لطالما اتسمت شخصية مقدمة برنامج "حديث البلد" الإعلامية منى أبو حمزة بالرقي في حوارتها طيلة مسيرتها الإعلامية وديبلوماسيتها المعهودة. وتكاد تكون من الإعلاميات القلائل اللواتي حافظن على مستوى متقدم من الصورة الإعلامية المتزنة.
نادرة إطلالات أبو حمزة كضيفة على البرامج الحوارية عبر التلفزيونات والإذاعات والمنصات والمواقع الإلكترونية، فهي تفضل الإبتعاد قدر المستطاع لتجنب الدخول او الإنخراط في البزار السائد.
إنما اطلالتها حديثاً في أحد البرامج التلفزيونية كانت على قدر كبير من الواقعية والجرأة. هي المرة الأولى التي تخلع فيها أبو حمزة سترة الدبلوماسية في الإجابات لتتطرق وبكثير من الموضوعية إلى موضوعين: الأول غياب نجوم الصف الأول عن البرامج اللبنانية وتحديدا برنامجها "حديث البلد" والثاني تفاهة محتوى بعض البرامج التلفزيونية.
بالنسبة إلى الموضوع الأول قالت أبو حمزة عن غياب نجوم الصف الأول عن البرنامج:"معظم نجوم الصف الأول حلوا ضيوفا على البرنامج اكثر من مرة ولا نختلف إنهم إضافة للبرنامج ونسعى إلى استضافتهم، انما للأسف 80 في المئة منهم يرفضون الظهور عبر البرامج اللبنانية منذ الازمة الاقتصادية."
واضافت:"لقد اتصلنا بشخصية فنية من الصف الاول للحلول ضيفةً على البرنامج فأجابت الشخصية:"انا ما بقى اطلع مقابلات بلبنان، في البداية شعرت انها جرأة من هذه الشخصية ان تقول هذا الكلام لكنني لاحقا اكتشفت ان هذه الشخصية كانت صريحة اكثر من غيرها."
وختمت أبو حمزة حديثها عن هذا الموضوع بالقول:"اطلعوا بلبنان، البلد مش جاكيت اذا عتقت منشلحها، بلدك لما بيكون واقع واجباتك تهتم في".
وعند سؤالها عن رأيها بالمستوى الإعلامي اشارت أبو حمزة إلى ان رأيها كأم، أنها تلاحظ وجود ترند منذ اكثر من سنة يقضي باستقبال التفاهة، من خلال التفتتيش عن حالات خاصة قد تكون مريضة نفسيا او مهووسة او قليلة ادب او طامحة للشهرة وكل ذلك بهدف تحقيق نسبة عالية من المشاهدة.
واضافت ان هذه النوعية من البرامج تتسبب بضرر كبير على جيل الشباب ونرفض تصدير هذه الصورة عن الشباب اللبناني الطموح إلى العالم العربي.
في تقييم سريع من الواضح ان أبو حمزة وضعت الاصبع على الجرح في الابتذال الحاصل في نوعية البرامج التي تقدمها التلفزيونات اللبنانية والتي بلغت حدا من الانحطاط والانحدار لم تبلغه في تاريخ الإعلام اللبناني، وهنا لا نقصد كل التلفزيونات اذ ثمة بعض المحطات تحاول وبقدر المستطاع ان تحافظ على مستوى مقبول من احترام عقول المشاهدين.
هذه الطفرة المسيئة إلى صورة الاعلام اللبناني الرائد والذي شكل الداعمة الأساسية لنهضة الاعلام العربي لا بد من إعادة النظر فيها. اذ بإمكاننا تقديم نوعية من البرامج الهادفة والتي تحقق نسبة مشاهدة عالية لكن بعيدا من النفور والابتذال والاضاءة على حالات استثنائية. وإلى من يتبجح بحجة ان من واجب الاعلام ان ينقل الحقيقة كما هي، صحيح لكن من دون ان تكون الحقيقة استثناء على الدوام.
في الختام نرفع القبعة إلى صراحة منى أبو حمزة على امل ان تبقى حديث البلد بجرأتها وحفاظها على هذا المستوى الراقي من صورة الاعلام اللبناني.