كاظم فياض، مخرج وممثل وكاتب لبناني طموح، بدأ مسيرته السينمائية في سن الرابعة والعشرين بفيلم "يوسف"، الذي حقق نجاحاً كبيراً، وتوج بالعديد من الجوائز العالمية، أبرزها جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان العالم الآسيوي للأفلام، الذي أقيم في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية.
وكان لموقع الفن مقابلة مع كاظم فياض، تحدثنا فيها عن عدة أمور سينمائية، وعن مشاريعه القادمة.


ماذا تحضر من أعمال جديدة؟

أكتب رواية عن الحب والموت، لكنها ليست رومانسية، بل هي خليط من تاريخ المنطقة منذ آلاف السنين، مع القليل من الخيال العلمي والفلسفة. الآن أصبح أمور الإنتاج وفريق العمل وأدوات التصوير سهلة جداً، فلدي كل المقومات لكي أصنع فيلماً، سأنتهي حالياً من كتابة الفيلم، وسأصوره السنة القادمة، وسيكون دراما.



كيف تختار الممثلين المناسبين لتجسيد الشخصيات بشكل أفضل؟

لديك أكثر من عامل، عامل رؤيتك، وعامل الشخصية بحسب الشكل، وعامل التوافر، وكيفية كتابة النص، وأضيف نقطة رابعة في غاية الأهمية، وهي التعامل والأخلاق، فلو غاب ذلك يمكن أن تبطل خطة العمل، يجب عليك أن تتعامل في كل حياتك مع أشخاص لديهم أخلاق عالية، ولا يجب أن يكون هناك أشخاص يزعجونك ويثيرون غضبك في عملك أو في حياتك الشخصية، يجب أن تبعد عنهم.

هل تستمتع إلى ملاحظات المشاهدين والنقاد؟

قبل أن تأخد أي كلام بعين الإعتبار، إن كان مشاهداً أو ناقداً، يجب عليك أن تتجرد من نفسك، وأن تضع عواطفك في جانب آخر، لأنه في حال مدحك، ولم يكن مدحه في محله، فماذا يحدث؟ تذهب أنت إلى تكرار الخطأ، هنا تقضي عليك مشاعرك وعواطفك، ونفس الأمر ينطبق على النقد السلبي، عندما يكون لديك عمل جيد، ويأتي ناقد فني ليس لديه رؤية جيدة، وتكون لديه حرفة ومهنة لكنه يتعدى على مهنة النقد، وأصلاً بكل الأحوال لا يهمني لا ناقد ولا صحفي، ما يهمني هو أن يحب المشاهدون الفيلم، لأنني أشعر، ولو كان كلامي قاسياً، أن جزءاً كبيراً من النقاد يريدون فقط لفت الإنتباء، ويحبون التجريح بالآخر، أو لديهم مشاكل نفسية، أو حاولوا أن يكونوا مخرجين ولم ينجحوا بذلك.

ما هي التجارب الشخصية التي أثرت في نظرتك للسينما والفن بشكل عام؟

النضوج هو أهم العوامل التي تجعل المخرج يصنع فيلماً بالشكل الصحيح، هناك فيلم جميل، وهناك فيلم ناضج، الفيلم الجميل يشعرك بالإستمتاع، أما الفيلم الناضج فيُطبع فيك وتتذكره لأنه يعطيك رسالة، مثل أفلام المخرجين العالميين كريستوفير نولان، دافيد فينشير، وكوبولا وكيوبريك، فهذه أفلام ناضجة، والذي أخرجها ناضج أيضاً، وبقدر ما يكون لدى المخرج تجارب أكثر، صاغ أفكاره أكثر بالفيلم أكثر، بشرط أن تتوافر لديه المهارات، وأن يحب التفاصيل.

