هذه ليست المرة الأولى التي يتخطى فيها أصعب الأزمات الصحية، فقد خاض مؤخراً معركته مع مرض السرطان، الذي تجاوزه بعزيمة وإصرار، وبمساندة العديد من زملائه من الساحة الفنية وغيرها، وإنطلق ليعيش مرحلة جديدة، متمسكاً بقول الشاعر والعالم جلال الدين الرومي: "عندما تتخطى أياماً صعبة، أكمل حياتك كناجٍ وليس كضحية".

إنه الفنان اللبناني ريان، الذي أجرى معه موقع "الفن" هذه المقابلة، للوقوف عند أبرز تطورات حالته الصحية، وتحضيراته الفنية القادمة.

كيف تلقيت خبر إصابتك بمرض السرطان؟

الطريقة التي علمت بها بإصابتي بالمرض كانت صعبة، إذ إن الدماء بدأت تظهر خلال تبوّلي بشكل غير طبيعي، وأنا لدي معاناة طويلة مع الحصى، وهو أمر يؤدي لرؤية الدماء عند دخول الحمام، إلا أن الطريقة التي رأيت فيها الدماء كانت لا تصدق، وكان لدي عمل وكنت خارج البلد، وإستمر الأمر لحوالى الخمسة أيام، وفور عودتي إلى لبنان، قمت بإجراء الصور الطبية اللازمة، وظهر المرض في الكلى عند الجهة اليسرى.

لم ندرك حينها إن كنت سأتمكن من تجاوز المرض، إلا عند إستئصال الكلية وتشريحها، لمعرفة نوع المرض الذي أعاني منه، لذلك عندما أعلنت عن مرضي، لم أكن على دراية بكل الأمور.

الأطباء أكدوا لي أني سأتجاوز المرض وأشفى، إلا أنني لم أكن أدرك أنني سأتجاوزه من دون علاج كيميائي يرافق العملية، وعلمت مؤخراً أني لن أخضع لأي جلسات علاج كيميائي، والمرض ليس من النوع الخبيث، وهو غير منتشر في أي مكان داخل الجسم، ويوم خضوعي للعملية، لم أكن أعلم أن الشفاء تم.

من هم الفنانون الذين ساندوا ريان في هذه المرحلة؟

ما زلت أتلقى الإتصالات لغاية اليوم، وهناك العديد من الفنانين لم يكونوا على علم بمرضي، وعندما علموا إتصلوا بي فوراً، منهم فارس كرم، وسيرين عبد النور التي بعثت لي برسالة، وربيع الجميل، حسين الديك، هادي أسود، بالإضافة إلى العديد من الملحنين والشعراء ومدراء أعمال، وما زلنا على تواصل دائم بعد العملية.

البعض يعتبر أن الفنان الذي يعلن عن مرضه يسعى إلى تصدر الترند، ما تعليقك؟

هؤلاء الأشخاص أنا لا أرد عليهم أبداً، ولكني سأقول: "الله لا يبلي حدا"، نحن لا نتكلم عن موضوع بسيط، أو مرض يمكن إستغلاله، عندما يقع الإنسان في مصائب كهذه، لا يعود يفكر أبداً بقشور الحياة والأمور السطحية، والحمد لله ربنا نجّاني من هذا الأمر، ولم أكن أنتظر إلا دعوات الناس، ولم أسعَ أبداً إلى أن أحقق سكوب، أو أي سبق إعلامي، ولو أردت أن أحصل على سكوب، لكنت أعلنت عن مرضي منذ اليوم الأول الذي علمت به.

إعلاني عن مرضي ليس عيباً، ويمكن أن يكون ذلك تشجيعاً لأشخاص يعانون من المرض، كل لا يفقدوا الأمل، ويهتموا بأمورهم، وأن لا يترددوا بالإعتناء بأنفسهم، وأنا أشجع الناس على إجراء فحوصات دورية كل فترة، وإذا تم إكتشاف أي مرض في مرحلة مبكرة، يجب أن تكون هناك متابعة، وأن يكون المريض متأكداً من أنه سيتجاوز الأزمة، ويجب أن تبقى المعنويات مرتفعة على رأس القائمة، خصوصاً لمرضى السرطان.

