فنانة راقية بحضورها وإختياراتها الفنية، غنت بصوتها الرائع الكثير من الأغنيات الجميلة، وحققت نجاحات كبيرة، وبقيت متألقة طوال مسيرتها الفنية.
إنها الفنانة لطيفة التونسية، التي أطلقت حديثاً ألبوم "مفيش ممنوع"، الذي يضم عشر أغنيات، وهي "مفيش ممنوع"، "بتقول جرحتك"، ياليالي"، "نويت أعاندة"، الحياة سكرة"، "ضعف الإحساس"، "مطول الوجع"، "أنا المرسى"، "زعمة لاباس" و"الورق".
وكان لموقع الفن هذا الحوار مع لطيفة، تحدثنا فيه عن أغنياتها الجديدة، وعن ألبومها الجديد الذي تحضر له مع الملحن والفنان اللبناني زياد الرحباني، وعن حبها للبنان، والكثير من المواضيع الشيقة.

أبارك لكِ إطلاق ألبومكِ الجديد "مفيش ممنوع"، وذلك بعد وفاة والدتكِ، رحمها الله، بستة شهور، إلى أي مدى كانت والدتكِ تدعمكِ بمسيرتكِ الفنية، وهل واجهتِ تحديات نفسية عند إطلاق الألبوم؟

والدتي، رحمها الله، إختارت معي كل حرف وكل أغنية من هذا الألبوم، وهي داعمة لي من يوم ولادتي لغاية وفاتها، لكن هي لن تموت، وكل ما وصلت إليه هو بفضل والدتي، رحمها الله.

إستعملتِ الذكاء الإصطناعي بأغلب كليبات ألبومكِ الجديد، والتي أخرجها المخرج اللبناني وليد ناصيف، هل واجهتِ صعوبات في هذا الأمر؟

وليد ناصيف وأنا حققنا الكثير من النجاحات بالعديد من الأغاني، منها "بالعربي"، "أحلى حاجة فيا"، "مكتوبلي" و"يا حياتي أنا جنبك"، ونجحنا كثيراً مع بعضنا البعض، وعندما حدثني وليد عن الذكاء الإصطناعي، قلت له إني أتمنى ذلك، وعندما إطلعت على خلفيته بالذكاء الإصطناعي، إنبهرت طبعاً. وليد شخص ذكي وملتزم، وعملنا 5 كليبات بعد أن كانت 4، أعددناها بالذكاء الإصطناعي، ونالت إعجاب الجمهور بشكل كبير، فأول أغنية بالذكاء الإصطناعي هي "يا ليالي"، التي حققت أكثر من مليون مشاهدة في أقل 24 ساعة، وهذا دليل نجاح، الحمد لله.


قلتِ إن الذكاء الإصطناعي يلغي الروح من الصوت وتفضلينه بالصورة فقط.

لا يعجبني الذكاء الإصطناعي بالصوت أبداً، حتى لو كان لأشخاص عاديين، وليس لفنانين أو مطربين، الغناء له إحساس وروح، وتحديداً في الموسيقى العربية، ومؤخراً كان لدي إجتماع مع أشخاص يعملون مع شركات عالمية في الذكاء الإصطناعي، زاروا مكتبي، وتناقشنا في أمور العمل، وتحدوني وقالوا لي: "سنصل ونعمل الربع تون بالموسيقى العربية"، فقلت له: "أتحداك".
لا يعجبني إستعمال الذكاء الإصطناعي في الصوت، وبالذات بالغناء العربي والغناء الشرقي، يمكن أن تستعمل الذكاء الإصطناعي في الصوت في الكلام والخطابات، ولكن ليس في الغناء، أما بالنسبة للذكاء الإصطناعي في الصورة فهو إبداع.

بعد ألبوم "مفيش ممنوع"، لديكِ ألبوم مع الفنان اللبناني زياد الرحباني من ألحانه باللهجة المصرية، يعيدنا الى تعاونكما معاً في السابق في ألبوم "معلومات مش أكيدة"، الذي حقق نجاحاً كبيراً في لبنان وتونس ومختلف الدول العربية، ما الذي يميز زياد الرحباني عن غيره؟

لا نستطيع مقارنة زياد الرحباني بأي شخص، فهو عالم آخر، عالم مستقل بذاته فنياً وموسيقياً وفكرياً وشعرياً وإنسانياً، أنا محظوظة جداً لأني أغني لـ زياد، وسعيدة جداً بأنني أحبه وهو ويحبني ونتعاون معاً، وقد أنهينا الألبوم الحمد لله، والمفاجأة أن زياد لحّن لأول مرة كلمات الشاعر الراحل الأستاذ عبد الوهاب محمد، وسيتم طرح الألبوم في فصل الشتاء إن شاء الله.

