يحتفظ موقع فوينتي نويفا 3 الأثري في غرناطة، جنوب إسبانيا، ببعض أقدم الأدلة على الوجود البشري في أوروبا الغربية، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 1.4 مليون سنة. ومن بين الاكتشافات البارزة الحجارة المنحوتة، أو الأدوات الحجرية، والمنمنمات، وهي أحجار غير معدلة تستخدم لأغراض مختلفة، بما في ذلك كسر العظام للوصول إلى النخاع وكأسلحة رمي لردع الحيوانات المفترسة.
ويحتوي موقع FN3 أيضًا على العديد من حفريات الثدييات الكبيرة، والتي تظهر عليها علامات من عمليات سلخ الجلد والذبح ومعالجة النخاع، مما يدل على إستخدام الإنسان المبكر للأدوات، بالإضافة إلى ذلك، تحمل بعض العظام علامات أسنان من حيوانات آكلة اللحوم.
وقد قامت الدراسة، التي قادها فريق من الباحثين من جامعة مالقة (UMA)، بما في ذلك أستاذ علم الحفريات بول بالمكفيست وأستاذة علم الطبقات والحفريات ماريا باتروسينيو إسبيغاريس، بتحليل الرواسب في موقع FN3. ووجدوا أن الموقع يحتوي على مستويين أثريين متميزين: مستوى أدنى (LAL) ومستوى أعلى (UAL).
وأشار الباحثون إلى أن الرمال الناعمة والناعمة للغاية في منطقة أوكلاند، والتي ترسبت بالقرب من بحيرة ما قبل التاريخ، ربما كانت تعمل كرمال متحركة. وكان الوزن الكبير للحيوانات العاشبة الضخمة يتسبب في وقوعها في الفخ، مما يجذب الحيوانات الزبالة مثل الضباع والبشر الأوائل. وكانت هذه الحيوانات المفترسة تتغذى على الحيوانات المحاصرة، وتترك وراءها أدوات حجرية وبرازًا كدليل على وجودها.
وفي حين كانت الحيوانات العاشبة الضخمة مثل الفيلة معرضة للخطر بسبب الرمال المتحركة، فإن الحيوانات الأصغر حجماً والحيوانات الزبالة، بما في ذلك الضباع والبشر الأوائل، كانت قادرة على التنقل على السطح دون التعرض لخطر الغرق.
ورسم الباحثون أوجه تشابه بين مصائد الرمال المتحركة في عصور ما قبل التاريخ والحوادث الحديثة حيث تغرق الثدييات الكبيرة في الوحل. على سبيل المثال، في متنزه مانا بولز الوطني في زيمبابوي خلال موسم الجفاف عام 2019، علقت أنثى فيل وصغيرها في حفرة مياه موحلة. وفي النهاية أكلت الضباع الصغير، وماتت الأم بسبب الجفاف بعد أيام.
ويخطط الفريق لإجراء المزيد من الدراسات للتمييز بين المستويات الأثرية العليا والسفلى بمزيد من التفصيل وتوصيف مواقع مهمة أخرى في منطقة أورسي، مثل بارانكو ليون، التي تقدم أيضًا أدلة على الوجود البشري المبكر.