأكيد نتعرض للتهديدات، حتى من ضيوف عاديين، فهناك أشخاص نعرفهم على أنهم راقون ومسالمون، ولكن بالحقيقة هم أبشع من ذلك بكثير.
ما كان سبب غيابك عن الساحتين الإعلاميتين اللبنانية والعربية؟
ضمن قانون الإعلام في لبنان، لا يمكننا أن نظهر سوى على محطة واحدة في البلد نفسه، فترة غيابي كانت تقريباً سنة ونصف السنة، وأعتبر هذا الغياب هو إجازة بعد ثلاث سنوات من الجهد والتعب، وأعتقد أنه يحق لي أن أحصل على إجازة طويلة، وهذا ما فعلته، وعدت ببرنامج جديد، مميز على الشاشات من ناحية الإعداد والطرح والديكور، وهو "النشرة مع تمام".
أما بالنسبة للدول العربية، فلم أفكر بعد بالظهور عبر محطة عربية، خصوصاً لناحية عقد العمل الخاص بي، كما أنني فخور بقناة "الجديد" التي أنتمي إليها، وأشعر براحة كبيرة خلال عملي فيها.
خلال مقابلة لك، سُئلت عن الشخصية التي ترغب بإستضافتها، فأجبت: "السيد حسن نصر الله"، هل هذه الشخصية تليق بالشخصيات التي تستضيفها في برنامجك؟
من الطبيعي عندما يكون طموحي أن أستضيف سماحة السيد حسن نصر الله ، وهذا ما أسعى إليه، فالحلقة معه ستكون خاصة، من خلال طرحها والأسئلة الخاصة بها، السيد حسن يحتاج إلى حوار خاص بإسمه وحضوره ووجوده، مثلما لكل ضيف في البرنامج حضوره وأسئلته وميزاته، فمن المؤكد أن الأسئلة ستكون خاصة، وهي معروفة بالنسبة لي ولمعظم الزملاء الإعلاميين، وأنا في برنامجي أستقبل الجميع، لأن البرنامج منوع ويجمع كل الناس.
هل هناك منافسة بينك وبين الإعلامية رابعة الزيات، أم أنك خارج إطار المنافسة؟
بيني وبين رابعة الزيات منافسة شريفة وراقية لنعمل سوياً ونصل معاً إلى النجاح، فالمنافسة الشريفة هي التي تعطيك النجاح، وبالنسبة لي ولها ولنفسيتي ونفسيتها ليس لدينا سوى المنافسة الشريفة، ولا ننافس بعضنا البعض أبداً من منطلق من يستطيع أن يؤذي الشخص الآخر أكثر، بل على العكس، نسعى للنجاح سوياً. نحن نعمل في محطة واحدة، نحترم بعضنا البعض، وأنا أقدر رابعة كثيراً، وهي من الإعلاميات اللواتي نفتخر بهن.
أخبرنا عن الأصداء التي تصلك عن برنامجك الجديد "النشرة مع تمام"، ومن هي الشخصية التي إستضفتها سابقاً وترغب في إستضافتها مجدداً؟
الأصداء أكثر من رائعة، فقد إتخذت منحى جديداً في الحوار والديكور، وإستراتيجية جديدة في الطرح، أما الجرأة في طرح الأسئلة فهي مستمرة، وبأسلوب آخر، وهذه رسالة للجميع وهي أنه أينما وضعتني أستطيع التغلب على الموقف، وأجمل شيء في هذا الموسم وهذا البرنامج، هو أن القاعدة الجماهيرية كبرت، والكل يسأل سؤالاً واحداً، الإستفزاز العلني أكثر من الإستفزاز المبطن، وهذا الأمر ليس سهلاً أن يقوم به أحد.
محطة "الجديد" وإدارتها وأنا سعداء بالأصداء، وبردود أفعال الناس، بالإضافة إلى أن الضيوف مميزون وليس هناك تكرار، على عكس برامج أخرى، فقد إتخذ البرنامج منحى سياسياً فنياً إجتماعياً، فلا أظن أن تكرار الضيوف سيكون ضمن هذا البرنامج.
خلال حوارك مع متعهد الحفلات حسين كسيرة في "النشرة مع تمام"، هل برأيك تمكن مع إقناع الجمهور بأنه بريء من التهم التي وجهت إليه؟
بالنسبة لإستضافتي للمنتج ورجل الأعمال حسين كسيرة، فمن المؤكد أنه أجاب عن كل الأسئلة، والدليل على ذلك أن كل الناس تابعوا الحلقة التي نجحت وحققت رايتينغ عالٍ جداً، وكان الوضوح هو الأساس في الحلقة.