مصطفى السقا هو ممثل لبناني شاب، بدأ مسيرته الفنية بفيلم "وهلأ لوين" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، ولاقى دوره نجاحاً بارزاً، واستطاع من خلاله أن يكسب محبة المشاهدين. شارك مصطفى بعدها بعدة مسلسلات وأفلام، نذكر منها مسلسل "للموت" ومسلسل "الباشا" وفيلم "يربو بعزكن" وغيرها، ومؤخراً شارك السقا في مسلسل "ع أمل" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وحقق نجاحاً كبيراً على صعيد الوطن العربي، واستطاع أيضاً من خلاله أن يكسب شهرة أوسع.
وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة مع مصطفى السقا، الذي تحدث فيها عن دوره في مسلسل "ع أمل"، وعلاقته بالممثلين، كما كشف لنا عن أعماله المقبلة.

شاركت مؤخراً بمسلسل "ع أمل"، ماذا قدم لك هذا المسلسل على صعيد مسيرتك الفنية؟

شكّل "ع أمل" إضافة كبيرة جداً لي وطوّر من مسيرتي الفنية، لأنه كان يحمل رسالة إنسانية كبيرة وصلت للناس بشكل ناجح، وأنا كنت جزءاً مساهماً في إيصالها.
وعلى صعيد آخر، شارك في المسلسل كم هائل من النجوم والأساتذة الكبار من الممثلين، تعلمنا منهم الكثير، وكانوا دائماً محفزين وداعمين لنا، واكتسبنا منهم خبرة كبيرة، بالإضافة إلى فريق العمل المحترف مثل المخرج رامي حنا، الذي كان موجوداً دائما بجانبنا، وأعطانا تعليماته.

طرح المسلسل قضايا عديدة مهمة، أي موضوع أثر فيك أكثر؟ وأي مشاهد كانت الأصعب بالنسبة لك؟

المسلسل عرض عدة قضايا إنسانية، وكل منا لعب دوره في تسليط الضوء على موضوع معين، إلا أن قصة "هارون وهديل" كانت أكثر ما أثر بي، وكنت أحاول أن أوصّل للناس هذا الإحساس الذي أشعر به، لأن هارون وهديل اتخذا قراراً صعباً جداً، وغامرا بحياتهما، إذ أن "هارون" قرر الزواج من "ريا" لأنه آمن أن ريا ونساء العائلة وكل نساء العالم لديهن الحق بالتعلم وتحقيق الذات، لذلك اتخذ هذا القرار. كما أن شعور هديل كان صعباً جداً لأنها كانت موجودة في حفل زفاف شقيقتها من حب حياتها، كما أنها ضحت كثيراً، لذلك هذه القصة أثرت بي من ناحية أن الإنسان يستطيع أن يضحي من أجل رسالة معينة.
مشهد حفل الزفاف كان من أكثر المشاهد صعوبة، بالإضافة إلى المشهد من الحلقة الأخيرة، الذي طُلب مني فيه أن أقتل هديل لأغسل شرف العائلة.

كيف تصف دور "هارون" في المسلسل؟

"هارون" شاب ضيعوي حنون، رغم أنه تربى على العادات والتقاليد القاسية والقتل، وهو بكر العائلة والذكر الذي سيحمل الراية من بعد "سيف" و"عقيل"، لكن فكره كان مختلفاً كلياً، رغم أنه كان قليل الحيلة، لأنه لم يجد حلولاً لقصته، لكن بطبيعة الحال لم يكن الدم والعنف هما الحل بالنسبة له.

تحدثت الكاتبة ندين جابر عن تغير أحداث المسلسل، وأنه كان من المفترض أن يقتل هارون نفسه، هل كنت تفضل هذه النهاية أو نهاية المسلسل الفعلية؟

أنا أثق بالقرار والمسار الذي اتخذته الكاتبة ندين جابر، لأنها اتخذته عن دراسة معمّقة، ولعدة أسباب، خاصة وأن المشاهد كان متأثراً كثيراً بموت "رهف"، وتفاجأنا بهذا الكم من الناس الذين صدقوا موتها وعاشوا مشاعر الحزن، لذلك فإن الوضع لم يكن ليسمح بموت "هديل وهارون" أيضاً، مع أنه كان من الممكن أن يتعاطف الناس أكثر معهما ويتفاعلوا أكثر، وكانت لتكون الصدمة أكبر، لكن كانت ستكون مؤذية أكثر للمشاهد، وستكون جرعة الحزن عالية، وبما أنه كان من المفروض أن توازن بين الشخصيات، لذلك أثق بقرارها.