ما هي نظرتك لمستقبل صناعة السينما في لبنان؟

نحن في لبنان أناس مبتكرون جداً، ولدينا عناصر الإبتكار، منها ما له علاقة بالجينات، وبتركيبة البلد وتضاريسه ونوعه وحضارته والظروف والهجرة وتنوع الأديان، ما يعطي غنى لصناعة الأفلام، والروايات والكتابة وصناعة أي عمل فني، أو أدبي، وعامل إدارة الأعمال مهم جداً، وهو ما لا ننتبه إليه في صناعة الأفلام، فعليك أن تسير في الموضة، وكلما جنيت المال أكثر كلما كان الفيلم أكثر نجاحاً. على كل حال هناك فرق بين الفيلم وبين السينما، وبين فيلم سينمائي وفيلم تلفزيوني، أو نتفليكس، فالناس لم يعد لديهم طاقة ليشاهدوا الفيلم كاملاً، فأصبحوا يقسمونه إلى أجزاء، ويرتاحون بين الحين والآخر.
تتغير أسباب مشاهدة الأفلام على أنواعها بحسب الحالة أو الظرف، على سبيل المثال لو طلب شاب مواعدة صديقته، فيعزمها على فيلم نتفليكس، وليس على فيلم سينمائي، ولأن الناس يطلبون هذا النوع من النشاطات، يزيد الطلب عليه ويزيد العرض والإنتاج أكثر. حالياً هناك إنتاج للأفلام أكثر من قبل، ولكن ليس أفلام سينما، بل أفلام تلفزيونية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي وبجودة عالية، والأن أصبح عصر الذكاء الإصطناعي ai، ومن لا يدخله بالسينما سيخسر كثيراً، وأنا بدأت بذلك.

هل تفضل الإعتماد على التصوير بالكاميرا الثابتة أم بالكاميرا المتحركة؟ وما هي العناصر البصرية التي تفضل إستخدامها لتعزيز رسالة فيلمك؟

في حال كنت أريد عرض شجار بين مجموعة من الناس، وأريد تسخيف الأمر، أضع الكاميرا عالية، أضعها wide وثابتة، وأجعل حجمهم صغيراً جداً في الصورة، أو أصورهم مع الناس العابرين، ففي هذه الحالة تكون الكاميرا ثابتة، أما في حال أردت تصوير نفس المشهد، لكن البطل هو من يقوم بالشجار ولديه مشاهد أكشن كثيرة، فلدي أكثر من خيار، منها أن أتبعه، وخيار أن تكون الكاميرا من كل جوانبه، وخيار أن ترج الكاميرا، وبذلك حسب إحساس الشخصية.

فيلمك "يوسف" تم عرضه في الأردن في العام الماضي، هل حقق النجاح هناك؟

لا، لأن شركة التوزيع لم تقم بالتسويق له كما يجب.

كيف تختار موسيقى أفلامك؟

أتعامل مع مؤلفين، أحياناً أختار موسيقى أكتب عليها المشهد، وأذهب لتصويره، وأقول للمؤلف أن يؤلف لي مثلها، على أساس المشهد والعكس، ولدي الكثير من الخيارات بالنسبة للموسيقى نظراً لتنوعها، منها الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية.


ما هو العمل الذي لفتك هذه السنة إن كان سينمائياً أو درامياً؟

لا أشاهد كثيراً المسلسلات العربية، أحياناً أشاهد ولا أكمل المشاهدة لأسباب لها علاقة بحركة الكاميرا والإخراج والتمثيل، هذا ليس غروراً، فأنا مهتم بمشاهدة مسلسل "الحشاشين" ومسلسل "ولاد بديعة"، ولكني لست متفرغاً لذلك في الوقت الحالي.


بما أن فيلمك "يوسف" حقق نجاحاً كبيراً، ونال العديد من الجوائز، أبرزها جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان العالم الآسيوي للأفلام، الذي أقيم في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، هل تفكر بالتعاون مع مخرجين من خارج لبنان؟ وما هي المواضيع التي من الممكن أن تثير إهتمامك للتعاون فيها؟

أول شخص أختار أن أتعامل معه بالموسيقى هو هانز زيمر، لكني لست بحاجة إلى ميزانية عالية جداً لذلك، فأنا متفائل أنه بعد حوالى الخمس سنوات سأُحضر هانز زيمر وسوف يعمل معي بالموسيقى، وسوف أُحضر طاقماً تمثيلياً من هوليوود، ومن أكثر من بلد، وهم مورغان فريمان وبن أفليك ومونيكا بيلوتشي، ولناحية التصوير سوف أُحضر روجر ديكنز.