منذ فترة وأنتِ تنتجين أغانيكِ وكليباتكِ بنفسكِ، ما الذي يميز إنتاج الفنان لأعماله عن تعاونه مع منتجين آخرين؟

عندما يكون مستقلاً ومتمكناً من أدواته الموسيقية والفنية والفكرية والإنسانية، لا يحتاج إلى من ينتج له ويقول له ماذا يغني، أنا نشأت على أنني دائماً معتمدة على الله وعلى مجهودي، وأنا فخورة جداً بكل ما قدمته من قيمة فنية وإنتاج، وبأني مستمرة بعد مسيرة 30 عاماً من الألبومات، كلها من إنتاجي بالصوت والفيديو، وحتى الحفلات آخذ منها مقاطع، وكانت فكرة ذكية جداً، أنا سعيدة لأن كل الفنانين أدركوا الآن أنه من المفروض أن ينتجوا لأنفسهم، نحن لا نقل قيمة عن فناني أوروبا وأميركا وأستراليا، وأي قارة أخرى، من المفروض أن ننتج، ونطالب بحقوق الملكية الضائعة في العالم العربي.

بعد مرور 23 عاماً على عرض فيلمكِ "سكوت هنصور"، قلتِ إن لديكِ رغبة بالتمثيل من جديد، لطيفة التي عملت في هذا الفيلم مع المخرج الراحل يوسف شاهين، مع مَن ستعمل بعده؟

السينما دائماً في بالي وأمام عينَي، وبما أنني أحترم السينما وأقدرها، لم أحب أن أقدم أي عمل بعد فيلم "سكوت هنصور"، عرضت عليّ الكثير من الأعمال بعد هذا الفيلم، لكنها لم تكن طموحي، أنا أفضل الغناء والتجدد بالكليبات وطريقة الغناء كما فعلت مؤخراً، وكما أختار المواضيع في الغناء، أحب أن أختار المواضيع في السينما، فمشروعي القادم سيكون في السينما إن شاء الله.


في برنامجكِ "حكايات لطيفة"، إستقبلتِ العديد من الفنانين، مع من منهم ترغبين بتقديم ديو غنائي، وكيف تقيّمين تجربتكِ في تقديم البرامج؟

"حكايات لطيفة" كانت تجربة رائعة جداً، لأنه حتى فريق الإعداد والإنتاج، تفاجأوا بأني لم أرتبط بما كان يكتب لي على الورق، فكل الذي كنت أقوله كان مرتجلاً، وكل النجوم الذين إستضفتهم، منهم راغب علامة، هاني شاكر، زياد برجي، مدحت صالح، إيهاب توفيق وفارس كرم، هم فنانون كبار، وطبعاً أي فنان منهم سأغني معه "هنكسر الدنيا".

لماذا ليس لديك الكثير من الحفلات الغنائية في لبنان، بالرغم من أن لديكِ قاعدة جماهيرية كبيرة في هذا البلد؟

طبعاً جمهوري اللبناني الحبيب له فضل كبير عليّ ودعمني كثيراً، خصوصاً في بداياتي الفنية، فهو حتى يومنا هذا، يسمع لطيفة في "بحب ف غرامك" و"حبك هادي "، وأتمنى أن تعود مهرجاناتي في لبنان، وأنا كل يوم أقول: "الله يحمي كل شبر من تراب لبنان، من شماله إلى جنوبه، ويحمي كل لبناني ولبنانية، لبنان بلد عظيم، بلد عز وكرامة، وله تاريخ وعظمة كبيرة، وإن شاء الله أبناؤه يحمونه".

ما هو أكبر تحدي واجهتهِ في مسيرتكِ الفنية؟

أكبر تحدٍ أعيشه دائماً مع نفسي تكويني وقناعاتي وفكري والثقافة والعلم، ومع تربيتي التونسية والبيئة التونسية المنفتحة التي تربيت فيها، أهلي وتونس علموني أن الوطن العربي كله بيتي، وأنا أسمع كل اللهجات واللغات في الموسيقى.

أحييتِ العام الماضي حفلاً ضمن مهرجان قرطاج الدولي، ونفذت تذاكر الحفل قبل موعده، ماذا تحضرين لهذا العام؟

لا زلنا نجهّز المواعيد.