شاركت بمسلسلات وأفلام لبنانية سابقاً، منها مسلسل "للموت" و مسلسل "الباشا" وفيلم "يربو بعزكن"، أي منها حقق نجاحاً أكثر لك على الصعيد الشخصي وكان سبباً في شهرتك؟

بدايتي كانت مع المبدعة اللبنانية نادين لبكي في فيلم "وهلأ لوين" الذي حقق ضجة عالمية، وحاز على عدة جوائز، وأهمها جائزة "أفضل فيلم روائي بمهرجان كان السينمائي"، وكان دوري فيه مميزاً، والمشاهد ما زال يتذكرني بهذا الدور، بالإضافة إلى أنه كُتب مقال عني في مجلة "Le Monde" عن ظهوري كموهبة شابة، ومؤخراً النجاح الساحق لمسلسل "ع أمل"، والذي تعرّف فيه المشاهد على شخصيتي أكثر، واكتسبت فيه شهرة أوسع. وبالنسبة لي، العملان كانا متشابهين من ناحية النجاح العالمي ومن ناحية الرسالة، وكانا السبب في تعرّف أكبر شريحة من المشاهدين على "مصطفى".

أديت أدواراً درامية وكوميدية، أين تجد نفسك أكثر؟ وما هي الأدوار الجديدة التي ترغب بتمثيلها؟

في الكوميديا أكون عفوياً وعلى طبيعتي وكـ"مصطفى"، إلا أن النقلة للدراما كانت نقلة نوعية، وكنت خائفاً، ولكني تلقيت الدعم والتشجيع من الممثلة ماغي بو غصن، التي خاضت التجربة نفسها بالتحول من الكوميديا للدراما، ومن باقي الممثلين الكبار كـ عمار شلق وغيره، الذين أثنوا على أدائي في الدراما.
أرغب بتأدية أدوار أكشن، لأنني في الأساس مصارع وبطل فنون قتالية، ومشارك في عدة بطولات عالمية، وحزت على ميداليات دولية.

زميلك الممثل أيمن عبد السلام أدى دوراً مليئاً بالأنوثة في مسلسل "لعبة حب"، هل من الممكن أن تؤدي الدور نفسه؟

أيمن عبد السلام أبدع بأداء هذا الدور، من الأداء للأزياء لخفة دمه وحضوره، ونعم من الممكن أن ألعب الدور نفسه، مع أنه دور صعب ومركب ويتطلب تحضيراً كثيراً، لكن الممثل يجب أن يكون جاهزاً دائماً، ويأخذ التحدي ويبدأ التحضير للدور، كما أن الناس بحاجة إلى رؤية الممثل بشكل متجدد ليستطيع إظهار موهبته.

شاركت مع الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن بأكثر من عمل، كيف تصف علاقتك بها ومع من ترغب بالمشاركة في أعمال مقبلة من الممثلين والممثلات؟

على الصعيد المهني، ماغي بو غصن نجمة محترفة وأستاذة تعلمت منها الكثير، وعلى الصعيد الشخصي فهي إنسانة راقية ورائعة وحنونة وعفوية وعلى طبيعتها، هيأت لنا الكثير من الأجواء حتى نستطيع أن نعطي كل ما لدينا.
علاقتي مع كل أبطال مسلسل "ع أمل" كانت جميلة، وأعتبرهم كعائلتي، وعشت الدور على أننا عائلة، وما زلت أتكلم مع الممثل عمار شلق على أنه "خالي". بالإضافة إلى باقي أبطال المسلسل الذين كانوا لهم التأثير الكبير في أدائي، وأتمنى العمل معهم جميعاً، إلا أن ثنائيتي مع الممثلة ريان حركة، كانت جميلة والعمل معها مريح جداً وساعدتني كثيراً، كما أنها مشروع نجمة كبيرة جداً.

هل لديك أعمال جديدة مقبلة؟

في شهر تشرين الأول/ أكتوبر سأبدأ بتصوير فيلم قصير مع المخرج هادي الخطيب، وسيشارك به في مهرجانات دولية، ويدور حول قصة جميلة ورسالة مهمة. كما أنني بانتظار عائلة "إيغل فيلمز Eagle Films" إذا كنت سأشارك في أعمال مقبلة، كما أنني أتمنى أن أخوض رمضان المقبل بمسلسل من انتاج شركة إيغل فيلمز، لأنها شركة فتحت لنا آفاقاً كبيرة وآمنت بمواهبنا.