هل مرضك وراثياً، خصوصاً وأن والدتك رحلت عن عالمنا بالمرض نفسه؟

المرض ليس وراثياً، والسبب الرئيسي لمرضي هو التدخين.

أخبرنا أكثر عن والدتك الراحلة، خصوصاً أنك كشفتَ سابقاً أنك دائماً ما تشعر بوجودها إلى جانبك؟

الأم هي أغلى مخلوق على قلب الإنسان، وبعد خسارتي لها بسبب هذا المرض، شعرت أنها ترافقني دائماً خلال مرضي، ودائماً ما كانت تعطيني دافعاً للإستمرار، ولم تترك يدي أبداً، وطبعاً بسبب دعواتها وصلواتها من السماء، ورضاها عني، أعطاني الله القوة. أكثر ما يحزنني في هذه الدنيا هو رحيل والدتي، وأواسي نفسي دائماً، حتى مع أني خسرت كلية، فهذا لا يوازي خسارتي لوالدتي، بعد خسارة الأم لا شيء صعب في الحياة.

هل يمكن أن نرى ريان مجدداً في ديو غنائي؟

سبق أن قدمت ديو غنائي بعنوان "جنون بحبك" مع الفنانة المعتزلة أمل حجازي، التي أوجه لها تحية كبيرة، والأغنية من ألحان الملحن الراحل جان صليبا، وإذا وجدت أغنية مع صوت يناسب صوتي فلمَ لا.

أخبرنا عن الحب في حياتك اليوم، ومن هي المرأة الشيطان التي تحدثت عنها سابقاً؟

بعد إصابتي بالمرض، سامحت كل الناس الذين أعرفهم، وطلبت أن يسامحني كل شخص يمكن أن تكون قد حدثت مشكلة بيني وبينه، والمرأة من الممكن أن تكون شيطاناً ومن الممكن أن تكون ملاكاً، هذا الأمر يعتمد على الرجل فقط.

أما بالنسبة إلى الحب، فلا يمكننا العيش من دونه، وبعد أزمتي، دائماً ما كنت أفكر أنني أعيش وحيداً، وأتجاوز كل شيء بمفردي، الحمد لله أني وجدت العديد من الأشخاص الذين ساندوني، ولكن هناك أشخاصاً ليس لديهم أصدقاء، وهم فعلاً بحاجة إلى هذه العائلة الصغيرة، التي تجعلهم دائماً أقوى، ما يجعل الشخص يعيد حساباته.

ما هي الأعمال الجديدة التي تحضر لها حالياً؟

ألغيت معظم حفلاتي، وأجّلت حفلاتي في أوروبا، فأنا لا زلت في فترة نقاهة، ولا أستطيع أن أضغط على نفسي كثيراً، بسبب الغرزات الطبية، لذلك لن أحيي أي حفل لمدة شهر من الآن، وفي هذا الوقت سأقوم بالتحضير، ولن أسير مع النمط السائد في السوق، بل سأبحث عن الأمور التي أحبها الناس في ريان، مثل أغاني البدايات "أحلى غرام" و"وين بروح".

هل ستكتب أغنياتك بنفسك؟

لا أحد يعلم، كانت لدي تجربة الكتابة سابقاً، والحمد لله كانت ناجحة، منها أغنية "أحلى غرام".

كلمة أخيرة.

أشكر موقع "الفن" وعلى رأسه رئيسة التحرير الإعلامية هلا المر، التي لطالما رافقتني خلال مسيرتي الفنية، وأشكر كل شخص يتابع موقعكم الذي يتمتع بالمصداقية في نقل الخبر، أنتم مصدر موثوق للأخبار، وأنا أفتخر بهذه المقابلة التي أجريتها معكم.