إكتشف فريق من الباحثين أفضل حفريات ثلاثية الأبعاد محفوظة على الإطلاق، مما يلقي ضوءًا جديدًا على هؤلاء السكان البحريين القدماء.
وتم العثور على الحفريات، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 500 مليون سنة، في الأطلس الكبير بالمغرب، وقد أطلق عليها اسم "ثلاثية الفصوص بومبي" بسبب حفظها الإستثنائي في الرماد البركاني.
ويضم الفريق الدولي بقيادة البروفيسور عبد الرزاق الألباني، الجيولوجي من جامعة بواتييه، الدكتور جريج إيدجكومب من متحف التاريخ الطبيعي. ويصف الدكتور إيدجكومب، الذي كرس ما يقرب من 40 عامًا لدراسة ثلاثية الفصوص، دهشته قائلاً: لم أشعر أبدًا أنني كنت أراقب الحيوانات الحية بقدر ما شعرت به من خلال هذه الحفريات. الحفظ ثلاثي الأبعاد مذهل حقًا.
ويؤكد هذا الإكتشاف أهمية الرماد البركاني في الحفاظ الاستثنائي على الحفريات في البيئات البحرية الضحلة. نظرًا لهيكلها الخارجي الصلب والمتكلس، تعد ثلاثية الفصوص من أفضل الحفريات البحرية التي تمت دراستها، حيث تم وصف أكثر من 20000 نوع في القرنين الماضيين. ومع ذلك، فإن الحفاظ على الأنسجة الرخوة كان نادرًا، مما يحد من الفهم الكامل لهذه المجموعة المتنوعة.
تحجرت ثلاثية الفصوص المغربية بسرعة، وهي محاطة بالرماد الساخن ومياه البحر، وحافظت على كل جزء من أجسامها وأرجلها وهياكلها الشبيهة بالشعر، حتى الجهاز الهضمي والبطلينوس الصغير المرتبط بالثلاثيات الفصوص تم الحفاظ عليه في حالته الأصلية، ويعلق البروفيسور الألباني على إكتشافه المثير: العثور على الحفريات في مثل هذه الحالة الرائعة من الحفظ داخل بيئة بركانية كان تجربة مثيرة للغاية، أعتقد أن رواسب الحمم البركانية يجب أن تصبح أهدافًا جديدة للدراسة نظرًا لقدرتها الاستثنائية على الحفاظ على البقايا البيولوجية، بما في ذلك الأنسجة الرخوة الحساسة.
ومن خلال التصوير المقطعي والنمذجة الحاسوبية، إكتشف الباحثون تفاصيل غير مسبوقة في الحفريات، مثل قواعد منحنية على شكل ملعقة على زوائد الفم وفص لحمي يسمى الشفا، يسلط المؤلف المشارك هاري بيركس من جامعة بريستول الضوء على ما يلي: تكشف النتائج بالتفصيل عن مجموعة من الأرجل المتخصصة حول الفم، مما يوفر صورة أوضح عن كيفية تغذية ثلاثية الفصوص. تشبه الأشواك الكثيفة المواجهة للداخل على الزوائد تلك الموجودة في سرطان حدوة الحصان الحديث.