إليان خوند هي إعلامية وممثلة لبنانية، بدأت مسيرتها في التمثيل بمسلسل "سولو الليل الحزين"، الذي أدت فيه دور بطولة واستطاعت من خلاله أن تثبت موهبتها في التمثيل. حققت إليان شهرة واسعة منذ ظهورها الأول على التلفزيون وأثبتت تميزها في الإعلام وتق ىديم البرامج، كما أنها تمتلك صوتاً جميلاً. ومن أبرز أعمال إليان: "آخر الليل"، "الهيبة"، "مجنون فيكي"، "بلحظة" وغيرها.

وكان لموقع الفن هذه المقابلة مع إليان خوند والتي تحدثت فيها عما تعلمته من طفولتها الصعبة، وكشفت لنا كيف عرف إبنها أنها لم تتخل عنه، وعن أعمالها المقبلة.

شاركت بعدة مسلسلات حققت نجاحاً كبيراً منها :"الهيبة" و "بلحظة" و"سولو الليل الحزين" وغيرها، أي مسلسل أثبت موهبتك في التمثيل أكثر؟

"سولو الليل الحزين" هو أكثر مسلسل أثبت موهبتي في التمثيل، لأن الدور كان مركباً وكبيراً، وأعطاني مساحة لأظهر موهبتي، وكان أول تجربة لي بالتمثيل، وبهذا الدور استطعت أن أكتشف قدراتي وأن أبرز الشخصيات التي بداخلي، لان كل ممثل يجب أن يكون لديه شخصيات عدة برأيي، لذلك بهذا الدور استطعت أن أكتشف نفسي، وأبرهن بأنني أستطيع أن أكون في هذا المجال.

بعد أن أديت دور البطولة في "سولو الليل الحزين" الذي كان أول عمل تمثيلي لك، هل تقبلين بعده بأدوار ثانوية أو عادية؟

أنا لا أقيّم الدور إذا كان بطولة أو دوراً ثانوياً، لأنه أحياناً هناك أدوار تبرز في المسلسل ولا تكون دور بطولة، لذلك أنا أبحث دائماً عن أدوار معقدة، أو أدوار صعبة وقوية فيها تحدٍ. فمثلاً عُرض علي سابقا دور بطولة مشتركة في مسلسل، إلا أنني رفضت لأنني شعرت أن وجود الشخصية أو عدمه لن يؤثر على العمل.

آخر عمل تمثيلي لك كان "آخر الليل" عام 2019، ما السبب وراء غيابك عن التمثيل لهذه الفترة الطويلة، وهل ستعودين قريباً لهذا المجال بعمل جديد؟

في عام 2018، دخلت إلى شاشة الـ "MTV" وفُتح لي الباب الإعلامي، والإعلام أعطاني مقابل جهدي عليه، إلا أن التمثيل كان يضعني دائماً في إطار لا أرغب به، وكانت تعرض علي الأدوار نفسها، ولا أخذ منه بقدر ما أعطيه، بالرغم من أنني أحب التمثيل كثيرا.

وأشعر بالحنين كل فترة للتمثيل، إلا أنني أنتظر عرضاً وفرصة مناسبة لي.

فزت بمسابقة ملكة جمال الأرض عام 2012، أين ساعدك جمالك أكثر في التمثيل أم في الإعلام؟

جمالي ساعدني في الإعلام، إلا أنه ضرني في التمثيل، فكنت أسمع في أكثر من مكان "كتير حلوة ما فينا"، لذلك شكلي في التمثيل حصرني بإطار معين، وهو إطار الفتاة الجميلة التي تظهر دائماً بأجمل صورة، فمثلا ليس لدي مانع بأن أمثل دوراً بدون مكياج، أو دور فتاة فقيرة أو متسولة.

أطلقت أغنية واحدة فقط، ألا تعتبرين أن مجال الغناء كان يستحق التعب أكثر مثل تعبك في مجال الإعلام؟

كل شخص دائماً ينطلق لتحقيق أحلامه ويركض وراء شغفه في الحياة، وإذا لم يكن خلفه أي شخص يسنده فسيضيع، وأنا كنت أحب التلفزيون والأضواء والشهرة، وكنت أرغب بأن أظهر للعالم بأنني شخص مميز، وبما أن صوتا والدتي وخالتي جميلين جداً، فكرت بأن هذه رغبتي، إلا أنني لم أتلقَ يدعمني أحد، لذلك لم أشعر بأن هذا مكاني، لهذا انسحبت.

