ينال مسلسل "لعبة حب" نجاحاً كبيراً وانتشاراً واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من ان البعض تخوّف من نجاحه في البداية كونه نسخة معربة من المسلسل التركي "حب للايجار" الذي حقق نجاحاً غير مسبوق في تركيا وفي كل الوطن العربي ومستمرا حتى اليوم بعد مرور 9 سنوات على بداية عرضه فأتت المجازفة في مكانها وقرار القيمين عليه بمكانه. وهنا لا بد من تسليط الضوء على العناصر التي جعلت هذا العمل يحقق هذا النجاح في ظل المقارنات مع النسخة الأصلية:
نبدأ بالاحداث وكتابة "الكراكتيرات"واختيار الابطال جاء على نسق النسخة التركية وأتى موفقا اختيار الممثل السوري معتصم النهار بدور البطل "مالك" فهو يتمتع بجمال وكاريزما وحضور قوي يتقن دور المدير الجدي في عمله تماماً كما فعل الممثل التركي باريش أردوتش. بدا واضحا ان معتصم عمل بجهد على تقديم الشخصية من دون تكلف وتزيّف ومن دون ان يظهر المجهود أمام الشاشة وهذا أمر يحسب له بقوة.
من ناحية ثانية استحقت نور علي دور البطولة في هذا المسلسل وذلك بعدما أكدت في الاعمال السابقة انها تستحق ان تكون في المقدمة خصوصا انها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وقد عملت بجهد على تطور أدائها وتمثيلها. يتضح لنا ان شخصية "سما" في المسلسل قريبة جدا من شخصية نور علي في الحياة من ناحية العفوية واللطافة والطرافة وهذا ما يؤكده كثر من العاملين في الوسط الفني ولا ننسى انها تتمتع بجمال أخاذ، هذه الخلطة جعلتها تدخل الى القلوب من دون استئذان.
الثنائي شكران مرتجى وأيمن رضا أضافا الكثير من الخبرة والثقل الدرامي الى العمل ورغم اداء كل الممثلين باحتراف الا ان حضورهما كان له طعم آخر ومشاهدهما معاً لا يمكن ان نرى فيها خطأ واحد رغم ان البعض رأى ان "فريدة" اي مرتجى كانت أوفر في حركاتها في بعض الاحيان لكن الشخصية التركية في العمل كانت هي ايضاً عبارة عن امرأة من الطبقة المخملية والتي تتعامل مع كل الامور بطريقة "أوفر" لكن لا ننسى انها المحرك الاساسي للاحداث.
الممثل اللبناني جو طراد يستحق كل الاشادات على ادائه العفوي ويمكننا ان نؤكد انه اصبح ملك المسلسلات المعربة بمشاركته في العديد من الاعمال واستطاع ان يقدم الشخصية من دون اي خطأ وقد يعود ذلك للعديد من العوامل أولها ومن دون شك أدائه المتقن اضافة الى انه مستقر في تركيا ويعرف قراءة الشخصيات فيها اذ لا يمكن ان ننسى ان العمل يبقى في الاصل تركي كما ان صداقة تجمعه بالممثل التركي صالح بادمجي الذي لعب دور شخصية "رامي" بالنسخة الاصلية.
من ناحيتها تثبت الممثلة اللبنانية ساشا دحدوح انها أخيرا وصلت الى المكانة التي يجب ان تكون فيها من خلال عمل أوصل موهبتها الى شريحة أكبر من الجمهور العربي وأدت شخصية سيرين حتى أفضل من الممثلة التركية سينم أوزترك بحضورها وصلابتها كما يحسب لها كيف نقلت الشخصية التي تغيرت خلال احداث العمل بشكل سلس للغاية.
أما حضور الممثل السوري أيمن عبد السلام مثل "حبة الكرز على قالب الحلوى"اذ ان أداء شخصية دانيال يتطلب ذكاء كبير فقد استغل شكله لخدمة الدور بشكل كبير وهذا واضح للجمهور الذي أحبه حتى اصبحت عباراته الطريفة تتردد بين المشاهدين.
ما جعل العمل متماسكاً هو وجود ممثلين مساندين وضيوف شرف مميزين نذكر منهم حسن خليل وحازم زيدان وساندي نحاس الذين رفعوا من مستوى المشاهد الثانوية في العمل حتى اصبح الجمهور يتابع كل المشاهد بنفس الشغف وهذا امر يحسب لهم خصوصا انهم الثلاثة محترفين ويستحقون البروز في ادوار أكبر في الاعمال المقبلة.
كما ان رنين مطر وترف التقي وجيري غزال كان لهم وقع جميل على العمل وأتوا كإضافة مناسبة لاحداثه مع تقدم الحلقات مما جعل المسلسل يبقى على نفس المستوى الذي بدأ فيه.
لا ننسى طبعاً الممثلين المخضرمين حسام تحسين بيك وناظم عيسى ونهاد عاصي الذين وضعوا بصمتهم الخاصة رغم ان ادوارهم ليست اساسية في العمل.
ما يميز النسخة العربية هي التصوير والاضاءة والكادرات اضافة الى الفخامة والانتاج السخي الواضح من ناحية اختيار أماكن التصوير وإطلالات الأبطال المتقنة وفيها الكثير من العصرية مقارنة بالنسخة التركية القديمة نوعاً ما اذ تم تصويرها قبل سنوات عديدة. يمكن ان نقول ان هذه النسخة أتت بقالب حديث مواكب للمشاهد.
في النهاية المسلسل قد نجح بشكل واضح واستحق عن جدارة ان يكون الاكثر مشاهدة على منصة شاهد ان يستمر بهذا الشكل في الحلقات المقبلة مما تحمله من احداث قوية وملفتة بحسب النسخة التركية.