أما فيالتمثيل، فلقد دعمني الممثل الراحل فادي متري وكان والد صديقي، وهو من شجعني على التمثيل. ووجدت بعدها بأن التمثيل هو المجال الصحيح. وبالنسبة للإعلام شعرت بأنه يشبهني أكثر، وبأن أسلوب حياة الفنان لا تشبه أسلوب حياتي.

تحدثت في مقابلات عدة عن طفولة صعبة عشتها، ما هي أهم النقاط التي تعلمتها من طفولتك و تعلمينها حالياً لإبنك؟

الكثير من النقاط التي تعلمتها من طفولتي أرغب بأن أعلمها لإبني، ومنها بأن يختار نفسه أولا، وأن لا يفعل أشياء فقط من أجل سعادتي أنا أو سعادة والده، بل أن يفعل ما يجعله هو سعيدا، فالإنسان بالعادة يضحي بأمور من أجل أشخاص يحبهم ويندم لاحقاً. ونقطة أخرى هي أن لا يتزوج بعمر مبكر، وأن ينتظر لعمر الـ40، لأن هذه الخطوة لا يجب أن تكون فقط من أجل الحب ولا عن طريق العقل فقط، بل يجب أن يكون هناك نضج وخبرة في الحياة حتى يستطيع أن يختار شخصاً معيناً في حياته.

وأنا لا أفرض رأيي على إبني وأدعمه إذا قرر الزواج عن حب، إلا أن هذه نصحتي له ولكل شاب أو فتاة بأن هذه الخطوة لا تتم بطريقة عاطفية فقط.

قلت في مقابلة سابقة مع موقع "الفن" أنك تنتظرين إبنك بأن يسألك عن سبب ابتعادك عنه، هل أجبته على هذا السؤال؟

سافرت في شهر رمضان الماضي إلى إبني في أفريقيا، وكنت أتحدث مع والده عن موضوع معين، فلاحظت بأنه يسمعني وتوقفت عن الحديث لأنني لا أرغب بأن يسمع نقاشاتنا، وسألته إذا كان يريد ان يسألني أي سؤال، فقال لي "لا أريد أن أعرف لماذا ابتعدت عني لأنني أعرف أنها لم تكن إرادتك وأعرف أنك تحبيني كثيراً، ولا يهمني أكثر من ذلك". لذلك جاوب بنفسه عن هذا السؤال، وعرف بأنني لم ولن أتخلى عنه من خلال طريقة اهتمامي به وحبي له.

أحييت علاقتك مع والدك قبل سنتين من وفاته، هل كنت ستشعرين بالندم إن لم تسامحيه قبل وفاته؟

أنا أقول دائماً بان الله يحبني كثيراً، حتى جعلني قوية لأن أتخطى العتب والحزن وأن أسامحه وأتصالح معه قبل سنتين من أن يتوفى، لأنني كنت بحاجة لأن أعيش تجربة فتاة لديها أب، لأنني لم أعش هذه التجربة، وبالرغم من أنها لم تكن كافية إلا أنني كنت سأندم لو لم أقم بهذه خطوة قبل وفاته. وهذه التجربة علمتني بأن أفعل ما أريده باللحظة نفسها، لأنه لا أحد يضمن ما سيحصل في اليوم التالي.

ما هي أعمالك المقبلة؟

أحضر حالياً لمشروع سيكون مختلفاً كلياً عما قدمته سابقاً، وهذه المرة أخطو هذه الخطوة مع أشخاص أهل للثقة، لأنني تعرضت سابقا لأشخاص غدرت بي وحاولت أن تؤذيني بعملي ولم يستطيعوا، لذلك تعلمت أن أعمل مع أشخاص أثق بهم. وهذا المشروع سيقدمني للناس بطريقة جديدة.